23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

منطق أحمد راضي ..الذي لم يشفع له امام الطائفيين !

منطق أحمد راضي ..الذي لم يشفع له امام الطائفيين !

هذا الرجل الهاديء الطباع المنزوي على نفسه طلبا لاصلاحها منذ كان صغيرا ، كان صديقا لنا كجار بعيد في الحي الذي نسكنه في بغداد في جانب من سنوات طفولتي وصباي الشديدة التعقيد والتغيير مناطقيا وعائليا وفكريا ودينيا، حتى! ،ولكن اخي الاكبر مني قليلا-(توفي هو الاخر قبل حين بمعارك “الارهاب” الاخيرة ونحسبه شهيدا باذن الله على ايدي الضالين )- كان صديقه وزميله في صفه في الثانوية القريبة.
لذا فاني اعرف انه ماكان يحرص ان يكون “شيعيا” ولا كان يطمع ان يكون “سُنّيا” وهذا ماكنا عليه جميعا آنذاك..لا نلقي بالا ان نحتفل مع جيراننا المسيح في كنائسهم دون تعصب بل -دون وعي ربما- ثم في حي اخر نجاور مذهبا مختلفا فنشاركهم اعيادهم وزيارتهم -دون تدقيق او تمحيص- حتى انني لم اكن اعرف انني كنت شيعيا في الصباح سنيا في المساء ،،وسعيد مطمئن بالامرين معا!
كان الصبي يختلط بالجميع -على استحياء- خجولا في الخلق ،ضعيفا في الدرس ، جيدا في لعب الكرة ،يحمل حذاءه وملابسه الرياضية في حقيبته بدلا من الكتب ليذهب بعد الدوام الشكلي الى ناديه الذي التحق به حديثا آنذاك .وكان فقيرا كحال أكثر اقرانه..
ولكنه لما فاز واشتهر رزقه الله بشيء من الغنى على يدي الدولة الراعية للرياضة آنذاك فانتقل الى بيت افضل وحي ارقى ،ولم نعد نعرف عنه شيئا منذ ذلك الحين الا من أخبار المنتخب وناديه ،وكان قد نضج عمريا ويبدو انه بدأ يلتزم بالصلاة والعبادة وتزوج وما إلى ذلك .
وبمنطق بسيط وصادق متحاشيا التجريح والتصادم ،يقول هو عن مذهبه الديني في لقاء مصور :” لأني كنت في حي اليرموك واصلي مع اصدقائي من اهل المنطقة في مساجدها -“ولم يقل السنية حتى”! -فقد كنت افعل كما يفعلون دون قصد مني في ان اهجر مذهبا قديما او اتبع مذهبا جديدا ، فانا لم اكن شيعيا (بالمعنى الذي يقصدونه) يوما لكي أُلام بالتحول الى السنة ، ولست سنيا الان (بالمعنى الذي يقصدونه) لأتهم بهجري المذهب الاول ،،فأنا احب آل البيت كما يحبهم الشيعة واكثر ،واحب الصحابة وازواج النبي كما يحبهم السنة واكثر.
2)-منطق حسين الگاصد وفريقه،،!
الرجل الذي يظن نفسه شاعرا -كما اظن نفسي ناقدا-! عاصرته في التسعينات وانا طالب في الاداب -قسم اللغة الانكليزية- الذي كان يحلم هو ان يلتحق به كما قال ،وكان هو في قسم اللغة العربية -الذي كنت انا قد انهيته ايضا -،، وكان بدأ يحاول الظهور “ممتطيا الشعر” كما يفعل كل المتسلقين ،،ممن لا موهبة حقيقية لديهم ، وكنت احاول التواري كما يفعل “المغفلون الزاهدون بالشهرة”! فالتقينا قليلا جدا بفعل زميلة وصديقة مشتركة لنا..ولم اكن اتقبل اولئك المصفقين والمتزلفين “للدكتاتور” تلك الايام ..فكانت تجرني الزميلة جرّا لأسمع منه ماكان يظنه شعرا ينظمه لكي ابدي رأيا نقديا ايجابيا فيه ولم افعل! ،ولذا كانت لقاءاتنا قصيرة لدرجة اني لا اعرفه حقا الان ولايعرفني، ولكني أعرف انه كان فاشلا دراسيا في الثانوية وخدم العسكرية قبل ان يلتحق بالكلية المسائية بعد عمله النهاري الشريف (كمصلح للثلاجات) واعرف انه كان يستغل كل مناسبة “وطنية او بعثية” ليشدو بقصائده الركيكة متغنيا بالنظام (الذي يسميه الان “البائد”، ويسمي رئيسه “المقبور”)!
ولا أذكر لعلي تذكرته يوما عندما رايته عرضا في صور من مهرجان شعري -أخيرا – كنت دعيتُ له ولم أحضره ،ولعلي رغبت بالتواصل معه كحالي مع جميع القدماء ،ولكني لا اذكر اني فعلت.! حتى رايته يتصدر المشهد العام في وفاة الكابتن احمد راضي ، وهو يشتمه ميتا او يتشفى به بنفس طائفي مقيت -معيّرا اياه -بتقربه من النظام السابق!
وها أنتم الان عرفتم الرجلين من منظور واقعي ،،وانا وانتم نريد ان نحكم بتجرد الان ،ونتخذ عبرة :
هل الشاب الرياضي الشهير الناجح في تسعينات القرن الماضي هو من يعتبر متزلفا ومتقربا للنظام بينما حلِق شعره عقوبةً ظلما وطيشا من قبلهم لمرات،، ام الشاب المغمور المعدوم الفاشل الذي يحاول ان يظهر بأي وسيلة حتى وان كانت مدحا تمجيديا على الصحف وفي المهرجانات لمن يقول عنه الان انه كان “مجرما وطاغية”!..وقد أكرم بمنصب مدير عام لايستحق رُبعه مكافأة له على طائفيته فقط! ووسِم بلقب “شاعر” لم نسمع له مايُشعرنا منه !
وهل ان نفَسا طائفيا ثأريا حقودا قد وقَر في (اللاوعي) عند بعض النفوس كهذه، يمكن ان يتسبب بالقتل الغيلة ام لا؟ فماذا لوكان الطبيب المدير لحالة الفقيد يحمل نفس (منطق) حسين الگاصد ،فهل سينفع معه (منطق احمد راضي) فيشفع له بأن لايهمله -طبيا- او آخر لايؤخر نقله الى الاردن -عمدا-فيتسببون في موته!؟
أم انه منطق “بريء” لايناسب منطقهم “الطائفي”!؟