9 أبريل، 2024 1:18 ص
Search
Close this search box.

منصةً للشِّعر لا منصّةً للخمر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

منصةً للشِّعر لا منصّةً للخمر !
????????
يقطعُ المُصَنِّفُ العربيُّ الشَّهيرُ (إبنُ خالويه الحسين بن أحمد) المتوفى سنة 370 هـ بأنَّ (ابنُ حذام الكلبي) هو أولُ من قال الشعرَ في الجاهلية.
عليه ؛ فمنذ أن وقف (إبنُ حذام الكلبي) ذلك الشاعر العربيُّ الجاهليُّ الذي سبق الإسلام وسبق تحريم شرب الخمر؛ فإننا لم نقرأ لا عنه و لا عن من تلوه من الشعراء أن أحدهم امسك بكأس أو قنينة خمر و احتساها على منبر من منابر الشعر و منصّاته في تاريخنا العربي القديم والحديث..
والحالة هذه ؛ فما بال هذا الصعلوك الأيزيدي القادم من شمال الوطن يتحدّى تاريخنا و قيمنا و حرماتنا العرفية و المجتمعية و الأدبية بسلوكه المقرف المستهجن الذي أثار حفيظة الكثير من الأدباء .. من القمة حتى القاعدة ، ما حدا برئاسة الإتحاد العام للأدباء و الكتّاب أن تتخذ موقفاً صارماً حياله ، ألقى به و ببذاءته الكلامية و السلوكية في مزابل الإستبعاد أبدا – و لو أن القرار جاء متأخراً نوعما – إذ كان المفترض بالقائمين على المهرجان أن ينزلوه من المنصة حالاً..
هذا الموقف يذّكرني بموقف حصل عام ١٩٧١ عندما كنا طلاباً في مرحلة المتوسطة ، وقد أخترنا لتمثيل محافظتنا كنماذج شبابية لطلبة الثانويات ، كي نمثل فريق الجوالة الكشفية في محافظتنا .. فذهبنا نحن الطلاب الخمسة من مختلف أقضية المحافظة .. و كان زميلي الخبير المهندس الإستشاري عبد السلام الجشعمي شاهداً على ما سأرويه من موقف حصل في الأمسية التي جرت على حدائق غابة الحدباء في الموصل .. عندما كان الكشفيون يقدمون عروضهم الفنية المختلفة بحضور مشرفي المحافظات و حضور الأستاذ المرحوم عبد الجبار الخفاجي مدير الكشافة العام ؛ أن يندفع واحد من الكشفيين راقصاً هازّاً كتفيه كما يفعل الغجر، ما أثار غيظ الاستاذ عبدالجبار .. بحيث انتفض من مجلسه ليمسك بيده و يسحبه بعنف صارخاً :
(احنه مو نسوان .. احنه زلم .. عيب!)
فأطبق الوجوم على الأمسية كافة .. ثم واصلناها.

الذي حصل من ذلك الموقف .. أنَّ درساً تربوياً مركّزاً حُفِرَ في ذاكرتنا.. لن ننساه ما حيينا ، مفاده أن لا يكون المشارك مقرفاً نشازاً مختلفاً في أي مجلس كان!

من هنا ؛ كان على الأستاذ الفاضل ا. ناجح المعموري الذي كان حاضراً و شاهداً على سلوك هذا المشارك في مهرجان جواهريون ؛ أن يتخذ موقفاً مشابهاً لموقف السيد مدير الكشافة العام الأستاذ عبدالجبار الخفاجي رحمه ﷲ.. لكانت سمة و ثيمة تحسب له لا عليه ، لكن يبدو أن ما كان يتخذه رؤساء المسؤوليات قبل ٥٠ عاماً غيره اليوم!!!

وأخيراً وليس آخراً ؛ أتمنى على إتحادنا العريق الأصيل أن يضع ضوابط و شروط و توجيهات تسبق المهرجانات تلزم المشاركين و المدعويين بالتقيد بها ، ومنها المواقف المشابهة لما حصل خلال جلسة مهرجان (جواهريون) لكي يكون درساً لأدبائنا الشباب الذين كان جُلُّ حضورهم مرموقا.. مع والودِّ؛؛؛

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب