22 نوفمبر، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

منذر الونداوي.. أول من قصف مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع

منذر الونداوي.. أول من قصف مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع

مغامر يدعي العروبة.. وهو ليس عربيا (لا أباً.. ولا أماً).. ويتهم عبد الكريم قاسم (العربي الأصل) بأنه ليس عربياً.. ارتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية.. فقد قتل مئات الضباط والجنود الصائمين في يوم 14 رمضان (8 شباط 1963) في قصفه المستمر لوزارة الدفاع.. كذلك قام بحملات الاعتقال والتعذيب والقتل الجماعي للمئات من السياسيين العراقيين.. واغتصاب العشرات من النساء خلال قيادته للحرس القومي.

السيرة والتكوين:
ولد منذر توفيق خورشيد الونداوي في العام 1935 في مدينة الكاظمية.. تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الكاظمية.. ثم انتقلت عائلته الى الناصرية.. حيث عمل والده قاطع تذاكر في سينما البطحاء بالناصرية.. أكمل دراسته المتوسطة والثانوية في مدينة الناصرية.. دخل كلية الهندسة ببغداد العام 1952 ـ1953.. وعندما نجح الى الصف الثاني انتقل الى كلية الطيران وتخرج منها العام 1956.. وتخرج منها برتبة ملازم ثان طيار.. ألتحق العام 1959 في دورة بموسكو للتدريب على قيادة طائرات الميك المقاتلة فاثبت جدارة.
ـ العام 1962 سافر الى الاتحاد السوفيتي للتخصص على طائرات الميك.
ـ أكمل دراسة القانون في الجامعة المستنصرية / القسم المسائي / 1964.
ـ يقول الذين يعرفون أباه أن منذر کردي الأصل من مدينة خانقين.. فيما يذكر الكاتب التركماني أحمد قوشجو أوغلوا أن منذر تركماني الأصل.

نشاطه السياسي:
بعد حركة الشواف في آذار 1959 اعتقل كبقية الضباط القوميين.. وبعد أربعة أشهر طالق سراحه.. ونسب الى (أمرة الدارة).. ثم نقل الى السرب السابع .. على طائرات الميك في معسكر الرشيد ببغداد.. بعد عشرة أشهر نقل الى السرب السادس طائرات الهنتر وعلى في الحبانية.
ـ في العام 1959 انظم الى حزب البعث.. وبعد فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في عصر يوم 7 / 10 / 1959.
ـ اختفى فؤاد ألركابي أمين سر البعث والمخطط لتلك العملية ومعه ابن عمه عبد الله ألركابي.. وانتقلوا الى بيت حازم جواد نسيبهم وعضو القيادة في البعث.. لكنهم شعروا بعد أيام قليلة بالخطر فتركوا جميعهم البيت الى مكان أخر..
ـ استغلً عبد الله ألركابي صداقته بمنذر الونداوي في الناصرية لتهريبهم.. فعمل منذر لهم هويات عسكرية مزورة وألبسهم ملابس عسكرية.. حيث يقول منذر الونداوي: (بعد أن أعلنت السلطة عن جائزة لمن يلقي أو يقود الى إلقاء القبض على فؤاد ألركابي حياً أو ميتاً.. تكفلتُ بتهريبهم.. ولم تكن العملية نزهة ولا شجاعة أو تجارة.. خصوصا إن العملية كلها استغرقت ساعة فقط (خطة وتنفيذاً).. استعنتُ بها بتكتيك عكس البديهي.. خرجتُ بفؤاد.. وتحت ضوء الشمس.. ومن قعر مدينة كبيرة ومكتظة.. ومعه رفيقيه حازم جواد وعبد الله ألركابي.. وأوصلتُ الجميع الى الفلوجة في وقت يسمح لي بالعودة إلى بغداد قبل بدأ منع التجول.. وهو ما تم ليً فعلا).
دوره في انقلاب شباط 1963:
نشط الونداوي حزبياً خاصة منذ العام 1960.. فتدرج بسرعة في الحزب ليصبح عضواً في الهيئة الاستشارية للبعث العام 1962.. التي تحولت بعد انقلاب 8 شباط 1963 الى مجلس قيادة الثورة.
أما دوره في تنفيذ هذا الانقلاب.. فقد كان ظهور طائرته الميك صبيحة يوم الجمعة 8 شباط 1963 في سماء بغداد.. يعتبر ساعة الصفر للانقلاب.. وتحرك الانقلابيين لتنفيذ خطتهم.. ففي تمام الساعة التاسعة من صباح ذلك اليوم اتجهت ثلاث طائرات صوب وزارة الدفاع والقاعدة الجوية في معسكر الرشيد لمهاجمتهما.. واحدة نوع هنتر يقودها أمر التشكيل الملازم الأول منذر الونداوي.. وطائرتان نوع ميك 17 يقودهما الملازمين الطيارين فهد عبد الخالق السعدون.. وواثق عبد الله رمضان.
حاول منذر الونداوي أن يقصف أهدافه المحددة.. لكن الصواريخ من طائرته لم تنطلق.. فاتصل برفيقه الملازم الأول فهد السعدون وأخبره انه يلاقي صعوبة بتشغيل مدافعه.. ويقول السعدون: (عندما ذكر ليً منذر انه لا يستطيع الرمي.. أخبرته إنني مستعد للقصف ومعالجة الأهداف.. كما أخبرته بأن عليه أن يذهب الى قاعدة الحبانية ويطير بطائرة صالحة.. حتى يستلم الواجب بعد انتهائنا من الرمي.. وهذا الأخير يبقى يدور حول وزارة الدفاع.. مقر عبد الكريم قاسم.. وفعلاً أجابً انه سيذهب لتبديل الطائرة والعودة بأسرع وقت ممكن.. وبدأنا بالرمي والقصف على وزارة الدفاع.. أخذت المدافع ترمي باتجاهنا.. وفي هذا الإثناء التحق منذر الونداوي بعد قصفنا.. وانقضضت خمس مرات.. وكذلك فعل واثق في هذا الاتجاه)..
ويضيف السعدون قائلاً: (أخذ منذر يوجه صواريخه نحو أهدافها واستمر بالقصف.. وكنتُ أنا أطير فوقه ب (500) قدم.. وأخذت مدفعية وزارة الدفاع تقاوم الطائرات المغيرة).. هكذا بدأت معركة المصير والنهاية!
قيادته للحرس القومي:
سيطر الانقلابيون على مرسلات الإذاعة في أبو غريب.. وأخذ الانقلابيون يذيعون بياناتهم.. وجاء في البيان الثالث تشكيل الحرس القومي ليأخذ على عاتقه.. حسب ما جاء في البيان.. مساندة الجيش والسيطرة على الشارع.. وتكونت قيادته من الأشخاص التالية أسماؤهم: العقيد عبد الكريم مصطفى نصرت.. ثم الملازم الأول منذر الونداوي.. الذي منح رتبة مقدم.. وعضوية: نجاد الصافي ومنح رتبة رئيس.. وأبو طالب عبد المطلب الهاشمي ومنح رتبة رئيس.. وأحمد العزاوي.. وصباح المدني.. وحازم سعيد.. وعطا محي الدين.. ومنحوا جميعهم رتبة ملازم.
يقول الملك حسين ملك الأردن في حديث له.. للصحفي المعروف محمد حسنين هيكل.. رئيس تحرير صحيفة الأهرام القاهرية.. (إن ما جرى من أحداث في العراق في شباط 1963 كان مدعوماً من قبل الاستخبارات الأمريكية.. وكانت هناك إذاعة سرية تابعة لهذه الاستخبارات تبث من الكويت وكانت تذيع أسماء الشيوعيين وعناوينهم لتسهيل اعتقالهم.. وقتلهم من قبل الانقلابيين.
لقد بدأ الحرس القومي التحقيق مع المعتقلين.. عسكريين ومدنيين.. ومن ضمنهم معظم قادة الحزب الشيوعي وكوادره.. باستخدام أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي.. لمحاولة انتزاع الاعترافات منهم عن تنظيمات الحزب الشيوعي.. وقضى تحت التعذيب عدد كبير منهم.. بعد أن قطعت أطراف البعض.. وقلعت عيونهم.. وأحرقت ألسنتهم.. ونزعت أظافرهم.. وتحولت أجساد عدد منهم الى أشلاء.. وكان لمنذر الونداوي معاون آمر الحرس القومي في البداية.. ثم آمر الحرس القومي فيما بعد الدور الأبرز في اعتقال وتعذيب وقتل الشيوعيين والقاسميين.
رُقيَ منذر توفيق الونداوي إلى رتبة عميد.. وأصبح القائد العام لقوات الحرس القومي.. التي أرتکبت أفضع الجرائم الفاشية في شوارع بغداد والكاظمية وأزقتهما أولاً.. ثم في قصر النهاية ومعسكر الرشيد والسجن المركزي ومرکز شرطة الأعظمية وكتيبة الدبابات وملعب الشعب.. وغيرها من السجون والمعتقلات في بغداد.. وغيرها من مدن العراق.
محاولة انقلابية:
في الأول تشرين الثاني العام 1963 صدر مرسوم جمهوري يقضي بإعفاء منذر الونداوي من قيادة الحرس القومي.. وتعيين عبد الستار عبد اللطيف بدلاً عنه.. غير أن الونداوي تحدى المرسوم.. وأصرّ على البقاء في منصبه في قيادة الحرس القومي.. وقد أدى ذلك إلى تعقد الموقف.. وتصاعد حمى الصراع الذي تفجر بعد عشرة أيام.. ففي 11 تشرين الثاني عُقد مؤتمر قطري استثنائي لانتخاب ثمانية أعضاء جدد للقيادة القطرية.. لكي يصبح العدد ست عشر عضواً بموجب النظام الداخلي الذي تبناه المؤتمر القومي السادس للبعث.
غير أن المؤتمر لم يكد يعقد حتى اقتحم 15 ضابطاً المؤتمر.. واعتلى أحدهم العقيد محمد المهداوي منصة المؤتمر الذي بدأ يتحدث أمام المؤتمرين قائلاً: (لقد اخبرني الرفيق ميشيل عفلق.. فيلسوف الحزب.. أن عصابة استبدت بالحزب في العراق.. ومثلها في سوريا.. وأن العصابتين وضعتا رأسيهما معاً.. وسيطرتا على المؤتمر القومي السادس.. لذلك يجب القضاء عليهما).
كما هاجم المهداوي قرارات المؤتمر القومي السادس واصفاً إياها بمؤامرة ضد الحزب.. وطالب بانتخاب قيادة قطرية جديدة تحت تهديد أسلحة الضباط المرافقين له.. تظاهر المؤتمر باختيار قيادة جديدة واشترك الضباط بالتصويت.. علماً بان بعض الضباط لم يكنوا بعثيين على الإطلاق.. وجاء على رأس القيادة الجديدة حازم جواد بالإضافة إلى فوز أنصاره.. وأسرع الضباط إلى اعتقال كل من: علي صالح السعدي ومحسن الشيخ راضي وحمدي عبد المجيد وهاني الفكيكي وأبو طالب الهاشمي.. والأخير كان يشغل منصب نائب القائد العام للحرس القومي.. وجرى تسفير الجميع على متن طائرة عسكرية إلى مدريد.
ظل منذر الونداوي المعروف بتأييده لعلي صالح السعدي هادئاً طيلة الوقت.. بل أيد القرارات التي اتخذت.. ويبدو انه كان يدبر لآمر آخر.. وكان اسم الونداوي على قائمة التسفير مع السعدي ورفاقه.. إلا إن بعض المجتمعين طلبوا حذفه بسبب موقفه المتوازن وتراجعه في المؤتمر.
أنفجر الوضع العام المتأزم في ذلك اليوم.. وامتد الصراع إلى الشارع.. وفي صباح يوم 13 تشرين الثاني اندفعت أعداد غفيرة من مؤيدي علي صالح السعدي.. ومن الحرس القومي إلى شوارع بغداد.. وأقاموا الحواجز في الطرق.. واحتلوا مكاتب البريد والبرق والهاتف ودار الإذاعة والتلفزيون.. وهاجموا مراكز الشرطة واستولوا على الأسلحة فيها.. وفي الوقت نفسه أسرع منذر الونداوي إلى قاعدة الرشيد الجوية ومعه طياراً آخر.. وامتطيا طائرتين حربيتين.. وقاما بقصف القاعدة المذكورة.. ودمرا خمس طائرات كانت جاثمة فيها.. وأذاع صالح مهدي عماش وزير الدفاع بياناً من دار الإذاعة حذر فيه أحمد حسن البكر(الذي كان رئيساً للوزراء) من أن هناك محاولة لجعل البعثيين يقتلون بعضهم بعضاً.. وهذا ما لا يفيد إلا أعداء الحزب.. كما وجه نداءً للعودة إلى العلاقات الرفاقية وإلى التفاهم والأخوة.
وفي تلك الأثناء فرضت قوات الحرس القومي سيطرتها على أغلب مناطق بغداد.. ورفض البكر وعماش إعطاء الأمر إلى الجيش بالتدخل.. وأصبحت قيادة فرع بغداد للحزب هي التي تقود الحزب في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ حكم البعث.. وطالبت تلك القيادة بإعادة السعدي ورفاقه إلى العراق وممارسة مهامهم الحزبية والرسمية.. غير أنها لم تفلح في ذلك.. واضطرت إلى الموافقة على إحالة القضية إلى القيادة القومية لتبت في الأمر.
وفي مساء ذلك اليوم الثالث عشر من تشرين الثاني.. وصل إلى بغداد مؤسس الحزب ميشيل عفلق والرئيس السوري أمين الحافظ بالإضافة إلى عدد آخر من أعضاء القيادة القومية للحزب.. حاول ميشيل عفلق ورفاقه في الوفد التصرف بشؤون العراق.. فقد أصدروا قراراً بنفي حازم جواد وزير الداخلية.. وطالب شبيب وزير الخارجية متهمين إياهما بأنهما أساس الفتنة.. كما أصدر الوفد قراراً آخر بحل القيادة القطرية التي جرى انتخابها تحت تهديد الضباط الخمسة عشر.. وكذلك القيادة القطرية السابقة التي كان يقودها علي صالح السعدي.. وأعلن عن تسلم القيادة القومية للمسؤولية لحين انتخاب قيادة قطرية جديدة.
كما أن الرابطة التي كانت تجمع الضباط البعثيين بالقيادة المدنية قد تفككت.. ودبت الخلافات العميقة بينهم.. وسارع الجناح المدني في الحزب بتحدي من اسماهم أعداء الحزب.. ودعا اتحاد العمال الذي يسيطر عليه الحزب إلى سحق رؤوس البرجوازيين الذين خانوا الحزب.. وإعدام أصحاب رؤوس الأموال الذين هربوا أموالهم إلى الخارج.
يتحدث العميد صبحي عبد الحميد مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع.. ومن التيار الناصري قائلاً: حال خروج منذر الونداوي من المؤتمر بدأ يتصل بقيادة فرع بغداد للبعث التي كانت موالية لعلي صالح السعدي وبالحرس القومي ليعد انقلاباً ضد الانقلاب الذي حصل في مؤتمر الحزب.. وبدأ الحرس القومي في يوم 12/11/1963 ينتشر في شوارع بغداد وأزقتها.. وأخذ يعترض سيارات الضباط ويفتشها مما زاد في تذمرهم خاصة ذوي الرتب العالية.. مرً يوم 12/11 بسلام.. وما كادت شمس صباح يوم 13/11 تبزغ حتى سمعنا أزيز طائرة هنتر تمر من فوق مبنى وزارة الدفاع.. وبعد لحظات سمعنا دوي الانفجار حيث قصفت مبنى الانضباط العسكري فلم تصبه.. وسبق أن تم قصف مطار معسكر الرشيد ودمرت أربع طائرات ميك 19.. ثم حاول قصف مبنى القصر الجمهوري فلم يصبه.. وكان الطيار هو منذر الونداوي الذي اتفق أمر القاعدة الجوية فيها.. وطار بطائرة هنتر ونفذ عملية القصف..
لم تكن في الحبانية سوى طائرات الباجر القاصفة حيث كانت طائرة الهنتر في الموصل تشترك في قمع عصيان الملا مصطفى البارازاني.. ولقد أمر حردان التكريتي (قائد القوة الجوية آنذاك) آمر القاعدة الجوية في الموصل بإرسال طائرتي هنتر الى الحبانية لتكون جاهزة للاستخدام عند الضرورة.. وصلت الطائرتان يوم 12 تشرين الى مطار الهضبة في الحبانية.. وذهب طياراها الى داريهما في الحبانية حيث كانا أصلا من سكنة الحبانية.. وهما الرائد حميد شعبان والنقيب عادل سليمان.. وتركا طائرتيهما مسلحتين في مطار الهضبة.
وصل منذر الى الحبانية في الساعة الثانية من ليلة 12/13 تشرين الثاني.. واجتمع مع آمر القاعدة الرائد الطيار يونس محمد صالح.. وشرح له الموقف ثم جمع الضباط والمراتب البعثيين في القاعدة.. وطلب مساعدتهم فاتفقوا جميعاً معه.. ثم أمر بتسليح طائرة باجر لقصف مقر رئاسة الجمهورية في بغداد.. إلا إن آمر القاعدة نصحه باستخدام إحدى طائرتي الهنتر وهكذا كان.. وأخيرا أغلقت قاعدة الحبانية أمام نزول طائرة الونداوي فاضطر الى الهبوط في مطار الهضبة المجاور.. الأمر الذي فرض عليه الاختيار ما بين الاستسلام.. أو الهروب الى سوريا فاختار الخيار الثاني.. وانتقل الى مصر لاجئا سياسيا.
وفي منتصف العام 1967 اسقط الرئيس عبد الرحمن عارف القضايا والتهم المسندة الى منذر الونداوي بقرار شمل عدداً من القيادات البعثية الهاربة أو المقيمة في الخارج.
الونداوي.. وانقلاب تموز 1968:
بعد انقلاب تموز 1968 أعيد الونداوي الى الخدمة العسكرية.. ومنح رتبة عقيد.. وعين ملحقاً عسكرياً في رومانيا.. لكنه سرعان ما غادر بخارست الى دمشق حيث انتخب عضواً في القيادة القومية المناهضة لقيادة عفلق والبكر وصدام حسين.
وفي العام 1973 بعث نائب الرئيس العراقي صدام حسين وسطاء الى الونداوي حيث التقوه في العاصمة اللبنانية.. وأقنعوه بالعودة الى العراق رغم اعتراضات الرئيس احمد حسن البكر الذي كان لا يطيقه.. وبالفعل عاد منذر وحظيً باهتمام صدام الذي عينه سفيراَ للعراق في اليابان.
ظل الونداوي هناك يلح على زوجته أن تعود الى العراق.. وتنقله الى بغداد لأنه كان يعتقد انه يستحق أن يكون وزيراً (فزوجة الونداوي كانت زميلة ساجدة زوجة صدام.. وكانت معاونة مديرة مدرسة المنصور التأسيسية.. فيما كانت ساجدة مديرة هذه المدرسة).. وفعلاً تم نقله الى سفير في مركز وزارة الخارجية.. وعاد لعلاقته القديمة مع صدام.. وأصبح مرشحاً لمنصب وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وفي منتصف السبعينيات كان صدام يبني الدولة امنياً وتنموياً.. وكان يثق بأخيه برزان مدير المخابرات وبتقاريره.. والذي حذره من منذر الونداوي.. ويقال حسب رواية شاهد كان يعمل في المخابرات إن صدام سأل برزان هل عندك شيء معين ضده ؟ فأجابه برزان انه لا يملك شيئا.. ولكنه غير مرتاح منه.. لأنه ممكن أن يلتقي حسب منصبه كسفير في الخارجية بأي سفير.. وان ينسق ليقوم بالتآمر على الحزب والثورة.. والاهم ما قاله برزان حينها إن منذر الونداوي طيار وشجاع.. وسبق أن قام بقصف وزارة الدفاع في شباط 1963.. وانه يملك من الجرأة أن يتآمر على الحزب والدولة.. فلماذا لا نبعده ونكلفه بمهام يكون فيها بعيداً عن التأثير؟
وهكذا التقى صدام بالونداوي وقال له انه يريد أن يعينه سفيراً في باريس لمتابعة عقود العراق العسكرية مع فرنسا.. كذلك متابعة بناء المفاعل النووي.. وأقنعه انه لا يصلح لهذا المنصب غيره.. لكونه مؤتمن به.. ومنحه صلاحيات خاصة وأبعده من العراق.. ثم نقل سفيراً في روما.. وبعد تسلم صدام في تموز 1979 كان لابد من نقله الى مكان غير مهم.. فنقل سفيراً الى البرتغال.. ظل في هذا الموقع عشر سنوات.. وصدر أمر نقله الى بغداد في تموز 1989.
قصة اختفائه:
شعرً منذر الونداوي الى إن عودته الى بغداد يعني تصفيته.. فتركً عمله سفيراً.. واختفى فجأة عن الأنظار.. وطلب اللجوء في بعض البلدان الأوربية.. وقد وجده بعض أصدقائه في بداية التسعينيات إنه كان حتى وفاته يقيم في المدينة الإسبانية السياحية الشهيرة (ماربيّا) التي يسكنها كبار الفنانين والأغنياء.. بعد أن غير ملامح وجهه بلحية طويلة.. يقضي أوقاته ليلاً في الملاهي ولعب القمار في كازينو الروليت بالجزيرة حتى الصباح.. وتُغدق عليه إحدى الحكومات العربية بسخاء.
نهاية المطاف:
بعد معاناة مع مرض القلب الذي لازمه في العقدين الأخيرين من عمره.. توفي منذر الونداوي عمر ناهز 83 عاماً في مدينة ماربيَا الاسبانية يوم الرابع من تشرين الثاني العام 2015.

أحدث المقالات