11 أبريل، 2024 11:09 ص
Search
Close this search box.

منظمة التعاون الاسلامي ؛ اسم على غير مسمى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

الدول الاسلامية والعربية وعلى رأسها دول الخليج معنية اكثر من اي وقت مضى بمراجعة حساباتها وسياساتها الثابتة بشأن دعم وتمويل المنظمات والمؤتمرات التي تحمل عناوين”اسلامية وعربية”وهي في حقيقتها لا اسلامية ولا عربية بالمعنى والهدف الذي انشأت من اجله وهو خدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية من كافة النواحي وعلى رأسها الجانب السياسي ، ورغم قيام منظمة مثل”الجامعة العربية”ببعض المهام التربوية والثقافية المحدودة واستطاعتها جمع الامراء والملوك ورؤساء العرب في مكان واحد كل سنة كعادة بروتوكولية دارجة ولكنها لم تستطع ابدا ان تجمعهم على كلمة واحدة موحدة في اي وقت ولم تنجح في نزع فتيل الحروب والصراعات التي نشبت فيما بينهم منذ تأسيسها عام (1945) ، وعلى سبيل المثال (غزو مصر عبدالناصر لليمن عام 1962 وغزو صدام  للكويت 1990 وغزو اسرائيل للبنان 1982).. هذا عن دور الجامعة العربية التي تصرف عليها ملايين الملايين من الدولارات من غير ان تقوم بمهامها بالشكل الصحيح ، اما اذا ما جئنا الى منظمة التعاون الاسلامي (1969) التي تجمع في طياتها اكثر من 57 دولة اسلامية ، فان مصيبتها ادهى وامر ، اولا ؛ لانها منظمة عالمية ذات عضوية دائمة في الامم المتحدة ، ثانيا ؛ لانها تمثل اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في مشارق الارض ومغاربها . وبهذا تكون هذه المنظمة من اكبر المنظمات في العالم على الاطلاق ، المفروض انها تدافع عن قضاياهم و تستغل ثقلها الدولي من اجل المحافظة على مصالح المسلمين في انحاء المعمورة  ، ولكنها لم تقم بذلك ولم تكن بمستوى المسؤولية المطلوب ، حالها كحال الجامعة العربية وجدت لكي تملأ مكان ما “يعني ديكور !”، وعلى الرغم من كل هذه اللجان والمؤسسات ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية الكثيرة التي انبثقت منها ، فانها ظلت عاجزة عن فعل شيء ملموس على ارض الواقع ، دائما تحاول ان تنأى بنفسها عن مشاكل المسلمين وتمسك العصا من الوسط في اي نزاع ينشب بينهم ، لم نجد لها دورا سياسيا مشرفا في اي اعتداء تعرض له المسلمون من قبل غير المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو وفي ميانمار وغيرها من البلدان الاسلامية ، غير تقديم النصائح وبعض الدعم المالي وعدة زيارات شكلية لهذه الدولة وتلك ،  ماذا فعلت لشعب”الروهينغا”المسلم وهو يذبح منذ عقود على يد البوذيين في”ميانمار” ، و ماذا فعلت لـ”كوسوفو”وهم يبادون على يد الصربيين وماذا فعلت عندما قصفت طائرات الحكومة العراقية بالقنابل الكيمياوية مدينة”حلبجة”الكردية وقتلت منها الالاف؟! .. واين موقفها المسؤول من المذبحة اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري المسلم على يد النظام الاسدي المجرم ؟! ، ومن يستمع الى الامين العام لهذه المنظمة”اكمل الدين اوغلو”وهو يتحدث لوسائل الاعلام ، يخال اليه انه يستمع الى احد مؤيدي النظام السوري او الايراني او انه يستمع على اكثر الاحوال الى شخص غير آبه بالمرة لما يجري في هذا البلد المسلم ،  فهو يتبنى المشروع الايراني الروسي للسلام بين النظام السوري والمعارضة التي ترفضه لانه يعني القاء السلاح والرضوخ لاملاءات النظام الجائر الذي قتل اكثر من 93 الف سوري لحد الان ، وعلى الرغم من معرفة”اوغلو” بان الصراع الدائر تحول الى صراع طائفي في سوريا وان حزب الله اللبناني تدخل في بلدة”القصير”لصالح النظام ، بدافع طائفي وبصورة علنية متحديا الامة الاسلامية ، فانه لم يقم بشجب واستنكار العمل الغادر ولم يحث الدول الاعضاء في المنظمة الى فعل ذلك ، ولكنه اكتفي بابداء الحزن والاسى على ما جرى من مذابح فيها !! و..طالب الطرفين ؛ الظالم والمظلوم والضحية والجلاد الى”ضرورة”التحلي بالصبر”والابتعاد عن اعمال الانتقام والالتزام باحترام المدنيين والسماح بمرور المعونات الانسانية والطبية”.. هذا كل ما استطاع ان يفعله رئيس اكبر منظمة عالمية !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب