23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

منطقتنا : أحداث كبيرة وعقول صغيرة ؟ ” تحديات الطائرة بدون طيار ؟

منطقتنا : أحداث كبيرة وعقول صغيرة ؟ ” تحديات الطائرة بدون طيار ؟

من المسؤول عن التحليل هل هي العقول أم النفوس ؟
بداهة تبدو العقول هي المسؤولة عن التحليل , لكن الواقع يفاجئنا بأن النفوس تسبق العقول في المجتمعات التي غلبت على أمرها ولهذا قيل : ” العقل في القلب ”
ومجتمعنا مغلوب على أمره ؟
هذه حقيقة مرة ومذهلة :
فكل الدوائر العقلية وحماها مخترقة ومعطلة
حرية الكتابة في المدونات كشفت غسيلا لايبدو للعقل فيه من حضور , جهل , محدودية , تخلف , طائفية , عنصرية , فئوية ونفوس مريضة , وألاستثناء موجود ولكنه نادر وقليل ؟
ومن هذا الكم المخدر عقليا والمريض نفسيا وجدت أسرائيل ضالتها وعرفت كيف تبني أمنها وتحمي نفسها ولكن الى أجل ليس بالطويل ؟
أول ألاحداث الكبيرة على كل المقاييس في حياة البشرية هو الوحي لكن العقول الصغيرة شكلت طابورا من الجهل فوت فرصة اللقاء المعرفي بين أنسان ألارض وعالم السماء .
وأتخذت أرهاصات الوحي محطات مضيئة في تاريخ البشرية , فكان طوفان نوح حداثا كبيرا , ثم بزوغ فجر الدعوة ألابرهيمية صاحب الحنفية ألاولى التي كان مسرحها العراق وبلاد الشام ومصر ثم الجزيرة العربية بلاد نجد والحجاز حيث كان رفع قواعد البيت العتيق ” مكة المكرمة ” حدثا تاريخيا كبيرا , ثم تتالت صناعة الوحي للآحداث الكبيرة حتى كانت الدعوة ألاسلامية على يد خاتم ألانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله “ص” والتي تكللت بفتح مكة الحدث التاريخي الذي سجل معنى ألانتصار بقيمه ألاخلاقية   وبعده المعرفي الذي يجعل من ألارض مركزا للكون المتدين , ثم كان أنتقال خاتم ألانبياء والمرسلين الى الرفيق ألاعلى حدثا كبيرا وظفته العقول الصغيرة لمصالحها الشخصية فبدأت رحلة ألانحطاط والتراجع من العصابة ألاموية وفتنتها في االتمرد على الشرعية وقيم السماء الى الجماعة العباسية التي جعلت من السلطة ملكا عضوضا حتى سقطت بغداد تحت أقدام البرابرة الى أن جاءت السلطنة العثمانية التي أستبد بها المرض فتقاسم أرثها ألاوربيون حتى كانت سايكس بيكو حدثا كبيرا بالمعنى السلبي الذي جدد نفسه في حب الهيمنة من خلال ماسمي بالربيع العربي الذي  أراد مسخ هوية ألامة حيث لم تعد أنتفاضة الشعب العراقي عام 1991 حدثا ينتمي لمعنى ربيع الشعوب في التحرر ولم تعد قضية أحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية حدثا يسجل التقهقر ألاخلاقي , ولم تعد ثورة العشرين في العراق تحظى بقبول أصحاب سايكس بيكو , ولم يعد ألانقلاب على الملكية الفاسدة عام 1958 في العراق يدخل في مفكرة نضال الشعوب حيث حوصر بغوغاء تحركها مخابرات دول سايكس بيكو فكان 8 شباط عام 1963 حدثا تراجعيا بأعمال الحرس القومي الدموية التي أستكملت دمويتها في 17 – 30- تموز عام 1968 حيث بدأت الصحف ألامريكية تنشر صور صدام حسين وتقول : سيكون لهذا الشاب مستقبلا في العراق كاشفة بذلك عن حضورها المخابراتي في أنقلاب عام 1968 مثلما أعلن علي صالح السعدي نائب رئيس الوزراء في حكومة الحرس القومي عام 1963 بأنهم جاءوا بقطار أمريكي ؟ ثم كان عام 2003 عام أحتلال العراق حدثا هرعت اليه العقول الصغيرة فصنع الفساد في العملية السياسية حيث أصبح الفشل شباكا لمنع النجاح , ثم كانت ألاحداث من حولنا تسجل عام 2000 أنسحاب أسرائيل من جنوب لبنان بفعل ضربات المقاومة الوطنية بقيادة حزب الله الذي تحركت لمواجهته بأيحاء أمريكي صهيوني قوى التخلف والظلام من أصحاب الثراء الحرام عبر أنظمة التبعية التي كشرت عن أنيابها في حرب تموز عام 2006 حيث هزم حزب الله الجيش الصهيوني مثلما كشفت نواياه المتواطئة مع أسرائيل في حرب عام 2008 ضد غزة واليوم عندما يقوم حزب الله في لبنان بأختراق الفضاء ألاسرائيلي بطائرة بدون طيار قطعت مسافة 300 كم وبقيت ثلاث ساعات تصور المناطق الحساسة في أسرائيل حتى وصلت الى مشارف مفاعل ديمونا ألاسرائيلي مما سجل هذا الحدث رقما كبيرا لوجستيا وتقنيا علميا تصاغرت أمامه العقول الصغيرة التي ستشكل كعادتها طابورا من التخاذل والهوان لتضل تلوك كلمات الخيبة والسقوط ألاخلاقي التي درجت عليها مصحوبة بطفح نتن من الطائفية التي أستبدلت العداء لآسرائيل بالعداء للآقربين من ألاهل والجيران وتلك هي خيبة العقول الصغيرة تاريخيا ؟
لم يعد للحق من معيار , لم يعد للحقيقة من أنصار , لم تعد للعدل من ثمار ؟
لم يعد للظلم من أنكار , ولم يعد للمظلوم من أي أعتبار , حتى مظلومية الحسين أصبحت من العادات التي تستجلب ألاستعبار وتستدر الدموع من دون ألافكار .
لم تعد للشهادة من حرارة ولا نبض ولا وقار ولذا صارت توزع على القتلة والعيارين ومن هم في الدرك ألاسفل من النار ؟
كل القتلى صاروا شهداء حتى لوكانوا لصوصا وسماسرة ودجالين وعملاء وقتلة يستبيحون دماء ألابرياء , وكأن الشهادة هدية توزع كيفما يشاء المداحون لا كما تشاء السماء صاحبة الخيار والتأسيس والمرجعية التي لاينافسها ألا جاهل أو مكابر وحسبك بفرعون غريق البحر مثالا , وبنمرود الذي بهت وفشل حالا أمام أبراهيم المكتمل عقلا وكمالا .
ولم يعد للجهاد من معنى سوى التفخيخ والتفجير وزرع الموت والدمار ؟
ولم يعد للثورة من قيم وأخلاق تحمى البلاد وتفرق بين المحارب والمرتد وبائع الديار .
ولم تعد للوطنية من حدود تحترم ولا من مفاهيم تنتظم , وأنما هي صيحة يكثر فيها الضجيج , ويدعيها كل من لايعرف الفج العميق ومن لايعرف الضامر والصائل والضابح في صبح العجيج .
ولم يعد للفن من حدود , فبابه مشرعة في الجهات ألاربعة يدخله الخشاب والسمسار والمومس ومن معها لاه بالدعة ؟
ولم تعد للثقافة من رسوم ولا لمدعيها من خصوم بعد أن تهدمت أسوارها وتعطلت منتدياتها وفسدت بضاعتها وكثرت لكنتها وأستفحلت عجمتها وتعالت رطانتها حتى لم يعد للصم الصياخيد من معنى , ولا للمعصرات الثجاج من مغزى , ولا للطل والبوابل من فحوى , ولا للمتكلم من جمهور ولا للخطيب من حضور ولا للمنبر من هيبة , ولا للسامع من رغبة , فلقد تغير الجمهور وفسد الحضور , وتحولت الهيبة الى رعب وخيبة تخالط النفوس وتشل العقول :
فالمستقيم : منحرف والى اللغو منجرف وعن الصراط منصرف وبألف من الظنون متورط ومختلف .
والمؤمن للرذائل مقترف وبالفضيلة غير معترف وللزهو حليف منجرف , وألاستثناء موجود ” ثلة من ألاولين وقليل من ألاخرين”
أصبحت الثورة مهوى الغرائز ومحطة للنزوات وبضاعة للثراء يبحث أصحابها عن ولاء مدفوع , وثمن لايتوقف على كثرة الجموع وأنما على الصوت المرفوع والشعار الذي يغري المخدوع ومكاتب يحضرها من لايعرف المبتأ والخبر , ولاتهمه أبجدية البشر وأخلاق ألامم , المهم الغلبة بمن حضر حتى لوكان من الرعاع ومن بائعي الضمير من مرتزقة ألامير ؟
ولهذا أصبحت المكاتب مستأجرة وللدول ذات الشأن مستعمرة ومن بينها كانت لآسرائيل عيونا منتشرة وأمالا منتظرة لآنها عرفت موت ألامم والعرب من الميتين , تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا وتلك مقولة أبن الوقاص للخليفة عمر بن الخطاب الذي كانت درته عقابا لزهو معاوية ولكنها لم تفلح لآن خنجر أبي لؤلؤة كان يختزن خذلان العقول ومرض النفوس وحقد الجاهليات مثلما كان سيف أبن ملجم فاتحة لموت الحمية والحيوية وأستعار نار الفتنة التي يقاتل فيها من لايعرف الناقة من الجمل ولايحفل بدنيا مكتوب فيها ألاجل , حيث وقفت درة عمر بن الخطاب ولما يكمل حسابه مع معاوية , وتوقف صوت علي بن أبي طالب وعقله الذي كان يقول:
” سلوني قبل أن تفقدوني , فأني أعلم بطرق السماء من طرق ألارض ”
فظل السؤال مفتوحا , ولكنه لم يجد من هو أهل للمعرفة , فظل كمدا , ورحل حزينا وهو يقول :
” سيليكم بعدي رجل مندحق البطن واسع البلعوم يأكل مايجد ويطلب مالايجد , وسيأمركم بشتمي والبراءة مني , فأما الشتم فأشتموني فأنها نجاة لكم وزكاة لي , وأما البراءة فلا تتبرأوا مني فأني ولدت على ألايمان والفطرة ”
فينما كان الجهاد خاصة لآولياء الله قال تعالى ” وجاهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ” .
أصبح الجهاد لعقا على ألالسن يدعيه من لم يجاهد نفسه ومن غلبت عليه شهوته وأستولت عليه بطنته ولم يحصن فرجه ؟
وأصبحت الفتاوى يقرأها الصبيان , ويفتي بها من لايعرف القواعد الفقهية مثل قاعدة :
1-  التجاوز
2-  الفراغ
3-  لاضرر ولا ضرار
ومن لايعرف كل من في ألايات القرأنية وهي :-
1-  المحكم والمتشابه
2-  العام والخاص
3-  الناسخ والمنسوخ
ومن لايعرف أسباب النزول مثل :-
1-  ألايات التي نزلت في السلم
2-  ألايات التي نزلت في الحرب
3-  ألايات التي نزلت في النهار
4-  ألايات التي نزلت في الليل
5-  ألايات التي نزلت في السهل
6-  ألايات التي نزلت في الجبل
7-  ألايات التي نزلت في مكة
8-  ألايات التي نزلت في المدينة
ومنهم من لايعرف الراوي وحاله والرواة تاريخيا على أقسام :-
1-  الصادق
2-  الكاذب
3-  المنافق
4-  الجاهل
والعلم النافع للناس لايؤخذ ألا من ” الصادق ” قال تعالى ” يوم ينفع الصادقين صدقهم ”
وللصادقين أذن واعية قال تعالى ” وتعيها أذن واعية ”
وثبت عند الصحابة والرعيل ألاول أن عليا بن أبي طالب هو صاحب ألاذن الواعية بدعاء من النبي محمد “ص” ومايؤكد ذلك قوله تعالى ” ويتلوه شاهد منه ” والشاهد من رسول الله ولرسول الله “ص” هو علي بن أبي طالب تؤكد ذلك أية رقم “61
 من سورة أل عمران ” فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ” – 61- أل عمران – وفي هذه ألاية كان علي بن أبي طالب هو نفس رسول الله لآنه هو وفاطمة والحسن والحسين من خرج بهم رسول الله “ص” للمباهلة
هذا كان حدثا كبيرا لم يجد عقولا تستوعبه لاسيما من الذين تصدوا فكانت الخيبة تصنع مصير البشرية وتقوده نحو الذل والهوان كما هو اليوم يقاد بأهواء توراتية تجعل من ” مت رومني ” زعيم المرمون في أمريكا يتكلم كلاما كبيرا في أحداث كبيرة لايعرف مغزاها من أسكرتهم شهوة الحكم والكرسي في ديار العرب والمسلمين , فجعلتهم يتسولون فتات المساعدات , مثلما يتسولون الوجاهة على حساب الكرامة ؟
وذلك هو مثال على صغر العقول .
وكثرة صغار العقول لايعني عدم وجود العقول الكبيرة , ولكن الكثرة تفسد الرأي , ولذلك قال ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام :
” لارأي لمن لايطاع ”
وقبل ذلك قال الله تعالى ” وأكثرهم للحق كارهون ”
وقال تعالى : ” وأن تطع أكثر من في ألارض يضلوك ”
وقال رسول الله “ص” : ” العقل قائد والعلم رائد ”
وقال “ص” : ” الدين المعرفة ”
والعقول الصغيرة : هي العقول التي يكون نصيبها من العلم معدوما  ومن المعرفة مذموما .
وألاحداث الكبيرة في عالمنا ألارضي ” وألارض وضعها للآنام ”
يأتي في مقدمتها : ” الوحي ” .
والوحي أول وأكبر ألاحداث التي واجهت البشرية فأنقسمت في الرأي تجاهها قال تعالى :” كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فأختلفوا ” .
والعقول الكبيرة هي التي أمنت بالوحي وأتبعت الرسل وألانبياء وأوصيائهم .
وكانت عقول ألانبياء موضع ألاصطفاء قال تعالى :”
” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين” – 33- أل عمران –
وقال تعالى :” شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولاتتفرقوا فيه ”
وقال تعالى ” ولاتكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم ”
والعقول الصغيرة هي التي أختلفت وتفرقت .
والعقول الصغيرة هي التي قالت : لم يعذب الله الناس ولم يهددهم بالعذاب ؟ ونسوا مافي ألاجتماع البشري من حاجة للعقاب حتى قيل : من أمن العقاب أساء ألادب ”
والعقول الصغيرة هي التي قالت : دعونا من الدين وأتركونا ودولتنا المدنية وتابعهم في ذلك كل من قل علمه ونضبت معرفته
ولو كانوا يعلموا أن العلاقة بين الدين والدولة كالعلاقة بين ألام ورضيعها , ولذلك قال تعالى ولم يعرفوا قوله ” ذلك الدين القيم ”
وقال تعالى ” ومهيمنا عليه ”
وقال تعالى ” أن الدين عند الله ألاسلام ” وهو المعنى والمفهوم الذي لم تعرف أبعاده لآنه فهم فهما مذهبا تارة , وتارة أخرى فهما طائفيا يؤدي الى الفرقة والتفرقة وألاختلاف , فيما هو أتفاق بين كل أنبياء الله من أدم الى نوح وأبراهيم وموسى وعيسى الى خاتم ألانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله “ص” قال تعالى ” وأذا يتلى عليهم قالوا أمنا به أنه الحق من ربنا أنا كنا من قبله مسلمين ” – 53- القصص –
وقال تعالى ” قل الحمد للله وسلام على عباده الذين أصطفى الله خير أما يشركون ” – 59- النمل – والذين أصطفى هم أصحاب العقول القائدة الذين أنعدمت بينهم ألانانيات وذابت الحساسيات وكانوا مثال ألاخوة في الله , ولذلك قال تعالى :
” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات وأقام الصلواة  وأيتاء الزكواة وكانوا لنا عابدين ” – 73- ألانبياء –
” وما أرسلنا من قبلك ألا رجالا نوحي اليهم فسئلوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون ” – 43- النحل –
وأهل الذكر هم أصحاب العقول الكاملة الذين منحهم الله علما لدنيا ولازالت قضية العلم اللدني غير واضحة مثلما لازالت العصمة لآهل الذكر غير مفهومة كل ذلك بسبب العقول الصغيرة التي واجهت ألاحداث ولم تكن مهيئة لها .
ولقد أوضحت ألايات القرأنية قسما من مواصفات عقول أهل الذكر حيث قالت :”
” أفمن يعلم أنما أنزل اليك من ربك الحق كمن هو أعمى أنما يتذكر أولوا ألالباب ” – 19- الرعد – وأولوا ألالباب هم أصحاب العقول الكاملة وهذه مواصفاتهم ألاخرى : قال تعالى :
1-  الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ” – 20- الرعد –
2-  والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ” – 21- الرعد –
3-  والذين صبروا أبتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ” – 22- الرعد – ولقد مر في سورة البقرة أن الذين ينفقون مما رزقهم ربهم سرا وعلانية هو ألامام علي بن أبي طالب وقد جاء في أسباب نزول تلك ألاية في أكثر من مصدر , وأصحاب العقول الصغيرة يستغربون من ذلك ويؤولونها تأويلا طائفيا نتيجة فقرهم العلمي وعوزهم المعرفي .
وأصحاب العقول الكاملة هم أولياء الله قال تعالى :
” ألا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ” – 62- يونس – وقال تعالى :
” يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لاعلم لنا أنك أنت علام الغيوب ” – 109- المائدة –
وقال تعالى خاتما بها هذا المعنى :
” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وأتينا عيسى أبن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما أقتتل الذين من بعدهم من بعد ماجاءتهم البينات ولكن أختلفوا فمنهم من أمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما أقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد ” – 253- البقرة –
وقال تعالى تحريكا للعقول وأستشعارا للمثول ولكن البعض نكص ولم يعرف ألاصول التي كان مجرها هكذا :” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- أل عمران –
وتاريخ الوحي كبير وطويل وفيه دلالات تهربت منها العقول الصغيرة وراحت تبني لنفسها كهوفا في أخاديد النفس وتلافيف العقول , فأصطنعت لها فنونا وهي ليست بالفنون , وغيرت العناوين وأستبدلت المضامين , وأستعاضت  بالقشرة عن اللب
فتصحرت الحضارة وتلبدت مناخات العقول وأغشيت النفوس بالعتمة التي لم تنفع معها عقاقير السيكولوجي ولا تحليلات البراسيكولوجي .
وأخذت المرأة الى حيث لاينفع التعليل ولا يفيد التحليل حيث أختطفتها دكتاتورية ألاستوديو , وأصبحت بهارج ألاضواء لاتقاوم نتيجة حشود العقول الصغيرة التي أستسلمت لقائد الهوى والمنى وتباعدت عن معاني ” زلزلة الساعة ” و ” القارعة ” و ” أذا زلزلت ألارض زلزالها * وأخرجت ألارض أثقالها * وقال ألانسان مالها * يومئذ تحدث أخبارها *
وأخذ الرجال الى متاهات الردى , فكانت الدنيا مسرحا للغواية ولا حساب للآخرة حتى النهاية , فالحانات من حرية ألاجتماع , والدعارة حاجة بهيمية يتركونها لرأي الرعاع , والمثلية لاأشكال فيها في بعض البقاع , والسحاق مسكوت عنه بدون أقتناع ؟
هذه بعض ألاحداث التي وجدت تشجيعا من قبل العقول الصغيرة
وهناك أحداثا أكبر هو ما عبر عنها الشاعر :
أدهى المصائب في الدنيا وأعظمها
                 عقل يرى الشيئ مقلوبا ومعكوسا ؟
ومن أكبر ألاحداث اليوم هو : تغير المفاهيم
ومن أكبر المفاهيم تغيرا وسطوة وعدائية هو :
مفهوم ألارهاب ؟
فبأسم محاربة ألارهاب يشجع ألارهاب
وبأسم مطارة ألارهاب تطارد الفضيلة
وبأسم منع ألارهاب أن يتوسع ويتمدد , يضيق على المقاومة الحقيقية .
وبأسم الحقوق ألانسانية تهدر الحقوق الوطنية والبشرية .
وبأسم الحرية تصنع وتؤسس عبوديات جديدة
وبأسم الحرية الشخصية تهان ألاديان والشخصيات المقدسة
وبأسم حرية التعبير , تشوه الحقائق وتشرع التجاوزات
وبأسم منع ألانتشار النووي يزداد تخزين الرؤوس النووية
وبأسم العقوبات ألاقتصادية : تجوع الشعوب وتسرق ألارزاق ويعود ألاستعمار ولكن بلون جديد .
وبأسم الليبرالية : تستعاد ألامبريالية طقوسها وهيمنتها
وبأسم محاربة ألاصولية وهي بدعة يحارب ألالتزام والعقيدة
وبأسم الرياضة : تستباح القيم وتنتشر ألاباحية , ويصبح التعري مودة أولمبياد لندن 2012
وبأسم الربيع العربي : يستعاد سيناريو ” سايكس بيكو ”
وتحل الفوضى وتسرق الثروات , والعقول الصغيرة تنشغل في العراك الفئوي والحزبي والعشائري والطائفي , فلا تصحو ألا والبلاد قد قسمت , والبنى التحتية قد دمرت , وألامراض قد أنتشرت , فيعود الغزاة بحجة جديدة , وتظل أسرائيل تحظى بأمن ولو الى حين ؟
ويظل العراق تحاصره ألاحداث الكبيرة , وتتجاذبه الموالاة الخطيرة , حتى لم تعد السيطرة على ألاجواء كافية للذين سلبوها منه , ولم يعد التفتيش مقنعا لطرف وغير مرض لطرف أخر , وهو في كل ذلك  تقوده العقول الصغيرة التي عرفتها كل ألاطراف وأعطتها مايناسبها من ألاوصاف ؟
وتلك هي الكارثة والمأساة
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]