23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

يتواجد حاليا في المناطق الآمنة من محافظة نينوى 1100 صحفي و إعلامي أجنبي لتغطية عمليات تحرير الموصل ، و هذا يعبر عن مدى أهمية و اهتمام العالم بهذه المعركة الفاصلة ، و ما هي قيمة القضاء على الجماعة الإرهابية داعش ، و يبدو أن معركة تحرير الموصل نجحت في أن تكون منبه للأطراف السياسية العراقية في توحيد خطاباهم و مواقفهم ، ففي الأيام الأخيرة شهدنا من توحد المواقف لم ما لم نشهده في أي وقت مضى ، فالعلاقة بين الحكومة الاتحادية و حكومة إقليم كردستان و التنسيق العسكري بينهما بأحسن أحواله ، و مواقف الأطراف السياسية خاصة ممثلو و سياسيو محافظة نينوى في مساندة الحكومة و القوات المسلحة هو الآخر في ذروة إيجابيته ، و هنالك حالة مميزة من التفهم للخطط العسكرية ؛ فعلى الرغم من مشاركة البيشمركة و الحشد الشعبي في مساندة القوات المسلحة إلا أن الاثنين أعلنوا أمتثالهم لأوامر القائد العام للقوات المسلحة بعدم الدخول إلى مدينة الموصل ، و أقتصار الدخول على الجيش الباسل و الشرطة العراقية ، فضلا عن الموقف الموحد من التدخل التركي و أستفزاز حكومة العدالة و التنمية للعراقيين .
تمثل تنبيه معركة الموصل في لقاء قيادات الحشد الشعبي ، و حل الخلاف بين السيد مقتدى الصدر و الشيخ قيس الخزعلي ، و الإتفاق الجزئي على مرحلة ما بعد الموصل ؛ و كذلك إستشعار السيد الصدر بضرورة تأجيل أو يمكن إلغاء تظاهرة كان قد دعى إليها أمام مقر السلطة القضائية الاتحادية
مؤكداً أن هذه المواقف تعبر عن مسئولية هذه الأطراف ، و على الرغم من أن المؤمل و المفترض بجميع القيادات و الأطراف إدراك تحديات و مسئوليات المرحلة ، من غير دافع و منبه معركة تحرير الموصل ، إلا أن ما يدرك كله لا يترك جله كما يقول المناطقة
منبه الموصل يثير موضوع تحديد الأهداف الوطنية و توحيد و بذل الجهود من أجل تحقيقها ، و هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الإصلاح و المصالح العراقية ، و ليس على القيادات و الأطراف الفاعلة و المسئولة كما قلنا أن تنطلق معارك عسكرية مصيرية ليتوحدوا و يدركوا مسئولياتهم ، و يتركوا خلافاتهم و مصالحهم الضيقة ، فما يواجهه العراق من مخاطر خارجية و بنيوية وحدها حافز و دافع لهذه الوحدة .