23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

عندما يتمعن المتابع في الاحداث والتطورات الجارية حاليا في إيران ولاسيما من حيث مايتعلق بالاستعدادات الجارية لإنتخابات مجلس الشورى، وبشکل خاص المواقف المتشددة التي أعرب عنها المرشد الاعلى للنظام الايراني بإقصاء الجناح المنافس له وتمهيد الارضية لجعل جناحه مهيمنا على مجلس الشورى وحالة الشد والجذب مع روحاني وفي ظل تفاقم الازمة العامة للنظام فإنه ومن الواضح إنه لم تعد هناك في جعبة هذا النظام مما يکفيه لمواصلة الطريق الذي صار يزداد وعورة وتزداد المخاطر والتهديدات ضده، ولذلك فإننا يجب أن ننتظر المزيد من تعقيد الاوضاع ومضيها نحو الاکثر صعوبة وفي ظل ذلك يجب الانتباه أيضا الى أنه ليس هناك بيد النظام من أية حلول ومقترحات شافية للشعب من أجل مواجهة الاوضاع السلبية، بل إن النظام يطلب من الشعب أن يصوم لکي يواجه هذه الاوضاع!!
الاحداث والتطورات الجارية في إيران والتي تٶکد جميعها وفي سياقها العام إن زمام الامور لم يعد کالسابق في يد النظام بل وإنه يعيش حالة مواجهة غير مسبوقة مع الاحتجاجات الشعبية التي تتصاعد بإضطراد منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، ووصولها الى منعطف غير عادي بعد إنتفاضتي 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، و11 يناير/کانون الثاني2020، حيث تم ترديد شعارات من قبل الشعب صريحة في مطالبتها بإسقاط النظام والتغيير الجذري، وأکثر شئ يصيب النظام باقلق والتوجس هو إن الطرف أو الجهة السياسية المعارضة التي تقف خلف هذه الاحتجاجات ودوام إستمرارها، هي منظمة مجاهدي خلق التي هي أقوى وأکبر معارضـة ضد النظام منذ تأسيسه ولحد الان وإنها الوحيدة التي قطعت کل خطوط الرجعة معه وتصر إصرارا حازما على إسقاطه، ولذلك فإن النظام يتخوف أکثر من أي وقت مضى لأنه يعرف إن حالة المواجهة الحالية التي يعيشها تختلف تماما عن کل الحالات السابقة لأنها جعلت منه هدفا والذي يرفع من درجة قلق النظام هو إن ظروفه وأوضاعه على أسوأ ماتکون بل وحتى يمکن القول إنها باتت أسوأ من تلك الظروف والاوضاع التي سبقت سقوط نظام الشاه في عام 1979.
النظام الايراني الذي صار واضحا للعيان فشله في إدارة الامور وإن مايعانيه الشعب من مشاکل وأزمات هي نتيجة لذلك وبالاخص بعد أن أطلق يد الحرس الثوري في الاقتصاد الايراني وجعله يهيمن على أکثر قطاعاته ولأن الحرس الثوري لاخبرة له في المجال الاقتصادي وليس من إختصاصه فقد إرتکب أخطاءا کبيرة وفادحة تحمل الشعب الايراني والطبيعة والبيئة الايرانية نتائجها وتداعياتها السلبية، وقد أکدت منظمة مجاهدي خلق على هذه المسألة کثيرا الى جانب ترکيزها على حالة الفساد المستشرية في کافة مفاصل النظام وعمليات سرقة ونهب ثروات وأموال الشعب الايراني، ناهيك عن ماجناه بحق الشعب الايراني في المجالات الاجتماعية، ولم تکتف منظمة مجاهدي خلق بتوجيه النقد للنظام وإنما حددت ووضعت في مقابل ذلك برنامجها ورٶيتها للتصدي ومعالجة تلك المشاکل والازمات بما يفي بکل مايطمح إليه الشعب ويرغب فيه، وهذه النقطة تحديدا هي أکثر شئ يثير قلق وتوجس النظام ولاسيما حينما يجد إن وضعه قد أصبح ميٶوس منه بعد أن باتت البلدان الغربية تنأى بنفسها عنه وتنتظر تطورات الاحداث في المنعطف الحالي الذي دخل فيه هذا النظام.