قد يبدو ذلك مثيرا للسخرية لكنني وجدته مفيدا للمقارنة، ولزيادة حظوظ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون بالفوز بمنصب الرئيس في إنتخابات نوفمبر 2016 للوصول الى البيت الأبيض في مواجهة الثور الجمهوري الهائج دونالد ترامب المثير للجدل، والذي أثار غضب حتى أعضاء حزبه من الجمهوريين بهجومه المستمر على السود واللاتينيين والمسلمين، وبقية الأقليات، وبسبب سياساته غير الواضحة.
في مصر تبدو الجاموسة كبيرة الحجم، ويبدو الثور كذلك، لكن لنساء الصعيد القدرة على ترويض الجاموس ليجر المحراث في الحقل، وليقدم الحليب الطازج، ولكنه يقاد بأنامل إمراة ما.
حين إكتشفت الزوجة والأم هيلاري خيانة زوجها لها مع متدربة في البيت الأبيض تدعى مونيكا لونسكي وهي فتاة جميلة لكنها ساذجة على مايبدو حتى إنها تفاخرت على محطة تركية نهاية تسعينيات القرن الماضي بوجود سائل المني الذي خلفه الرئيس بل كلنتون على ثيابها، وكانت تضحك وتتباهى وتتوقع الحصول الى ملايين الدولارات لقاء مذكرات وتصريحات وإعترافات، لم تقم هيلاري بالكثير من الأفعال، ولم تثر الفوضى بل مرت الأمور هادئة، وربما كانت الأزمة تشتعل في مخدعها لكنها لم تسمح بإنتقالها الى مكتب الرئيس والى الحكومة، وكانت تجهد للملمة الأمور ووضعها في نصابها كسلوك يمكن معالجته، وعندما خرج الرئيس من البيت الأبيض بقيت هيلاري ترقب المبنى الذي يطمح الكثيرون بالوصول إليه بشتى الطرق حتى لو كانت الفضائح سبيلهم في ذلك.
كانت هيلاري ومنذ التسعينيات تطمح بالوصول الى الرئاسة، وكانت زارت العراق عندما حظي المرشح الديمقراطي بولاية أولى لقيادة أمريكا وأعني باراك أوباما، وكنت ممن إلتقاها في المنطقة الخضراء عندما كانت السفارة الأمريكية تقيم حفلا بالمناسبة، وكنت أنظر إليها وهي تتصرف كرئيس دولة. نعم لم تكن هيلاري راغبة بالفضيحة، فهي تطمح بمناصب أعلى من التي كلفها بها الرئيس أوباما، وحين تقلدت منصب وزير الخارجية وقعت في هفوات عديدة لكنها لم تكن منفصلة عن هفوات الرئيس، ولا الإدارة عموما، وبقيت تعمل في السر والعلن على تأكيد رغبتها وطموحها في الوصول الى الرئاسة حتى حانت اللحظة، وربما تكون الأكبر حظا من نظرائها الديمقراطيين الذين رشحوا للرئاسيات عبر تاريخ أمريكا الطويل خاصة وهي تواجه أكثر المرشحين سخافة وعنجهية وحمقا وهو الذي يسمي سرقته للشعب الأمريكي ذكاءا كما إعترف هو بذلك في المناظرة الأولى التي جمعته بهيلاري، والتي خسرها بالقاضية.
هيلاري الطامحة تسترت على زوجها، ولم تسمح للغيرة أن تخرجها عن طورها وتصرفت بعقلية رجل. من العار على الأمريكيين أن يصوتوا لترامب الأحمق، وعليهم أن يختاروا هيلاري حتى لو كانت صورتها ملطخة بسائل المني الخاص بزوجها والذي أهدره على جسد مونيكا لونسكي.