ليس المنشور الاخير الذي ظهر في المدن التي استباحها داعش لكنه الاخير الذي ظهر بصورة غير متوقعة فالمنشور لا يتحدث عن اساسيات بناء دولة الشام والعراق ولا يتحدث عن انتصاراته ولا عن حرامه وحلاله بل تحدث وبالتفصيل عن موضوع محدد هو السبي والجنس والمواقعة وموقف رجالات داعش من تلكم النساء المسبيات التي سماهن بأسماء متعددة ..السبايا ..الكافرات ..نساء اهل الحرب ..الاماء ..ملك اليمين والنتيجة والمحصلة من كل هذه الاسماء هو مسمى واحد هو كيفية التعامل مع تلك النسوة التي وقعن في قبضة هؤلاء الوحوش .. اكيد ان ظهور مثل هذا المنشور في مدن الشام
كالرقة وأدلب ومدن العراق كالموصل والرمادي لا يمثل شيء بالنسبة لأهل تلك المدن فعامة الناس في تلك المدن المستباحة لا يملكون سبايا ولا اماء ولا علاقة لهم بملك اليمين فلماذا اذن ظهر في تلك المدن ولم يكن سريا ويعمم على اعضاء التنظيم ؟
الحقيقة هناك جنبتين لظهور هذا المنشور واحلاهما مر لتنظيم داعش وبالتالي يصور حالة لأول مرة يعيشها التنظيم وربما غفلها الكثير من المتابعين له والدارسين لواقعه ,,
الاولى ان ظهور هذا المنشور هو لأغراء الشباب الذي بدأ يبتعد ويشمئز من تصرفاته ولا ينخرط في صفوفه على الرغم من الاغراءات الكبيرة في دفع الرواتب لهؤلاء المقاتلين والذين بدأوا يتسربون نتيجة الخوف من القتل والتغيير الواضح في ميزان القوى على الارض في العراق خاصة بعد ان بدأ الجيش العراقي هو صاحب المبادرة والمبادئة وهو من يشن الهجمات ويحدد ساعة الصفر ويعيد المناطق التي كانت يوما ما اهم معاقل التنظيم مثل جرف الصخر وعامرية الفلوجة ومناطق شمال بغداد فهنا بدأ الشباب المتحمس للانضمام له بالابتعاد عنه والهروب منه بعد ان قلت الغنائم بسبب
قلة الانتصارات كما كانت قبل ويرسم لهم المنشور صورة الفتيات الصغيرات في السن ويعلن من الممكن ان يمتلك المقاتل اكثر من امرأة بالشراء كما هو واضح من بعض الاسئلة الاعلانية تقريبا .
اما الاخرى والتي هي الاهم واعتقد ان التنظيم اراد ان يوصل رسالته لمقاتليه عن طريق هذا المنشور ففضحته وضع الاسئلة وتفصيل الاجوبة على مقاييس تلك الاسئلة .. كما يبدوا ان رجال داعش الذي بينت الاحصائيات انه سبى اكثر من 4500 امراة مسيحية ويزيدية وكتابية ومرتدة هؤلاء الرجال يعيشون يوميا صراعات مريرة حول امتلاك تلك النسوة وكل واحد من هؤلاء ينظر لسبايا غيره خاصة قادة التنظيم اللذين يمتلكون اعداد تفوق مرات عدة نساء مقاتليه من الدرجات الثانية والثالثة وجردوا هؤلاء المقاتلين من سبايا هؤلاء اي ان كل قائد له الحق بامتلاك اي امرأة يود امتلاكها
وخاصة القادمين من خلف الحدود العراقية السورية ومن جنسيات غير عربية فأصبح البعض يتطاول على ممتلكات البعض الاخر وظهرت الى العلن صراعات قاتلة بينهما تصل الى حد الاغتيالات والقتل والذبح ليلا وحتى اثناء المعارك للفوز بما ملك المقتول عند العودة الى القواعد الزاخرة بالنساء المملوكات وطبعا هذا واضح من الترابط في نوعية الاسئلة فعند مقاطعة الاسئلة مع بعضها تجد انها تقريبا تشير الى معنى واحد هو حق الوطئ لشخص وعدم الاجازة بالوطئ لشخص اخر ونساء ملك اليمين اللذين يشتركون فيهن اكثر من مالك يحاول فك ارتباط الشراكة بنسبة الشراء والدفع ..
فهناك اسئلة كان من المفروض ان لا يضعها (ديوان البحوث والافتاء ) لأنها تشعرك بضحالة المعلومات لهؤلاء المتسيدين على قمة الفتوى الداعشية فمثلا اجاز الجمع بين الاختين وبين العمات والامهات وهذا خطأ فضيع اراد معالجته فوقع في خطأ اخر هو ممكن الجمع لكن عدم الوطئ للأخرى فلماذا اذن يجمع بينهما اذا يوطئ واحدة ولا يحق له وطأ اختها وما تفعل الاخت في غرفة واحدة مع عمتها وخالتها وأختها والاية في القرأن الكريم صريحة وواضحة لا تحتاج الى جهد لفك محتواها قال سبحان من قائل في سورة النساء الاية 23(وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا
قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) .
في كل الاحوال ان هذا المنشور المثير للسخرية والاشمئزاز في الوقت عينه يعطي اشارات مقصودة وغير مقصودة من التنظيم ان التنظيم اليوم ليس في قوة الامس وانه يعيش فترات عصيبة وصراعات داخلية وتمردات عقائدية بين مقاتليه وأعتقد ان الحرب الدولية الاخيرة العالمية بمنع انخراط الشباب الاوربي في ذالك التنظيم وعودة الحرب الاعلامية المضادة لذالك التنظيم جعله يعيد الكثير من حساباته وبدأ بنشر منشورات كهذه محاولة منه العودة الى سابق عهده .
معروف ان تنظيم داعش يعطي الحق له ولمقاتليه والمتعاطفين معه اللعب على مشاعر وأحاسيس الناس مهما كانت دياناتهم ومشاربهم وليس لدولته حدود ولا واقع فهو في كل مرة يخرج على الملأ بقوانين ينسبها الى السلف الصالح وأن التنظيم هو الوريث الشرعي لذالك السلف ويمثله احسن تمثيل ويتعامل مع وصاياه بدقة متناهية وبالتالي فأن كل من يعارضه خارج عن الملة والإسلام وهو مرتد ويجب ان يقام عليه الحد وعلى هذا الاساس بث الرعب في نفوس ابناء المدن والقصبات بأساليب نادرا ترى فاعلا لها على مر التاريخ ,,ولا يتوانى عن تدنيس وتقليل شأن الاسلام بهذه الافعال وخاصة
السبي وملك اليمين والإماء الذي حاربها الاسلام وغادرتها الحضارات دون رجعة …
رابط المنشور
http://www.mugrn.net/ar/18632