18 ديسمبر، 2024 1:45 م

منتخب العراق وانتكاسة تصفيات كاس العالم 1990

منتخب العراق وانتكاسة تصفيات كاس العالم 1990

في عام 1988 كان العراق يمتلك منتخبا وطنيا قوي جدا مع تشكيلتين تستحق اللعب بشكل اساسي, وقد حقق ثلاث انجازات مهمة في هذا العام ابتدئها في التأهل الى نهائيات اولمبياد سيؤول عن غرب اسيا والتي كانت تقام للمنتخبات الوطنية, ثم فاز بكاس الخليج العربي مع اداء مبهر, ثم فاز بكاس العرب في الاردن, بتشكيل شبابي, وشارك في النهائيات الاولمبية وقدم اداء رائع لولا تدخلات رئيس الاتحاد (عدي الاحمق) والتي ادت لخسارة مباراة ايطاليا لنغادر البطولة, وبعدها جاء قرار عدي الاحمق بالانسحاب من تصفيات كاس امم اسيا بسبب تغيير قرعة المباريات, فضيع على هذا الجيل مشاركة مهمة كان بالتأكيد سيكون العراق منافس على اللقب, والي ذهب للسعوديين والذين تغلبنا عليهم وسط عاصمتهم الرياض بهدفين وتغلبنا عليهم في الاردن بهدفين, حيث كانت السطوة لمنتخبنا.

• جريمة عدي وتخبط الاتحاد

في عام 1988 قام عدي ابن الطاغية بجريمة قتل في حفل كان يحضره وفود رسمية لذلك لم يستطيع النظام التكتم على الجريمة عندها قرر صدام ارسال عدي الى اوربا الى تنسى القصة, وعندها اصبح كريم الملا رئيس للاتحاد, لكن بقي عدي يتحكم بالاتحاد من بعيد, وتم اهمال المنتخب وسط الفوضى السياسية ومشاكل الاحمق عدي, ليبقى المنتخب بعيد عن اي اعداد من شهر اب/1988 الى شهر كانون الاول /1988 حيث كانت المنتخبات تستعد لكاس اسيا او لتصفيات كاس العالم, وكان جدول مبارياتنا معروف وتبدا في يوم 6 كانون الثاني/1989 ضمن مجموعة تضم قطر والاردن وعمان, وكان منتخبنا قد سحقهم في عامي 1987 و 1988.
فقط جاء منتخب الكويت في 31/12/1988 بمناسبة رفع الحظر عن ملاعب العراق وخسرنا تلك المباراة التي كشفت خلل كبير في المنتخب قبل دخول التصفيات بستة ايام.
فتصور كيف ينجح المنتخب في تقديم اداء ونتائج وهو بعيد عن المباريات لمدة اربعة اشهر! هل يعقل هذا من اتحاد كروي يريد ان يتأهل لكاس العالم؟

• منتخب قطر والاستعداد الكبير

بالمقابل كان منافسنا القطري في الفورمة, حيث استعد اولا لكاس اسيا 1988 التي اقيمت بالدوحة, وخاص مباريات اعدادية كبيرة, ثم دخل كاس اسيا والذي جرى قبل التصفيات بشهر وخاص مباريات مع اقوى منتخبات القارة, ثم بعد انتهاء كاس اسيا استعد جيدا للتصفيات, وخلال هذه الفترة حصل تغيير كبير على تشكيلة المنتخب القطري, حيث اصبح اكثر شبابا وحيوية, مع هضم افكار المدرب البرازيلي الذي دخل معهم منافسات عديدة.
مما يعني ان القطريين جاءوا بقوة للتصفيات وليس كما كانوا عليه في خليجي 1988, وهذا ما لم يدركه الاتحاد العراقي الذي يعرف عنه الغباء الدائم.

• افتقاد المنتخب للاعبين الشباب

قام الاتحاد العراقي بخطوة غبية جدا وهي ابعاد لاعبي منتخب الشباب عن المنتخب الوطني مع ان بعضهم مع المنتخب الوطني من عام 1986 واصبح وجودهم مهم جدا وظهر هذا واضحا عام 1988 مثل ليث حسين ويونس عبدعلي وراضي شنيشل وسعد عبدالحميد ونعيم صدام وسمير كاظم, فكان قرار غير دقيق ويفتقد للذكاء, لذلك كان المدرب عمو بابا مجبر على العودة لكبار السن لتغطية النقص الحاصل في المراكز, بالاضافة لإصابة حبيب جعفر وتراجع مستوى حسين سعيد وحسن كمال وعدنان درجال واحمد جاسم وهم اعمدة المنتخب ولا يتجرأ اي مدرب في ابعادهم مع اهتزاز مستواهم خلال تلك السنة.
لذلك كان المنتخب مردوده ضعيف جدا, فظهر البطيء والضعف في جميع الخطوط وخصوصا خط الدفاع مع تواجد درجال وحسن كمال وهما في اسوء ظهور لهما.

• مصيبة تغيير المدرب

بعد انتهاء ثلاث مباريات وخسارتنا امام قطر في الدوحة بهدف, مع حالة ظلم تعرض لها منتخبنا في عدم احتساب هدف صحيح, قرر الاتحاد العراقي بشكل مستعجل اقالة عمو بابا صاحب الانجازات وتسمية جمال صالح الذي لا يملك خبرة في المنتخب الوطني, حيث كان الافضل للاتحاد خيارين:
الاول: الصبر على عمو بابا ومنحه الفرصة في اكمال باقي المباريات خصوصا ان لا يوجد وقت, خصوصا ان عمو بابا لا يخسر في بغداد وكان بسهولة ان يتخطى العمانيين والاردنيين والقطريين في بغداد, لكن الاتحاد ترك هذا الخيار لان من يقود الكرة العراقية دائما من لا يفقه شيئا.
الثاني: تسمية انور جسام وهو المدرب المعروف عنه انه لا يخسر, فيأتي لشهر لإكمال التصفيات ثم يعود مع منتخب الشباب, خصوصا ان كاس العالم للشباب كان بعد التصفيات, لكن الاتحاد لم يفكر, وكان ايضا ممكن تسمية اكرم سلمان الذي كان مدرب للمنتخب في فترات عامي 1985 و 1986 ونجح نسبيا في تحقيق نجاحات.
لكن الاتحاد بغبائه المعهود قرر تسمية مدرب لم يدرب سابقا المنتخب الوطني ودخل وسط التصفيات وخسر كما توقع اهل الخبرة.

• اخيرا:

 

كان يجب ان نأخذ الدرس من اخطاء هذه التصفيات, لكن مع الاسف تكررت في تصفيات 1994 و 1998 و2002 و2006 و2010 و 2014 و2018 و 2022 , وهذا دليل الغباء والجنون والحمق المستولي على القيادات الكروية من التسعينات ايام الاحمق عدي ونائبه والى اليوم, فتتكرر مع قرب كل تصفيات عدم الاستعداد الجيد, او الاختيار الخاطئ للمدرب, او تغيير المدرب قبل التصفيات او اثناء التصفيات, او مشاكل يخلقها الاتحاد عبر دعم لاعبين ضد لاعبين.