الغبارالمتعمد الذي أثير حول منصب ( المحافظ ) في محافظة الموصل الحدباء , لم يأت من فراغ بل تقف وراءه سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه واجندات خارجية متعددة , بل وصل الأمر الى إشراك الامم المتحدة والدول الكبرى و ( دول الجوار) في تحديد هويته و(عشيرته ) وقبيلته ، المواطن العراقي على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة , ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشوروأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع ، وأتذكر جيدا ويتذكرمعي العراقيون ، ما حدث بعد انتخابات محافظ الموصل , وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع ، وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة ( الموصل ) وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث , عشيرة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات رئيس دولة اكبر من اختيار محافظ الموصل … أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي انباري لي اخوة اصدقاء اعزاء من اهلي في جميع محافظات العراق , لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي ، بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة … وانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة العشائرية المقيتة ، وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن ان تعود نفس الوجوه الى مقاعد مجلس المحافظة الاخير ، وخلت من الوجوه الجديده من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه المحافظ والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة ومضايف عشائر تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا … وتم النقاش وتزيع المناصب في دول الجوار وفي اربيل كردستان ، والايام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر، ويهرب من يريد ان يهرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة في المحافظات العراقية كافة .. بعد أن تمزقت سياسيا وها هي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن ( وحدة المحافظات العراقية اليوم ) هي الهدف الأسمى من الفوز بمنصب المحافظ ا أو تسلق فوق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا ، أن ما حدث قبل الانتخابات الاخيرة لمنصب محافظ الموصل ، ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز ، ولا اريد أن أقصد أو أسمي أحدا ما … وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني أنصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل ( بلدي ) العراق الموحد العزيز والحفاظ علــــــى ارواح المواطــــنين المـــــساكين ، وعــــــودة المهجرين والنازحين والمشردين الى منازلهم بأقـــــرب وقت ممــــــكن… ومن الله التوفيق ، ودمتم سالمين