23 ديسمبر، 2024 6:18 م

لا تزال دماء الأبرياء الزكية تنزف هنا وهناك حتى تحول حمام الدم في عدة مناطق ومحافظات العراق، وهذا ينذر بفواجع اكبر من التي أصابت البلد، وهذا ما كان إلا بعد إن بلغ السيل الزبى فقد تعرض الناس إلى مصائب من أنواع شتى، حتى وصل الحال إلى مالا يحمد عقباها.
انتخابات المحافظات انتهت ولكن ليس مثل ما توقعها الجميع والكتل التي كانت تنتظر النتائج بفارغ الصبر أيقنت بوجود خروقات هنا وهناك وكان الإقبال ضيف بسبب السنين الماضية التي اثبتت للناس بعًد السادة المسؤولين عنهم وعن معاناتهم وحقوقهم مما أدى إلى عزوف عنها، ومن اجل إشغال الناس عنها وذلك بمنزلق الدم الذي تفجر ليشعل بداية الفتنة التي يريدها بإيدن بمخططة ، لنصل إلى الانفصال الذي لا يريده احد ويتجزأ الوطن وينضمر كما يريد أعداء وطننا العريق.
دماء سالت وكانت كأنها حربا طاحنة ضربت بين جيشين والذي يرى المشهد لا يتصور إن تكون بين جيش من طرف وبين شعب نفس الجيش من طرف آخر مع انه اعزل، لا احد يعلم لماذا حصل هذا الهجوم والانقضاض بهذا التوقيت بالذات؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من ذلك؟ اسئلة كثيرة تفرض حالها على الواقع تنتظر الإجابة عليها؟ فمن يجيب؟.
الأجهزة الأمنية تتحمل كل ما يقع في مسؤوليتها الأمنية من إي خرق يحدث والإعلام يتحمل دوره في نقل الحوادث وأثارت النعرات الطائفية  التي تصب الزيت على النار ليغدو هشيم تذروه الرياح.
الدولة  تتحمل  مسؤولية  ما يسكب من دماء ، وكل الأجهزة الحكومية بالإضافة إلى الإعلام وسائر مؤسسات الاخرى مطالبة بان يكون لها دور في توحيد أبناء الشعب وان تكون سباقة في العمل على إيجاد فرص تجمع أبناء الوطن , كما ندعو الحكماء من أبناء البلد إلى إن يكون لهم الدور الريادي في إيقاف نزيف العراق وحل جميع المشاكل والخلافات التي تحدث في الوطن .
وكما نناشد العقلاء إلى إن يقدموا الحلول الحقيقية لمشاكل العراق  ولا تكون مجرد هواء في شبك، وإنقاذ البلاد من هذا المنزلق العميق فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع من سياسيين وعلماء وحكماء و أحزاب وكتل سياسية للإصلاح ومعالجة الأمور وتوعية الناس عندما نمر بمثل هذه الظروف  حتى لا نسقط في الهاوية.
ونلاحظ إن بعضهم يروج للنفس الطائفي ويسعى عبر خطاب طائفي إلى تمزيق الوطن الواحد وهو اشد فتكا بالناس من السيوف والقنابل ، الأوضاع تنذر بخطر كبير والدماء تنزف والمنزلق خطير وصعب والعودة إلى الاستقرار  والهدوء النسبي الذي كان قبل إن يتأزم الموقف ونصل إلى مرحلة صعبة لا ينفع بها الندم وهي عدم استطاعت أي إنسان مهما علا شانه وكبرت درجته إن يعيد دماء العراقيين الغالية التي فقدنها والتي راحت ضحية التزمت والتعالي وعدم قبول الآخر.