لا تسعفني الذاكرة بشأن التاريخ الذي وعدتنا فيه وزارة النفظ ببلوغ عتبة الثلاثة ملايين برميل يوميا ، واذكر عن وعي كامل ان الدكتور حسين الشهرستاني قد وعدنا في “2005 ” بأن العراق سيكون قادرا على تصدير ثمانية ملايين برميل يوميا وربما نبلغ عتبة “10 ” ملايين برميل في “2017” .
لكن المفاجئة كانت حين اعلنت وزارة النفط في اول يوم من عام “2015” بأن الوزارة بلغت عتبة الثلاثة ملايين برميل يوميا وبكمية بلغت “91 ” مليون برميل في مدة شهر وكأنها بشرت العراقيين بإنجاز كبير تحقق في اداء الوزارة.
ماذا لو أن المسؤولين عن إدارة الطاقة في البلد استثمروا الغاز المصاحب للنفظ عبر السنوات الماضية ؟ أو أنهم استثمروا الغاز الطبيعي في البصرة وكركوك والانبار ومناطق اخرى في العراق او انهم كان من الممكن ان يبنوا مصافي نفط عملاقة يمكن لها ان تسد حاجة البلد من الوقود عالي النقاوة وانتاج أنواع اخرى من وقود الطائرات وغيرها بدلا من استيرادها من دول مجاورة تكلف الميزانية اثماناً باهضة.
دائما نقول لنبدء من الآن ونضع خطة نفطية واضحة دقيقة في توقيتاتها نعمل عبرها على زيادة انتاج النفظ بشكل ملحوظ يمكن له ان يخفف من وطأة الازمة المالية الخانقة التي يمر بها البلد الناتجة من السياسات الخاطئة للحكومة السابقة، فضلا عن استيعاب الالاف من الايدي العاملة الماهرة منها وغير الماهرة وتدريب الكفاءات العراقية بدعم من الشركات العالمية التي فازت بالرقع الاستكشافية النفطية كجزء من الاتفاقات المقبلة او تظمينها في الرقع السابقة عن طريق الضغط عليها، وانا على ثقة مطلقة ان الشركات النفطية العالمية ستستجيب لطلب وزارة النفظ بهذا الشأن وستعمل على تنمية قدرات العاملين العراقيين في المجال النفطي.