الخراب والمخربّين .. نسيان مزدوج , ذاك الذي جعل عامة الناس يتناسون او يتجاهلون ماعلق بذاكرتهم من أخطاء , اوخطايا للغالبية من الوجوه الوقحة , التي وضعت نفسها على سُدّة المسؤولية , او هي وجدت نفسها – في غفلة من زمن أغبر – مُتَصّدّية للشأن العام , وفي موقع خطير بعد ايام من التغيير .. بالرغم من حجم الكوارث التي تسببوا بها , طيلة السنوات الماضيات .. هي موسوعة سوء وخراب . .. من سرقة مكشوفة , وسوء إدارة , وهدر غبي للمال العام , وهدر لفرص المواطنين للتمتع بثرواتهم , في حياة حرة وكريمة .. الى دمار وضياع على مستوى البناء والجهد والوقت .. ومع هذا يشخص هؤلاء ليفقأ أعيننا أحدهم بشياكته المبالغة ليدعونا لاعادة تدويره نائبا في البرلمان !!؟ .. بعد هذه التراجيديا السوداء ننتقل الى اجواء الملصقات والدعايات الانتخابية العشوائية الواسعة , والتي غايتها التشويش على الناس في خياراتهم .. لكي يتسلل من خلال هذا التشويش المتسللون من – النطيح والمتردي – من السابقين الذي إنكشفوا او من الوجوه الجديدة التي يبدو ان البعض اشد ضحالة من سابقاتها .. لكن الطامّة الكبرى التي تجعل المراقب لهذا المشهد , يُصاب بالاحباط واليأس هو ما يُتاداوّل من أحاديث بين الناس حول : مقبولية هذه الشخصية او تلك .. ومنجزات هذا الصعلوك او ذاك النكرة – النائب السابق او الوزير – او وطنية تلك القائمة ومنجزاتها , وكأنّ الخراب الذي يعترف به الجميع ليس له مسبب !او ليس لكل فعل فاعل , فلماذا هذا التناسي للمخربين , ولماذا هذا التقصير منا في تعيين وتشخيص هؤلاء ؟ لماذا هذا التناسي لاسم النائب او الوزير السابق , الذي قد سرق الجمل بما حمل , او هدر الكثير من المال بغبائه .. لانه وزير- حُصّــــــــة – في أسوء نظام مُشّوَه في التاريخ اسمه المُحاصصة .. قد نجد مبرر للبعض في مناصرة قوائم بذاتها -وان كانوا ليس لهم إجابات مقنعة عمن سبب هذا الخراب – ولكن ما هو عذر هؤلاء في مسؤل قد فاحت روائح الفساد من بطانته وعائلته واصدقائه وكل ما يتعلق به ؟ وهل لهم من عذر في تمكينه من مقدراتنا لكي يعيث فيها فسادا مرة اخرى ؟ .. يبدو ان لسان حال الناس يقول : ان البقر قد تشابه علينا , بفعل مسلسل النكبات المتلاحقة , ولم نعد نمّيّز بين الغث والسمين والجيد والنطيح .. فليس من المعقول ان تتصدّر هذه النماذج الوسخة القوائم وبتسلسل رقم واحد , وهي الوجوه المعروفة بفسادها وتخلفها .. لاستدامة الخراب الذي سقط على رؤسنا عبر اناس لايفقهون من ابجديات السياسة شيء .
وعود على بدء .. لابد من الاعتراف بتقصير واضح لمنابر الاعلام الحر ( النادر هذه الايام ) , ولمنظمات المجتمع المدني , وغياب دور المثقف المستقل .. للوقوف بوجه هذا التضليل الاعلامي , ورفع مستوى الوعي الديمقراطي لعامة الناس .. لان الاعلام المضلل يسعى بتحشيده الطائفي والاثني بالنفاذ عبر آذان الناس البسطاء – المسحوقين – الذين هم بأّمس الحاجة الى من ينتشلهم من حالات الاستلاب الدائم منذ بدء تشكيل الدولة العراقية والى اليوم – ولكونهم بسطاء على الاغلب , لهذا من السهولة بمكان تحشيدهم لهذا الكيان او ذاك , وان كان عن طريق اساليب رخيصة , او عن طريق اثارة مشاعرهم الطائفية والاثنية !
ختاما اقول : ايها الناس صوتكم امانة , واعطائه لمن لايستحقه خيانة لقيم العدالة والناس .. حين يتسلّط على مقدراتهم الخائن ومعدوم الضمير .. وتذكروا القول : اذا رأيتم الرجل لايبالي بما قال , او قيل فيه , فانه لبغّي او شيطان ! وليجعل كل منا قيم الحق والباطل مقياسا لعظمة الرجال وحقارتهم , ولا نجعل العظمة المزعومة مقياسا لمعرفة الحق .. لك الله ياعراق –