23 ديسمبر، 2024 1:56 ص

منصب قاضي القضاة ومنصب أقضى القضاة ببغداد في القرن الاخير من العهد العباسي

منصب قاضي القضاة ومنصب أقضى القضاة ببغداد في القرن الاخير من العهد العباسي

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن منصب قاضي القضاة ومنصب أقضى القضاة في المائة عام الاواخر من العهد العباسي والذي انتهى بدخول هولاكو خان الى بغداد عام ٦٥٦ هج سنة١٢٥٨ م ذلك ان منصب قاضي القضاة استحدث زمن الخليفة هارون الرشيد المتوفي عام ١٩٣ هج ومنصب أقضى القضاة تم استحداثه زمن الخليفة القائم بأمر الله المتوفي عام ٤٦٧ هج واول من تولى منصب قاضي القضاة ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم الانصاري الشخص الثاني في المذهب الحنفي الذي تولى قضاء بغداد لثلاثة خلفاء هم المهدي والهادي والرشيد المتوفي ببغداد عام ١٨٢ هج وهو اول من خوطب بقاضي القضاة واول من غير لباس العلماء اما اول من تولى منصب أقضى القضاة فهو ابو الحسن علي بن محمد الماوردي البصري البغدادي المتوفي عام ٤٥٠ هج الفقيه السفير المربي الشافعي المذهب صاحب الكثير من الكتب ككتاب الاحكام السلطانية وهو اول كتاب في القانون الاداري والقانون الدستوري وكتاب أدب القضاء وغيره كثير وان من اركان الحياة الادارية في القرن الاخير من العهد العباسي حيث حكم بغداد ستة من الخلفاء العباسيين هم المستنجد بالله والمستضيء بأمر الله والناصر لدين الله والظاهر بأمر الله والمستنصر بالله والمستعصم بالله حيث انتهت الخلافة العباسية عام ٦٥٦ هج اي ان القضاء ومن يعمل في مجاله من موظفين على رأسهم قاضي القضاة كان من اركان الحياة في بغداد في تلك الفترة ومنصب قاضي القضاة يمثل اعلى منصب يصل اليه القاضي وهي تقابل عندنا في الوقت الحاضر القاضي الاعلى في السلطة القضائيةاو رئيس مجلس القضاء الاعلى في حالة عدم وجود رئيس للسلطة القضائية ومن يصل الى هذا المنصب يتدرج وعادة ما يكون قد اشغل منصب قاضي في بغداد او في عدة اماكن من الدولة العباسية ويرقى الى هذا المنصب منه ما جاء عن علي بن علي بن البخاري بن ابي البركات الذي مارس القضاء عشرين عاما قبل ان يقلده الخليفة الناصر القضاء في بغداد ونودي بأقضى القضاة وبعد وفاة قاضي القضاة تولى هذا المنصب بعده وقد يتولى هذا المنصب دون المرور بمنصب اقضى القضاة كما حدث لعلي بن محمد الدامغاني الذي ولي القضاء في اماكن ببغداد ثم ولي منصب قاضي القضاة للمسترشد والمستظهر واستمر بهذا المنصب اربع وعشرين عاما ومثله القاضي عماد الدين ابو القاسم الدامغاني البغدادي الذي تولى القضاء عام ٥٨٦ وحتى عام ٥٩٣ هج حيث اصبح قاضي القضاة وكان التعيين في هذا المنصب راجع الى الكفاءة والمقدرة غالبا وبعد ان يتم اختيار قاضي القضاة يخلع عليه ويقرأ عهد ترتيبه وكان من القابه بعد ذلك ان يقال له قاضي القضاة شرقا وغربا ويعد من كبار رجال الدولة العباسية يسير مع ارباب الدولة واحيانا يتولى اعمال غير القضاء مثل النظر في الاوقاف والمواريث او يتولى السفارة كما حدث لقاضي القضاة ابو صالح نصر الجيلي البغدادي الذي ارسل موفدا الى الموصل واربيل وقد يتولى الوزارة وكالة كما حصل لجعفر بن ابي البركان الذي قام بالوزارة بعد وفاة الوزير يحيى بن هبيرة حتى تعيين وزير جديد اما منصب اقضى القضاة فهو منصب دون منصب قاضي القضاة وقد تولاها في تلك الفترة كثيرون منهم علاء الدين ابو نصر الزينبي البغدادي والذي تولى الحسبة ايضا ايام المستنجد واحمد بن علي البخاري الذي تولى منصب اقضى القضاة بمدينة السلام شرقا وغربا الذي خلع عليه خلعة سوداء وسلم اليه عندا بذلك الذي اشغل هذا المنصب زمن الخليفة الناصر لدين الله وعبد الرحمن بن عبد السلام اللغماني الذي تولى منصب اقضى القضاة عام ٦٣٤ هج وكان من بيت فقه وقضاء وعدالة وكان هنالك قضاة للمدن الكبيرة كتكريت والحلة وواسط والبصرة والمدن الصغيرة كالنعمانية والغراف والحويزة والدجيل وفي ذلك العهد قسمت بغداد الى مناطق في كل منطقة قاضيا خاصا بها وهذه المناطق هي دار الحريم ومن قضاته ابو المحاسن الدمشقي وباب المراتب القاضي المبارك المخرمي وباب النوبي القاضي الاسترابادي الحنفي وباب الأزج القاضي المخرمي السابق الاشارة اليه الذي بنى مسجد وجامع باب الازج الذي تحول اسمه الى الشيخ عبد القادر الگيلاني وهذا القاضي ألبس الشيخ الگيلاني خرقة التصوف وباب الطاق والقاضي عبد الله الدامغاني وربع الكرخ والقاضي ابو الحسن احمد الدامغاني وقضاء أوانا والقاضي محمد بن هبة الله من اهل اوانا وقضاء المحول بنهر عيس والقاضي محمد بن الفضل الثقفي وقضاء بغداد القاضي بن المرخم وقضاء الجانب الغربي والقاضي عبد الله بن احمد بن عسكر