18 ديسمبر، 2024 6:47 م

منتدى النخب والكفاءات والتكتلات (النخبوية)

منتدى النخب والكفاءات والتكتلات (النخبوية)

إذا كان العديد من أمراض المجتمع ورواسب التخلف فيه ينتقل بهذا الشكل أو ذاك إلى المؤسسات والتجمعات المدنية، فإن آخر ما يمكن أن نتخيله أن تمتد عدوى هذه الأمراض والرواسب إلى تجمع نخبوي يشترط الكفاءة والتأهيل العلمي العالي فيمن ينتسب فيه، ونعني بهذا التجمع ” المنتدى العراقي للنخب والكفاءات ” الذي شهد مؤخراً حالة أصابت الكثير من أعضائه وغيرهم بالعجب والإستنكار، فالمنتدى الذي يحمل هذا الإسم الكبير كان معقد آمال كبيرة، لكن القائمين عليه، الذين تصدروا مسرحه عند تأسيسه عبّروا، دون أغلفة، عن تمسكهم بمواقع الصدارة ولو على حساب الإعتبارات العلمية والمهنية، وحتى الأدبية، وتجلى ذلك، كما عرضنا في مقال سابق.
واليوم، وعلى ضوء ما تسرب من جديد من أوساط المنتدى، نرى أن الأمر بحاجة إلى تناول جديد، إذ تنحى عن المنتدى عدد من حملة الأسماء الكبيرة والسير العلمية والمهنية المشهودة، ما أثار الأسف والدعوة إلى مراجعة مسيرة المنتدى ومنهجه العملي، فقد استقال خمسة من رؤساء اللجان، وهم أعضاء في أمانته العامة، كما اعتذر أمينه العام عن الترشّح لدورة جديدة، واستقال عدد من كبار الكوادر العلمية المعروفة، منهم اثنان سبق أن شغلا مناصب وزارية (النفط، والتعليم العالي والبحث العلمي) فضلاً عن مناصب مهمة أخرى، حيث رأس أحدهما منظمة الطاقة الذرية وعمل سفيراً في عاصمتين أوروبيتين، ولا يختلف إثنان على كفاءتهما وقدراتهما القيادية، ونحن هنا نتكلم بالطبع عن قدراتهما المهنية وسمعتهما دون أي اعتبار آخر.
ولو كان هذان الكادران قد خاضا انتخابات المنتدى وأخفقا لما حق لنا أن نعترض أو ننتقد، ولقلنا إنها الإنتخابات ورأي الأغلبية، لكن الأمر لم يكن هكذا. ولعل القارئ سيندهش إذا قلنا له إن (أصحاب الحل والعقد) في المنتدى لم يسمحوا لهما بالترشّح للإنتخابات، فيما آثر وزير سابق ثالث الإنسحاب من رئاسة إحدى اللجان أسفاً وإحباطا.
أما السبب الذي تعللت به المجموعة القابضة على شؤون المنتدى لإبعاد الإثنين فهو أنهما حديثا العهد بالإنتماء إلى المنتدى ولا تتوفر فيهما الخبرة اللازمة !.
يا لتهافت الحجة.. كادران علميان مهنيان كبيران يتهمان بالإفتقار إلى خبرة لا يملكها سوى من يتشبث بموقع الحظوة بإصرار ويفتعل الحجج لوضع الحواجز في طريق من ينافسه!!.
إنه تكتل (نخبوي) فشل أصحابه في إخراجه وإقناع أحد به. كان الله في عونكم يا علماء العراق.
وكان الله في عونك يا عراقنا.