ليس غريبا في بلادنا ان تستمع بين فترة واخرى “لخطابات” تفوح منها “رائحة” الدم والتحريض ضد الاخرين، مستغلة عواطف المواطنين وبساطتهم لتمرير اجندات لا تختلف عن أفكار من يستخدم “الدين والشريعة” لقطع الرؤوس، بحجة الدفاع عن “بيضة الاسلام والمسلمين” فما فعله النائب محمد الكربولي خلال حفل انتخابي رسالة واضحة على استعداده وامثاله، لإعادة سنوات القتل على الهّوية من اجل تحقيق مكاسب انتخابية تضمن بقائه في السلطة لسنوات عجاف اُخر.
الكربولي ابلغنا في خطابه الذي القاه بحماسة كبيرة بان “السنة اكثر وطنية من بقية مكونات الشعب العراقي، وأن الهجمة عليهم لن تتوقف أبدا” ويكمل قائلا ان “السنة تحملوا الاعتقالات والتهميش ومازالوا يقولون نحن شعب واحد”، هذا جزء من كلمة عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب الذي صدحت “حناجر” بعض النواب “اكراما” لعيونه وأصروا على تعديل قانون الانتخابات حتى يسمح للكربولي بالترشح لكونه لا يملك سوى شهادة الإعدادية، ليس حبا “بشهامته” انما طمع بأأموال عائلة الكربولي، التي قد يعلم الكثير منا كيف جاءت فقصة الهلال الأحمر ليست ببعيدة، ومازالت اثارها قائمة حتى الان.
لكننا لا نعلم على ماذا استند “مدلل” الكرابلة حتى يشكك بوطنية بقية المكونات ومواقفهم، هل استند للسيارات المفخخة والانتحاريين وخطب التكفير التي كانت تُلقى من على المنابر ام على “سبي” الايزيديات وبيعهن في سوق “النخاسة” او قد يكون استذكر حادثة سبايكر وإعدام اكثر من 2000 شاب، على أيدي من سماهم الكربولي ورفاقه حينها “ثوار العشائر” او على قطع الطرق الخارجية وقتل “عُبَّاد الله” على الهوية، المجتمع السني الذي يدعي الكربولي “استمرار الهجمة” ضده, تحّول بفضلهم وغيره من الساسة الى “مجتمع خيام” ومدن مدمرة ولَم يبقى لديه مايبحث عنه الطرف الاخر لاستهدافه، واذا كان الهدف هو البحث عن مصالح “السنة” وهذا بالتأكيد “ضرب من الخيال”، لماذا لم تشاركوا في السلطة منذ البداية وتدافعوا عن القضية بطريقة بعيدة عن “التمسك” بأحلام الماضي ومنع الانتماء للقوات الامنية والتعامل مع الاخرين على انهم “عملاء”.
قد يتهمني البعض “بالتعصب” او الانحياز لطرف على حساب الاخر، وقد يشتمني الكثير، لكن الحقيقة واضحة ولا تحتاج الا للتذكير فقط، فجيش الاسلام والنقشبندية وكتائب ثورة العشرين وقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وصولا الى (داعش)، من اين جاءت ومن كان يغذيها، جميع تلك المسميات والمجازر التي ارتكبت تحت عنوان “التهميش” منحت الاحزاب الحاكمة المحسوبة على “المكون الشيعي” الفرصة لاقناع المواطن بضرورة الوقوف معها لكونها “الحارس الامين” بوجه “التمرد الطائفي” الذي يفتك بمدنهم وابنائهم، وخيرتهم بين مفخخات الزرقاوي وأحزمة البغدادي او البقاء على قيد الحياة شرط دعمهم للاستمرار في السلطة، في حين كان ساسة “السنة” يمارسون التحريض ليل نهار حتى غابت “ملامح الدولة” واصبحت مناطقهم تحكم بالحديد والنار وهذا مايسميه الكربولي بـ”الاضطهاد والقمع الطائفي” لكنه على ايدي ابناء جلدتهم من سياسيين وقتلة, جمعهم سفك الدماء على الرغم من اختلاف المسميات.
الخلاصة، ان الوطنية ليست سلعة تباع وتشترى او احتكارا لمكون بهوية محددة،، الوطنية رسالة سلام وتعايش وتصحيح للاخطاء السابقة، الوطنية.. توزيع المحبة والتسامح على جميع مكونات الوطن بالتساوي من دون استثناءات طائفية او عرقية، الوطنية هي انصاف الضحايا والاقتصاص من المجرمين،، الوطنية هي ان تمنع استغلال الاخرين على طريقة فائق الشيخ علي، حينما طلب 850 الف دولار من رئيس حزب سياسي مقابل دخوله في تحالفه الانتخابي وحينما رفض، استبعده من قوائم المرشحين،،، اخيرا، السؤال الذي يبحث عن اجابة، متى سنعمل بهويتنا الوطنية بعيدا عن طائفية الكربولي ورفاقه؟..