في الوقت الذي يعاني فيه الشعب العراقي من أوضاع سيئة على مختلف الاصعدة و في أمس الحاجة لحملة شاملة من أجل إعادة بناء العراق من مختلف النواحي و التصدي للفساد الذي بات يزکم الانوف و رفع المستوى المتردي جدا للخدمات العامة ولاسيما في مجالي الماء و الکهرباء، ميليشيا عصائب أهل الحق و ميليشيا بدر و سئ الذکر نوري المالکي و المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة همام حمودي، قد بادروا الى تشکيل محکمة في مدينة الکوفة وبعد مداولات إستمرت لعشرة أيام أصدرت تلك”المحکمة” حکمها بإعدام الخليفة الاموي، هشام بن عبد الملك شنقا حتى الموت!!
لاندري مافائدة هکذا محکمة و هکذا حکم في التأثير على الاوضاع السلبية للشعب العراقي؟ وماذا يفيد هکذا إعدام”خيالي” لخليفة مات قبل أکثر من أربعة عشر قرنا، بل ومافائدة إعدام کافة الخلفاء الامويين و حتى العباسيين من بعدهم و مالذي يقدمه ذلك للعراق و شعبه، سوى المزيد و المزيد من النفخ المشبوه في قرب الطائفية و الفتن المذهبية؟
هذه الثلة التي تخضع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قلبا و قالبا حتى يمکن تشبيهها بأجهزة وسائل توجيهها”الريموت کونتورل”الخاصة بها في يد الايرانيين، لماذا لاتذهب و تحارب الفساد مثلا؟ لماذا لاتذهب وتقوم بحملة شاملة من أجل تحسين مستوى الخدمات العامة؟ لماذا لاتعيد بناء الدور و الاماکن التي ساهمت في تدميرها تحت يافطة الحرب ضد الارهاب؟ والاهم من ذلك، هل يمکن للشعب العراقي أن يثق برجل کنوري المالکي الذي دمر العراق تدميرا طوال ثمانية أعوام من حکمه البغيض؟ بل وأن وجود المالکي في صفوف هذه الجماعة يثير ماهو أکثر من السخرية و التقزز.
هکذا تطور مثير للقرف و الاستهجان، هو في الحقيقة و بحسب العديد من المصادر المطلعة مجرد سيناريو سخيف تم إعداده في طهران من أجل مشاغلة الشعب العراقي و إلهائه عن المشاکل الاساسية التي تعصف به والتي من أهمها هذه الميليشيات نفسها والتي هي أم الفساد و التطرف و الارهاب، وبطبيعة الحال فإن من يسير على نهج نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لابد له من أن يعيد”مآثرها”في مجال عمليات خداع الشعب و التمويه عليه، رغم إن الشعب الايراني قد إنتفض أخيرا ولم يعد يقبل أو يستسيغ کذب و دجل هذا النظام ويکفي أن نشير الى أن الانتفاضة الاخيرة في إيران قد رفعت شعار(الاستقلال الحرية الجمهورية الايرانية) ورفضت رفع کلمة الاسلامية المسيسة الى جانبها، والاهم من ذلك إن الانتفاضة قد رفعت شعار الموت لخامنئي و الذي هو أصل نظام ولايـة الفقيه، وکل ذلك لأن الشعب الايراني قد عرف الحقيقة وهو يريد الحياة الحرة الکريمة و ليس شعارات الکذب و التدليس و التمويه، وفي کل الاحوال فإن لهذه الثلة أيضا حسابها الخاص مع الشعب العراقي وإن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.