إعلان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن منع الايرانيين من اداء فريضة الحج لهذه السنة، والذي هو مناقض و مخالف للأحکام الاسلامية و بشکل صريح، يأتي في سياق النهج الانعزالي لهذا النظام و الذي يدعو للفرقة و الانقسام بين أبناء الامة الاسلامية و يبث و ينشر کل أسباب إنتشار الفتنة الطائفية بأبشع صورها.
في هذا الوقت الذي نجد فيه شعوب المنطقة بأمس الحاجة الى تعزيز الافکار و المبادئ و القيم التي تساهم في تقوية مبدأ التعايش السلمي و روح التسامح و المحبة، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقوم بالعکس من ذلك تماما، من أجل سيادة منطق التشرذم و الحقد في المنطقة بما يکفل له تنفيذ مخططاته المشبوهة.
هذا المنطق العدواني الشرير، صممت المقاومة الايرانية على مواجهته بمنطق الوحدة و التآلف و التعايش السلمي بين الشعوب و الطوائف و الاديان، خصوصا عندما بادرت لتنظيم مٶتمر من علماء دين و خبراء إختصاصيين للوقوف بوجه المنطق العدواني للنظام و دحض مزاعمه الشريرة المشبوهة بشأن منعه للإيرانيين من الذهاب لإداء فريضة الحج.
هذا المٶتمر الذي کان تحت عنوان” ولاية الفقيه تحظر الحج على الإيرانيين”، بمشاركة كل من سماحة الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقا وإمام جامع مدينة الخليل، ومعالي الدكتور بسام العموش وزير التنمية سابقا في المملكة الاردنية وسفير الأردن في ايران و أستاذ الشريعة في الجامعة الإردنية، وآية الله جلال جنجه ئي رئيس لجنة حرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وقد أجمع المشارکون بعدم جواز منع الايرانيين من الذهاب لإداء فريضة الحج وإن النظام يتحمل وزر هذا المنع.
التأکيد على التعايش السلمي بين الطوائف و شيوع روح التسامح و المحبة، کانت من ضمن الامور التي أکد عليها المشارکون في هذا المٶتمر و الذين شددوا في نفس الوقت على إن الاسلام برئ من أي تطرف أو تشدد أو حقد أو طائفية و تشتت، والذي يجب أن نلاحظه هنا و نأخذه بنظر الاعتبار، هو إنه وفي الوقت الذي يقوم فيه النظام بالدعوة لمنطق التشرذم و الحقد و الانقسام و الطائفية، فإن المقاومة الايرانية تدعو من جانبها الى منطق الوحدة و التآلف و التعايش السلمي و المحبة و التعاون بين الطوائف الاسلامية و جميع المکونات الاخرى لشعوب المنطقة.