12 أبريل، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

منذ 1979 دمار العراق سببه النشاط السياسي للشيعة

Facebook
Twitter
LinkedIn

التعاطف الإنساني مع حرمان وفقر وتهميش شيعة العراق لايلغي أخطائهم وخيانة قسم منهم للوطن .. وبإعتباري شيعيا عارفا ببواطن الأمور ، وأشعر بالندم لمعارضتي نظام صدام – مع إدانتي الشديد لجرائم النظام ضد الأبرياء وخطف النساء وحرمان الشعب من ثرواته – ولكن بنفس الوقت تلاشت أحلام رومانسية الديمقراطية عندي وأصبحتُ واقعيا مؤمنا بحاجة العراق كله الى نظام دكتاتوري صارم بعد الفشل الكبير للديمقراطية وماسببته للبلد من مآسي وخراب .. ان شيعة العراق بنشاطهم الديني والسياسي كانوا سببا مباشرا في تحطيم ودمار العراق على الأقل منذ مجيء الخميني للسلطة وتعاطفهم معه وإستفزازهم للأجهزة الأمنية والحزبية داخل العراق ، وهكذا تفاقم سوء الحال ووصل الى سلسلة الحروب والخراب الإقتصادي والموت الجماعي ، وما حصل من خسائر وضحايا للشيعة يتحملها أحزابهم وساستهم ورجال الدين وإيران .

مع مجيء الخميني عام 1979 وقيامه بتصرفات عدوانية واضحة ضد الدولة العراقية ، وتزامن التحركات الإيرانية مع نشاط ملحوظ لشيعة العراق في إظهار التعاطف والدعم للخميني ، إذ خرجت تظاهرة مؤيدة لإيران في النجف ، وتحول الرأي العام الشيعي بشكل مخيف وخطر جدا الى الظهور بمظهر المستعد للقيام بأحداث شغب وتخريب مماثل لما حصل في إيران ضد سلطة الشاه والإنقلاب عليه ، وكانت عيون شيعة العراق تتطلع الى مجيء الجيش الإيراني وإحتلال بلدهم ، وقد برز هذا في تحركات المرجع محمد باقر الصدر وتنسيقه مع الخميني ، وتحشيده للشيعة وإطلاقه حملات تأييد وبيعة علنية له من خلال الزيارات الجماعية الى داره .. كل تلك الأحداث تُقرأ على انها بداية إعلان الإنقلاب على النظام والإندماج مع إيران ، وليس المطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية ، بمعنى ان معارضة الشيعة لنظام صدام لم تكن معارضة بدوافع وطنية من أجل جميع العراقيين منطلقة من أهداف نبيلة ، بل معارضة بدائية طائفية أرادت (( قائد جعفري )) مثلما ظهرت الشعارات في إنتفاضة عام 1991 عندما إمتلأت الجدران والشوارع بصور الخميني والخامنئي ، وكان الشيعة في وقتها على إستعداد لتسليم العراق الى إيران كما حصل فيما بعد سنة 2003 !

لو لا شعور حزب البعث وصدام حسين بخطر شيعة العراق وضعف وطنيتهم ورغبتهم بالتمرد بتحريض من إيران .. لما سارع صدام حسين الى القيام بحرب دفاعية مشروعة لوقف الخطر القادم على النظام السياسي والدولة ، ثم لولا الحرب مع إيران والأزمات الإقتصادية التي حدثت للعراق .. لما شن صدام حسين الحرب على الكويت وثم حصول الحرب مع أميركا والحصار والحرب الثانية وتغيير النظام ، ثم إنهيار الدولة وأجهزتها وسقوط العراق بيد الميليشيات الإيرانية العميلة !

سلسلة الكوارث تلك سببها الأول هو شيعة العراق و تعاطفهم ودعمهم لمجيء الخميني ، وقد صدقت توقعات نظام صدام وشكوكه بوطنية الفكر الديني والسياسي للشيعة ، ورأينا بعد تغيير النظام في 2003 كيف هرعت الأحزاب الشيعية الى أحضان إيران وقامت بتخريب وطنها وتعطيل صناعته وزراعته ونهب أمواله وتهريبها الى إيران ، بل وصل عار الساسة الشيعة الى درجة ان إيران هي من ينصب للعراق رؤساء الوزراء والجمهورية والبرلمان وتتدخل حتى في القضاء وتمنع إصلاح الكهرباء وإنشاء المعامل وتتحكم بعملية الإستيراد وصارت إيران تفرض حجم ميزانية العراق وتشرق منها حوالي 70 % وأصبح العراق كله رهينة بيد إيران بمساعدة عملائها !

بعد تجربة 18 عاما من حكم الشيعة وأخذ فرصتهم وفشلهم الكبير وخيانة ساستهم الواضحة ، وفشل كافة الحلول الأخرى .. لابد من إنتاج حاكم دكتاتوري عسكري من ( السنة ) يقوم بالسيطرة على السلطة في العراق بدعم إميركي خليجي ، لقد بات وجود حاكم عسكري ضرورة وجودية قبل محو الدولة العراقية من على الخارطة من قبل عملاء إيران .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب