عندما تبوء السيد نوري المالكي منصب رئيس الوزراء طرح هدفا يستقطب كل فئات الشعب العراقي ، الا هو دولة القانون وبداء بتطبيق هذا النهج ، او هكذا تصورنا في حينه عندما اغار على كتائب الصدريين في البصرة وانتصر عليهم بمؤازرة ودعم الجيش الامريكي …وقد كنا نتصور انه سيحارب كل الميليشيات من اجل الحفاظ على وحدة وكرامة الجيش والدولة ، وقد اتضح بعد وقت قصير ان شعاره هذا كان للاستهلاك المحلي وانه يرغب في تصفية خصومه من الميليشيات والاحزاب والافراد ايضا ، والباقي معروف للجميع . لم يستطع تحقيق دولة القانون ولا حافظ على كرامة الجيش ولا استطاع ان يبني دولة او اي تنظيم معتبر على انقاض الدولة العراقية التي هدتها الاساطيل الامريكية ، وكما هو معروف ايضافان المقدمات تؤدي الى النتائج . وقد كانت النتائج ضياع العراق كحكومة وجيش واوشك ان يضيع كشعب ايضا ، وهو الان على كف عفريت كما يقول المثل . هذا كله معروف . ولكن الذي لانعرفه هو لماذا اصطفت منظمة بدر وامينها العام الحاج هادي العامري مع المالكي . ربما في البداية كان يتصور ان المالكي سيظل في السلطة ، وكماتعرفون ان مغريات السلطة كثيرة حتى قال كلمته الشهيرة بالزواج الكاثوليكي مع المالكي …. لكن الان وبعد مضي هذه الفترة من الزمن الا يحق لنا ان ندرس هذه التجربة ،، فهل استطاع العامري او منظمة بدر تحقيق اي من اهدافهم في البقاء تحت ظل المالكي . ان المالكي حاول الهيمنة على الحشد الشعبي لاستعادة سلطته او فردوسه المفقود الا ان محاولاته هذه قد باءت بالفشل وستبوء بالفشل ايضا يوما بعد يوم رغم استقطابه لميليشيات مختلفة مثل عصائب اهل الحق وغيرهم ..وفشله يعود ببساطة الى ان هذا المنطق ضد منطق الدولة الواحدة وضد رغبة الشعب العراقي في الامن والاستقرار وان كثرة الميليشيات والخروج على مبدا الدولة الواحدة لا يحقق طموح احد في الوقت الحاضر حتى المتصارعين الاقليميين والدوليين على ارض العراق وبالتالي فان مصير هذا الاتجاه هو الفشل والسقوط الابدي . وقد اختار المالكي هذا المنزلق الخطر لا لرغبة به وانما لانه لا مخرج لديه الا في خلط الاوراق للتخلص من محاسبة الشعب له ومحاولة ايجاد الثغرات للقفز على السلطة من جديد وباي شكل كان ….وان مستقبل العبادي هو مستقبل الحكم في العراق بل ومستقبل الدولة العراقية وان القضاء على الدولة العراقية يعني التفتت والانقسام وخلق دويلات ليس لديها مقومات الحياة . ان الزواج الكاثوليكي مع المالكي سوف لن يؤدي الا الى الهاوية والمستقبل المظلم . وعجبي ان زعيم منظمة بدر لم يدرك هذه الحقيقة . فاذا اراد الاستمرار بالعملية السياسية والحفاظ على اصوات الناخبين والحفاظ على منظمته من السقوط مع المالكي ، فانه يتوجب عليه. اختيار الطريق القويم والسيرمع منطق الدولة ونبذ المنطق الميليشياوي .لان الحفاظ على الدولة هو من مهمة الجميع وان سقوط الدولة يعني سقوط الجميع، ولا يمكن ان يتصور احد ان المالكي يمكن ان يعود الى السلطة لانه ما من احد يرغب بذلك كما ان مبررات سقوطه لا زالت قائمة . فاي منطق هذاالذي اختاره العامري. . ان الحفاظ على الاهداف يجب ان يكون اهم من الحفاظ على تعهدات سابقة تفتقر الى. الموضوعية وتبتعد عن الواقع . اليس الامر يحتاج الى اعادة الحسابات وتعديل المسار لوضع القاطرة على السكة من جديد .
سؤال يطرح نفسه بشدة ولا يقبل التاجيل لان التاريخ لا يرحم احدا.