العراقيون متذمرون من الفساد , اسال احدهم , هل تريد القضاء عليه , يجيبك نعم…قل له كيف؟ ومن هو القادر على ذلك ؟؟ وما هي الاليات المتبعة ؟ اساله: من هم الفاسدون ؟! هل هم اشخاص ام احزاب ؟! بشر , ملائكة , ستلاحظ التراجع والتلعثم والتردد على هذا المواطن … رغم ان الكل يعرف الفاسدين بالاسم واللقب والكنية وحالهم حال الذئاب التي تجتمع على فريسة , والمصيبة بعض الفاسدين يمول المواكب الحسينية من مال السرقة الحرام.
ان مشكلتنا تكمن في عدم تسمية الامور السلبية بمسمياتها والمجاملة على حساب الحقيقية والحق, فالمواطن يذكر العناوين ويتهرب من المضامين , يتحدث بالعموم ويتجنب الخصوص , يلمح لا يصرح لذا الفاسدون استفادوا من هذه الخصوصية بان الكل منهم يقول الامر لا يعنيني وانا ليس المقصود… بعض الساسة يشهربخصومه من الفاسدين ويغطي على امثالهم من الذين يتبعهم فاذا ذكرته بهم غضب منك ووجه لك سيل من الشتائم والاتهامات …نقول ان نصف الحلول تتعلق بالمواجهة وكشف الفساد وابطاله وان يخضعوا للقضاء قبل ان نشكيهم الا الله , بخلافه ستكون محاربة الفساد التي صدعت بها رؤوسنا هي ضرب من الخيال , فمن درس الفيزياء يعرف ان انيشتاين قال: ان تكرار نفس التجربة تعطي نفس النتيجة بل آينشتاين ذهب ابعد من ذلك عندما قال : من السذاجة هي أن تكرر نفس التجربة بنفس الطريقة ثم تتوقع نتيجة مختلفة !
Insanity doing the same thing over and over again and expecting different results ~ Einstein …13 سنة مضت لم نرى فيها غير القتل والفقر والمرض وسوء الخدمات والفساد المستشري في ظل ساسة لم تفارق عيونا رؤيتهم | اليس انشتاين صادق ؟ّ! اذن لا يمكن تغيير الوضع الحالي بازمته السياسية وفساده المالي بالانتخابات التي هي اصبحت الية لتدوير نفس الوجوه من موقع الى اخر, وعليه لابد هدم البناء الحالي واستئنافه من جديد طابوقة طابوقة بعد التاكد هل علقت فيها رطوبة او املاح من البناء السابق؟!
السيد السيستاني قال المجرب لا يجرب وبهذا اتفق كلامه الحكيم مع منهج البحث العلمي لانشتاين بنتيجة واحدة , لكن الشعب العراقي لم يتعظ بكلام السيد السيستاني رغم حبهم وولاءهم له فكرروا انتخابهم لنفس الوجوه , ومستقبلا سوف لن يتعظوا بنتجة التجربة العملية لانشتاين وبحكمة ومنطق السيد السيستاني فسينتخبون ما انتخبوه سابقا ثم بعد حين سيندبون حظهم العاثر .. اليس هذا الواقع والمشهد الذي عشناه على مدى اكثر من دورة انتخابية ؟!
