8 أبريل، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

منحة الثقافة المبتذلة واتحادات المثقفين

Facebook
Twitter
LinkedIn

وزير الدعاية الالمانية ابان الحرب العالمية الثانية جوزيف غوبلز كان يقول ” كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي” وينسب للزعيم النازي هتلر بحسب بعض متابعي سيرته ، وهي مقولة تعبر عن دور وخطورة الثقافة والمثقفين في مجتمعاتهم .
ووزارة الثقافة العراقية لاتريد استخدام هذه المفردات، ونحن في بحبوبة العراق الديمقراطي الجديد ، فتلجأ الى اساليب الاذلال للنخب العراقية المنضوية تحت واجهات اتحادات ونقابات من خلال المنحة المالية الاذلالية التي تأتي كل عشر سنوات وقيمتها النقدية اعتقد مليون دينار ولو قسمنا هذا المبلغ على عدد ايام هذه السنين ، لاتضح لنا حجم الكارثة المتمثلة بحصة الصحفي او الاديب او الفنان والتي لاتتجاوز الخمسين ديناراً يوميا ، وهي عملة نقدية اصبحت تراثية ولا وجود لها في التداولات النقدية !!
ان الاشتراطات التي وضعتها وزارة الثقافة لتسلّم المنحة اشتراطات اذلال وليس مساعدة ، فحتى تتمكن من استلامها وانت في أي محافظة عراقية تكون قد صرفت نصفها ولايكفي النصف الآخر لشراء مجموعة من الكتب وهي عدّة وعداد المثقف العراقي !
اما اذا كنت خارج العراق ، فما عليك من باب راحة البال الا ان تتبرع بالمنحة الاذلالية الى الوزارة نفسها لتمشية امورها ، وتكون قد ضربت عصفورين بحجر ، حافظت على كرامتك اولاً وساعدت الوزارة في ضيقها المالي !!
عليك عزيزي المشمول بهذه المنحة ان تثبت للوزارة انك على قيد الحياة وانك مجدد الهوية والانتماء ( وهو شرط الاتحادات على ما اعتقد لجمع الديون عن طريق وسيط رسمي ) ولايحق لك توكيل أي فرد نيابة عنك لاستلامها وعليك ان تذهب زحفا او هرولة وتقف امام موظف سيتلاعب بكرامتك قبل ان توقع على المبلغ التافه التي تتصدق به الوزارة لجنابك الكريم ، كما يتوجب عليك ان تلتزم بالتوقيتات الدستورية التي وضعتها الوزارة كي تستلم وريقات الاذلال .
الاعتراض الوحيد جاء في رسالة من الامين العام لاتحاد الادباء الاستاذ عمر السراي ، وهي شخصية على الاغلب لانها لم تنشر على صفحة الاتحاد ، يناشد ويتوسل فيها الوزارة ان تأخذ بعين العطف والرأفة ادباء البلاد وكتابها وتسهل عليهم استلام منحة الاذلال ، وكنت اتوقع ان يكون للاتحاد بيان رسمي يرفض الشروط الوزارية بل حتى يرفض ان تقوم الوزرة بتوزيع المنحة لان في ذلك تشكيك بنزاهة الاتحاد او الاتحادات المعنية، بل كنت اتمنى ان يدعو الاتحاد اعضاءه الى عدم تسلم المنحة بهذه الطريقة الاذلالية والسخيفة من دون تردد !
سأطالب انا من خلال رسالتي هذه الزملاء الادباء والكتاب ، كوني عضوا في الاتحاد ، الى الانتصار الى كراماتهم ورفض الاستلام حتى تعود الوزار ة الى طريقة الاستلام الالكتروني ،و حتى ذلك الحين ، من جانبي ، فاني اتبرع بالمنحة التافهة للوزارة ، لان كلفة استلامها جرحا لكرامتي وكرامة زملائي في الاتحاد ..
نسخة منها الى الاتحادات والنقابات والجمعيات المشمولة بمنحة الاذلال !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب