المتطرفون و الارهابيون في سائر أرجاء العالم، لهم نفس النهج و المنطق مع إختلافات طفيفة في الشکل من دون المضمون، ومن أهم القواعد الاساسية التي يعتمدون عليها في منهجهم و منطقهم هي الفرض و الإکراه و إستخدام اساليب العنف و القسوة و مايخالف القوانين.
تهديد الجنرال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، بأسر 1000 جندي أميركي، وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم، إذا حاولت أميركا شن هجوم إيران، کما صرح في مقابلة له مع التلفزيون الايراني، أمر لايجب أن يثير التعجب و الاستغراب، لأنه يعکس و بصورة واضحة جدا المنطق الصحيح و الاساسي لنظام الجمهورية الاسلامية، خصوصا عندما يستطرد ليقولإن “إيران ستتمكن من حل الكثير من مشاكلها الاقتصادية بالدولارات التي ستجنيها من هذه الفدية”.
إلقاء نظرة سريعة على الکثير من الممارسات و الامور التي بدرت عن طهران خلال العقود الثلاثة الماضية، خصوصا من حيث تصديرها للتطرف الديني و تأسيس أحزاب و ميليشيات و جماعات تابعة لها و من ثم إستخدام کل ذلك و توظيفه من أجل فرض سياساتها و تحقيق أهدافها، وإن ماقد صرح به الجنرال رضائي لايختلف مطلقا عن هذا السياق الذي إعتمدت و تعتمد عليه طهران منذ أکثر من ثلاثة عقود، وان هذا الامر وان منطق التهديد و القوة يغلب دائما على معظم التصريحات و المواقف الصادرة عن القادة و المسٶولين الايرانيين، ولعل التذکير بما قد قاله الخميني مٶسس النظام و الاب الروحي له قبل أکثر من ثلاثة من أن” يجب كي الناس کي يستقيم المجتمع” وهو نهج راق لتنظيم داعش کما يبدو ولذلك فقد جاء شعاره” الشريعة لن تطبق أبدا الا بقوة السلاح”، والذي هو يتفق و ينطبق تماما مع مقولة الخميني آنفة الذکر، ولهذا فليس بغريب او بعجيب صدور تصريحات و مواقف نظير ماقد صدر عن الجنرال رضائي.
هذا التصريح الذي يأتي بعد تصريحات و مواقف متشددة للمرشد الاعلى خامنئي بشأن التمسك بالبرنامج النووي و دعوته الاستعداد للمواجهة و الحرب ضد أمريکا، يثبت مجددا بأن بٶرة التطرف و الارهاب في المنطقة قد کانت و لاتزال طهران وان بقاء هذا النظام يعني بقاء خطر التطرف و الارهاب يهدد أمن و إستقرار المنطقة ومن هنا فإن ماقد أکدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بأن”هذا النظام الذي مازال يصر على امتلاك القنبلة النووية رغم معارضة الشعب الايراني والمجتمع الدولي فهو يشكل خطرا على العالم برمته. إذن فان الحل يكمن في قطع أذرع هذا النظام من المنطقة بأسرها وإسقاط خليفة التطرف والارهاب في ايران”، يبدو کلاما منطقيا و حيويا وإن أخذه
على محمل السعي الجد و السعي لجعله أمرا واقعا، هو الطريق و السبيل الوحيد للخروج بإيران و المنطقة برمتها من الاوضاع المتأزمة التي تعاني منها. [email protected]