20 ديسمبر، 2024 12:01 م

منطقة الدورة.. ومجلس الأمن.. وكوبلر ..وألأزمة الكورية!!

منطقة الدورة.. ومجلس الأمن.. وكوبلر ..وألأزمة الكورية!!

التضييق على حياة ملايين العراقيين هو الشغل الشاغل للاجهزة الامنية في بغداد والمحافظات ، لكن الأذى الواقع على بغداد وعلى مناطق الكرخ بوجه خاص، هو الذي أوصل حياة الناس الآمنيين الى هذا المصير ، حيث طوقت الجدران الكونكريتية  وسيطرات الدخول والخروج على معظم مناطق أحياء الكرخ التي تحولت فيها الحياة الى جحيم لايطاق..
وقد جرت محاولات لرفع عشرات من هذه الكتل الكونكريتية، وشعر سكان هذه المناطق بالارتياح لأن معالم الحياة في بعض جوانبها عادات الى احوالها الطبيعية، وتم فتح بعض المنافذ للدخول والخروج الى هذه المناطق، وقد استبشر الناس خيرا بهذه الاجراءات ، كونها تسهم في التخفيف من حالة الاختناقات والمسافات الطويلة التي يقطعونها كل يوم للوصول الى اعمالهم أو عند الرجوع الى اهاليهم.
الا ان الملفت للنظر ان حالة تضييق الخناق عادت مرة اخرى ،لان الستراتيجية الجديدة وجدت في فتح منفذ بمسافة متر واحد وربع المتر على الطريق السريع قرب جسر الميكانيك بمنطقة الدورة وفي جهة حي الميكانيك يشكل خطورة ليس على الأمن العراقي بل ظهر انه يهدد امن الولايات المتحدة والعالم الغربي، كونه يسمح لعشرات الموظفين والطلبة والناس البسطاء بالعبور من هذا المنفذ ، الذي يذكرهم بمعبر رفح في الارض المحتلة في فلسطين الى دوائرهو وجامعاتهم ومعاهدهم ومدارسهم وأماكن عملهم ، ويبدو اننا تساوينا من حيث القيمة والمعاملة بين احتلالين ، ما زالت اثارهما تنعكس بويلات  على العراقيين حتى بعد مغادرة الاميركان وجاءت القوات العراقية لتطبق على احياء بغداد بأشكال أخرى ، في سابقة خطيرة تشكل تعديا صارخا على حقوق الانسان في هذا البلد.
وقد وجهنا التماسات عدة الى كبار المسؤوليين الأمنيين بأن يبذلوا جهودهم لرفع الحصار المفروض على احياء الدورة، ويسمح بإعادة فتح منفذ بحجم متر ونصف كان مفتوحا منذ أشهر واعادت  القوات الامنية اغلاقه في المنطقة للاخطار المحدقة التي أشرنا اليها قبل قليل التي يشكلها منفذا كهذا، على الامن الدولي وربما يتطلب الأمر عرض الموضوع على انظار مجلس الأمن الدولي، وهو يعكف الان على دراسة الازمة الكورية الشمالية ، ويخشى ان لاتنال منطقة الدورة ومحاصرة أحياء أخرى في بعداد  اهتمام مجلس الامن الدولي بمعاناة العراقيين.
أما الممثل الدولي في بغداد مارتن كوبلر فحقوق الانسان في العراق هو آخر اهتماماته، وهو لم يكلف نفسه عناء زيارة احياء مختلفة من بغداد والاطلاع على أحوال الدخول والخروج اليومي والاهانات التي يتلقاها الاف العراقيين عند عبورهم من مداخل احياءهم من معاملة سيئة، لاقى منها العراقيون شتى صنوع الأذى والتضييق على الحريات.
كثيرا ما تمنينا ان يقوم السيد مارتن كوبلر بجولة في احياء جنوب بغداد وبخاصة الدورة والسيدية واحياء الاعظمية والجامعة والخضراء والعامرية، للاطلاع على واقع الحياة في هذه المناطق وكيف يعانون من الدخول والخروج صباحا ، وقد رايت بام عيني كيف تقوم سيطرات الدورة بالاعتداء على شبان عند مداخل جسر الميكانيك لاكثر من مرة، وأمام عشرات الناس وهي تلقي عليهم بـ ( الجلاليق والدفرات ) قبل أشهر ولأمور بسيطة من قوات الداخلية على وجه التحديد، ولايمكن لسيطرة ان تمارس تعذيب البشر أمام سكان هذه المناطق وليس بمقدورهم ان يفعل سكانها شيئا أمام هكذا سلوكيات تستهين بمقدرات العراقيين لكونهم من مكون معين، وينال العشرات الأذى اليومي عند العبور على جسر الميكانيك من سيطرتين عند مدخل جسر الطعمة وعند نهايته في مدخل الميكانيك، وتكاد الاخيرة تمارس مختلف الاهانات ضد سكان منطقة الميكانيك، وتعاملهم معاملة سيئة، للأسف الشديد ، وقد رأيت بنفسي كيف تجري حالات كهذه، ولم ينقلها أحد لي او يرويها أحد، فكيف بمن لا أراها، ولا ادري كم من المرات يتعرض العشرات الى الاهانات والمضايقات عند هذه السيطرات.
هذا غيض من فيض، وعسى ان يبحث مجلس الامن الدولي الموضوع وينظر في قضية الكتل الكونكريتية في العراق ومعاناة العراقيين من مداخل المدن في أحياء الكرخ أو يكلف ممثل الامم المتحدة نفسه ليطلع على هذه المعاناة في هذه الاحياء، ليروا ماذا تعني معنى كلمة ( المعاناة ) وهي قاسية جدا، لكان بالامكان صدور قرار من مجلس الأمن على غرار قرارات نزع سلاح العراق  وحرب الكويت الآنفة الذكر  والأزمة الكورية ، علها تسهم في حل أزمة دخول العراقيين الى أحيائهم بلا منغصات!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات