شاءت الاقدار الجميلة أن يحط زميلنا الكاتب والروائي والشاعر والاعلامي المبدع منذر عبد الحر رحاله ، عند بصرة الخليل بن أحمد الفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي، والحسن البصري والجاحظ ،ومن بعدهم الشاعر الكبير بدر شاكر السياب ، وهي التي كانت موئل فحول العلماء والادباء والشعراء وسلاطين اللغة ومن وضعوا أوزانها وبحورها ، فوجد الشاب الطموح نفسه أن ولادته في تلك المدينة الفيحاء ،عام 1961 ، فرصة ان يشق طريقه ، لينهل من عبق أؤلئك العظام ممن إزدهردت بعلومهم وآدابهم ولغتهم ، حضارة البصرة، يوم كانت منارة الدنيا ووهج إشعاعها الفكري والفلسفي والعلمي والأدبي العملاق ، فوجد أن الطريق سالكة أمامه ليبحر في سفن إبداعها، وينهل من فكر اعلام البصرة العظام ، مايرفع رأس كل متطلع الى سمو وجلالة مملكة الصحافة والأدب الى علياء السماء!!
وكانت نوارس شط العرب والطيور التي تحط عند شواطيء الخليج العربي، نقطة إعجابه بها ، بالرغم من انه لم يكن يهوى ركوب البحر، لكنه كان يجلس عند عتباته، وهو يغترف من نبع الثقافة والادب التي إشتهرت بها البصرة الفيحاء ، وخرجت أجيالا من المبدعين في مختلف علوم الثقافة والادب، ليكون أحد أبنائها البررة ، الذين جابوا عوالم إبداع تلك الحاضرة المعطاء، بالرغم من ان مركب الحياه سار به بإتجاه بغداد منتصف السبعينات، وكانت هي الاخرى قبلة الحالمين بالمجد ، فوجد ان عاصمة الثقافة قد تحقق طموحه في أن يكون له شأن بين جمهرة رواد الثقافة والادب والاعلام، وكان له ما أراد، وها هو أحد النجوم والاقمار التي إزدان بها سماء الثقافة العراقية، شعرا وروايات وكتابات ثقافية ودراسات أدبية ونقدية وعشرات مهرجانات الشعر والنقد التي حضرها، وأعد الرجل مجموعة من الدواوين الشعرية ، وصدرت مجموعته الشعرية الأولى عام 1992 عن دار الأمد للنشر في بغداد وحملت عنوان (قلادة الأخطاء)، كما صدرت مجموعته الشعرية الثانية عام 1997 في بغداد وحملت عنوان (تمرين في النسيان) وحصلت هذه المجموعة على جائزة الدولة للابداع في الشعر في نفس العام ، واصدر رواية (غناء سري) التي يعدها من أكثر اعماله حضورا في الواقع الثقافي العراقي هذه الايام..ثم توالى مسلسل ابداعه، وما يزال يرفد سماء الثقافة العراقي كل يوم بأقمارها المضيئة!!
كما صدرت مجموعته الشعرية الثالثة في طبعتين الأولى عن دار الشؤون الثقافية في بغداد وحملت عنوان (قرابين) والثانية عن دار الزاهرة – بيت الشعر الفلسطيني في الأرض المحتلة فلسطين الحبيبة وحملت عنوان (قرابين العش الذهبي) عام 2000.
وصدرت مجموعته الشعرية الرابعة عن دار الكرمل للنشر في عمان عام 2001 وحملت عنوان (شجن)..كما صدرت روايته الأولى عن اتحاد الكتّاب العرب في دمشق عام 2005 وحملت عنوان (زائر الماء)..وله مسرحيتان من المونودراما الأولى بعنوان (أعشاش) عام 1995 والثانية بعنوان (غرقى) عام 1996، وقد شاركت هاتان المسرحيتان في مهرجانات السينما والمسرح في بغداد!!
للمثقف والكاتب منذر عبد الحر عدد من البرامج الثقافية التلفزيونية والاذاعية , كما كانت له مشاركة بمسلسل تلفزيوني بعنوان (من هنا وهناك) عرض من قناة الحرية الفضائية وهو من ثلاثين حلقة ، واعد حلقات ثقافية عديدة في قناة الرشيد الفضائية، وله عدد من البحوث والدراسات والكتابات النقدية حول الأدب الحديث وقد نشرت في الصحف والمجلات الأدبية المحلية والعربية وكتبت عنه عشرات الدراسات النقدية لنقاد عراقيين وعرب، والكاتب القدير منذر عبد الحر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق – أمين الشؤون الثقافية منذ عام 1992 وحتى احتلال العراق، وعضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين بدرجة رئيس تحرير، وعضو الاتحاد العام للصحفيين العرب، وكان قد عمل مسؤولا للقسم الثقافي في جريدة القادسية ورئيس تحرير جريدة (الكهف) الأسبوعية الثقافية ورئيس تحرير جريدة ( التضامن ) السياسية المنوعة، وكان له شأن في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، واعتلى ناصية قياداتها منذ التسعينات ، وهو الان عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الأدباء والكتاب العراقيين،ويحمل شهادة البكالوريوس إعلام من جامعة بغداد.
ومنذ سنوات عدة ، تولى ادارة تحرير جريدة الدستور مديرا للتحرير ، وما يزال يواصل تلك المهمة ، ويشرف على صفحاتها الثقافية وجميع صفحات الجريدة التي يرأس تحريرها الأستاذ باسم الشيخ ، وهي تواصل حضورها الابداعي بين كبريات الصحف العراقية التي لها شأن كبير في عالم صاحبة الجلالة!!
قبلات من الاعماق للمبدع الكبير الكاتب والأديب والاعلامي والمثقف القدير الذي عملنا معه في جريدة الدستور لسنوات ، وكان رمزا للاخلاق الفاضلة وعلما من اعلام الثقافة والابداع الأستاذ منذر عبد الحر ، وله من جمهرة الثقافة والأدب والصحافة والاعلام كل محبة وتقدير..وأمنيات بمزيد من التألق في سماء الثقافة ، وهو يرفدها بعطائه المستمر، مع خالص أمنياتنا لـ (ابو مطاع) بالتوفيق الدائم، ويبقى علما مرفوع الرأس، وخيمة معطاء يحط عندها ، كل من يريد ان ينهل من نبعها الطيب وأخلاق الرجل الفاضلة ، وهو بحق زورق يجوب عباب الثقافة والأدب، ليضطاد اللاليء والدرر، ويواصل رحلة الابداع الى حيث أفلاكها وأقمارها المضيئة ، حضورا سرمديا، يشهد له الكثيرون، بأن الرجل قد أوفى بصرة الخليل بن أحمد الفراهيدي وأبو الأسود الدؤلي والجاحظ والسياب، حظها من الاهتمام، مايشكل مفخرة لكل نخب العراق المثقفة وعطائها المبدع الخلاق !!