عن امير المؤمنين (عليه السلام): (لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبون الناصحين)..
عندما نتعاطى مع الواقع ونتحدث بما يطابقه او نثير العقل باتجاه قضايا الدين .. ونحكم بالمنطق والصدق.. تكون الحقيقة قاسية على المتلفعين.. والمزيفين الذين ما فتأوا بأن يقفوا في كهانة الجهل..
القوم الذين بنوا عروشاً من جهل الناس.. بأن يعتاشوا على البساطة والتسطح المدقع الذي يلفهم..
ويقدموا الدين من زواية هي اكثر ايلاماً عندما نناقش قضاياها بواقعية..
لا نبتعد كثيراً ونحن نناقش الكاتب (محمد ابو النواعير في مقالته: المرجع الحركي السيد السيستاني نموذجاً) والذي يتحفنا بمخيلاته التي يريد ان يطليها علينا!
واقعيات عاشها الجميع، وسمعها الناس، وسخر منها المثقفون والعوام معاً!!
ويحاول ان يتجدر في ان يصورها لنا بالطريقة السحرية التي تظهر لنا (الحباية كباية)!!
وهو مثل عراقي مشهور يضرب في من يتلفع الامور الصغيرة بملابس كبيرة!!
يطل علينا ليتخمنا بمصطلحات يحاول تحشيدها باتجاه اي مناقشة تواجهه..
ليصنع بذلك متراساً من الالقاب والاطراء والتهويل يسد به النقائص الفاضحة التي نريد ان نوضحها معه!!..
المناقشة في مصطلحات غير شرعية::
ونأتي على مقاله لنناقشه.. حيث نطالعه يقول فيه:
(السيد السيستاني ومنذ تسنمه قيادة المرجعية العليا)…
ولنا في ذلك وقفة:: ففي ظل حمى الالقاب التي يصطنعها البعض ليجعلها بوقاً تمجيدياً على طريقة (الاعلى والكبير والاكبر)!!
وبعد ان كان (الاعلم) هو من يتسيّد الموقع المرجعي، صار الواقع الذي يصدّره البعض تتأرجح فيه الامور الى واقعيات غير علمية، وتعتاش على الانتفاخ في مصطلحات غير علمية..
(من الاعلم الى الاعلى، ومن العادل والقادر على ادارة الحالة الاسلامية الى الكبير والمسن وصاحب الكرامات المحاط بالقداسة، الذي لا يرى الا بالعين البرزخية، ولا يسمعه الا من تطهر بعين الكبريت الحار المزيل لدرن الذنوب)!!..
وللاسف فإن خطورة هذه المصطلحات تكمن في انها تصبح مع مرور الوقت واقعيات للتقييم لدى المجتمع الذي ترسخ فيه الافكار الهجينة بسرعة!
والاخطر من ذلك ان تنطلق هذه المصطلحات من خارج الوسط العلمي الذي يعطي ضوابط التقييم.. بأن تخرج من بنطال السياسة الضيق!!
او من المصالح المتلفعة في جلباب صناع القداسات..
ومن المعلوم فإن هناك الكثير من السياسيين والمتقدسين الذين يبحثون عن التحالف باتجاه او ضد الكثير من المصطلحات التي تخدم مصالحهم!
وفي نص تاريخي، وهو نص مهم يشرح ملابسات مهمة في انتاج مصطلح (المرجع الاعلى)..
حيث يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين: (هذا المصطلح (مرجع اعلى) لا أساس له إطلاقاً بالشرع، ولا أساس له قبل الشرع الإسلامي في الفكر الإسلامي … وأقول للتاريخ إننا في عهد الشهيد السيد محمد باقر الصدر نـحن مجموعة من الناس، وأنا واحد منهم رحم الله من توفاه، وحفظ الله من بقي حياً. نـحن اخترعنا هذا المصطلح. في النجف اخترعنا مصطلح مرجع أعلى. وقبل مرحلة الستينيات لا يوجد في أدبيات الفكر الإسلامي الشيعي هذا المصطلح على الإطلاق. هذا المصطلح نـحن أوجدناه؛ السيد محمد باقر الحكيم، السيد محمد مهدي الحكيم، السيد محمد بحر العلوم، ولعله يمكن أن أقول بنحو المصادفة إن جانب السيد الشهيد (رض) كان من الرعيل الأول، وهو أعلاهم وأسماهم. والداعي أنا محمد مهدي شمس الدين، كنا مجموعة نعمل في مواجهة نظام عبد الكريم قاسم المؤيد للشيوعية في نطاق جماعة العلماء، وفي نطاق مجلة الأضواء، وأردنا أن نوجه خطاباً سياسياً للخارج … اخترعنا هذا المصطلح واستعملناه، وآسف إذا أصبح مصطلحاً رائجاً، وهو لا أساس له على الإطلاق، استخدمناه وأفادنا كثيراً، ولكن نـحن استخدمناه كآلية لا نريده، ولا نريده غلاً، ولا نريده عائقاً)… ((المصدر: الاجتهاد والتجديد: محمد مهدي شمس الدين: ص٢٢)..
وهذه المصالح السياسية او مصالح المنتفعين من جلباب القداسة تحاول ان تجعل المقاييس في تنصيب موقع المرجعية يخضغ لابتكارات غريبة عن الواقع العلمي..
واقعيات فارغة كالبالون::
ثم يتماهى الكاتب في الاطلالة السماوية لسماحة الامام !! ويتحفنا بالأشعار المليحة عنه، فيقول (ومن أهم المفاصل التاريخية، التي مثلت دورا بارزا وقويا في تفاعل المرجعية كدور قيادي، مع مشاكل الأمة وهمومها؛ هو ما مثله الواقع الحركي لسماحة المرجع الديني آية الله علي السيستاني؛ حيث استطاعت هذه الشخصية وبقابلية إبداعية منقطعة النظير، أن تكون عنصرا حيويا فاعلا، ومتحركا ومتغيرا باتجاهات مختلفة، بحسب نوع الظرف الذي كان يلم بالأمة في وقتها. فلم يكن ذلك المرجع الجمودي المتقوقع … بل كان متفاعلا، بتأصيل الحلول العملية، ومراقبة ومتابعة ومحاسبة الجهات القيادية في إدارة البلد. بل وكان ملاذا آمنا, يلوذ بحكمته ورجاحة قراراته, كل مريدي العمل السياسي والإداري للبلد)..
كان على الكاتب وهو يصف هذا الحراك والحركية والتأصيلات والمناقشات والحلول ان يرينا ولو ورقة واحدة منها..
ولو نزراً بسيطاً.. سواء كان في ورقة مكتوبة!!
او صوتاً مسموعاً!!
او صورة نشاهده فيه يتكلم ولو لدقائق!!
والكاتب يقدم ذلك وسط ممارسة سطحية للتوصيف، تفتقر الى المعاني والدلالات الواقعية، وتستعمل حشو الالفاظ والمصطلحات السمينة في ظل الموجز المهلهل، والمفتقد لشروطه ومتابعاته وكذا إضفائية من التبجّح والتحميلات المغالية!!
ولكي يكون الحديث ممتعاً مع (ابو النواعير) انقل لكم قصة نقلها لي احد الاخوة:
وهي انه جلس شاب قليل الخبرة في الدين ذات يوم إلى شابين يتحادثان فقال أحدهم أني رأيت أحد الأئمة في الرؤيا في المنام وقال لي كذا وكذا، وقال الآخر إني رأيت رسول الله في المنام وقال لي كذا وكذا، فحاول الثالث الطارئ على التدين أن يجاريهم فقال: (أما أنا فرأيت الله في المنام وقال لي كذا وكذا..) وهذه القصة واقعية حصلت قبل سنوات!!
وهي النتيجة التي قد يصل إليها المتسلقون للزعامة يوماً كلما نافسهم غيرهم على الألقاب..
ان مرجعية سماحة السيد السيستاني الذي يريد الكاتب تصديره بهذه التبجحات (ونحن نطالع حركته) نراها قد تقوقعت بالشكل الذي صارت الالقاب والانتفاخات المصطلحية تحيط بها من كل جهة..
وبدون ان نعيش شيئاً يذكر من الوعي الذي تقدمه.. او الفكر الذي تنشره..
او رؤيتها من تجددات العصر..
او اجابتها عن ما يغوص به الواقع الاسلامي والافكار الاسلامية من شبهات..
او مشروعها الاخلاقي الناهض..
او فكرتها من السياسة والواقع السياسي..
لا نجد لها في الواقع غير ما يستدر به الموقع المرجعي .. فلم نجد غير الرسالة العملية !!
ثبت بمؤلفات غير موجودة في الواقع::
ويعرض الموقع الرسمي عدداً من الكتب له يبلغ عددها (٣٧) كتاباً.. وفي الواقع لم نجد غير ثلاثة كتب فقط!!
وهي مغالطة مهمة يتم تسويقها..
حيث نطالع في الموقع الرسمي لسماحته تحت عنوان (المؤلفات والتقريرات) هذه المؤلفات: وهي مفقودات ثمينة نرجو منهم ان يظهروها لنا وللعالم!!
واطلب من القارئ ان يتابع هذه المغالطات والتسويقات التي تعتاش على التسطيح والالتواء في ما تطرح::
١- شرح العروة الوثقى في شرح معظم كتاب الطهارة وقسم من كتاب الصلاة والخمس…. (غير موجود)..
٢- البحوث الاصولية وهي عدّة مجلدات دورة اصولية كاملة.. (غير موجود)..
٣- كتاب القضاء.. (غير موجود)..
٤- كتاب البيع والخيارات.. (غير موجود)..
٥- رسالة في الصلاة في اللباس المشكوك.. (غير موجود)..
٦- رسالة في الربا.. (غير موجود)..
٧- رسالة في خمس الفوائد والأرباح.. (غير موجود)..
٨- رسالة في صلاة المسافر.. (غير موجود)..
٩- رسالة في القبلة.. (غير موجود)..
١٠- رسالة في قاعدة اليد.. (غير موجود)..
١١- رسالة في قاعدة التجاوز والفراغ.. (غير موجود)..
١٢- رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار.. (موجود)..
١٣- رسالة في التقية .. (غير موجود)..
١٤- رسالة في قاعدة الإلزام .. (غير موجود)..
١٥- رسالة في قاعدة القرعة.. (غير موجود)..
١٦- رسالة في الاجتهاد والتقليد .. (غير موجود)..
١٧- رسالة في صيانة الكتاب العزيز عن التحريف .. (غير موجود)..
١٨- رسالة في حجيّة مراسيل ابن أبي عمير.. (غير موجود)..
١٩- رسالة في تاريخ تدوين الحديث في الاسلام.. (غير موجود)..
٢٠- شرح مشيخة التهذيبين.. (غير موجود)..
٢١- نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي .. (غير موجود)..
٢٢- رسالة في مسالك القدماء في حجيّة الاخبار
الفوائد الغروية.. (غير موجود)..
٢٣- الفوائد الفقهية (غير موجود)..
٢٤- شرح مشيخة الفقيه .. (غير موجود)..
٢٥- رسالة في تحقيق نسبة كتاب الملل إلى الفضل بن شاذان.. (غير موجود)..
٢٦- رسالة في اختلاف الآفاق في رؤية الهلال.. (غير موجود)..
٢٧- رسالة في حكم ما إذا اختلف المجتهدان المتساويان في الفتوى.. (غير موجود)..
وغيرها وغيرها…
وآخرها كتاب (الرافد في علم الأصول) الذي سحب من الأسواق بعد برهة خاطفة من تسويقه، حينما سمعوا ان بعض المراجع المنافسين بدأ يطرح درسه الأصولي..
وخوفاٌ من المقارنة في الاوساط العلمية .. بأن يقارن (الرافد) مع طروحات البعض لم نشاهد (الرافد) الى اليوم!!
ثم يعزف لنا (ابو النواعير) الفاظه الخلابة في الجنبات الالهية المتركزة في سماحة السيد.. والنبوغ العلمي السيال!!
حيث يقول: (بحكمة هذا الرجل، واحتوائه على جنبة إلهية فيما يصدر عنه من أفعال وأقوال، مع تميز ونبوغ قل مثيله في النتاج العلمي والفقهي الحوزوي، وحنكة في التأثير الفاعل في إقامة أسس الدولة العراقية الحديثة)!!..
تبريرات يصطنعها صناع القداسات المزيفة::
والغريب: ان اغلب المقلدين عندما تسألهم عن المعايير التي دفعتهم باتجاه الرجوع الى هذه المرجعية.. وعلامات التميز والتأسيس والابداع والدرس الفقهي او الاصولي … نراهم لا يجيبون!!
او حتى عندما نسألهم عن اسم الاب للسيد فلان دام ظله..
يجيبك بقوله: لا اعلم!!
ان المشكلة التي تنتابنا اليوم هي في ضيق الافق الذي ينتاب بعض المرجعيات.. فهي تميل الى السكون والدعة..
فالمرجعية ليست مجرد فتيا، او الجواب بكلمة (يجوز ولا يجوز).. بقدر ما هي تمثل انفتاح الاجتهاد الاسلامي على عنصر الزمن.. وتأصيل خطاب متزن يستوعب الحياة كلها .. وبكل ما يتصل بها..
بينما نلاحظ ان المرجعية بعد عشر سنوات من الزيارة الاربعينية المليونية تتحرك بشيء محدود تجاه بعض النصائح المكتوبة!!
الى الآن لا يعرف ملايين الناس موقفها من عشرات المسائل..
بحيث اضطر الشيخ (فلان) وهو ممثل السيد الخامنئي (دام ظله) ان يعلن موقف المرجع (الاعلى) في النجف من التطبير!!
اتذكر ان هناك قصة قصيرة تحكي واقعنا مع مصطنعي القداسات..
وهي ان معلماً طلب من الطلاب ان يكتبوا له قصة، وكان أحد الطلاب لا يملك ذهنية للاجابة او لكتابة القصة، ولكن هذا الطالب كان يحفظ العبارة التالية (دخلت الحديقة ووجدت العصافير تزقزق)!!
فقال المعلم اكتبوا قصة عن البستان، فكتب الطالب: (دخلت البستان وكانت هنالك الحديقة والعصافير تزقزق)!!
فامتعض الاستاذ من الطالب، وقال له موبخاً اكتب لنا قصة عن المدرسة (عسى ان يغير الطالب اجابته)!
فكتب الطالب: (دخلت المدرسة ووجدت الحديقة والعصافير تزقزق)!!
فصاح الاستاذ غاضباً: اكتب لنا قصة عن جهنم! (عسى ان يغير الطالب من اجابته الهزيلة)!!
فكتب الطالب: (دخلت جهنم واذا بي اجد ثقباً فنظرت فيه واذا بي ارى الجنة وفيها حديقة والعصافير تزقزق)!!
هذه الواقعية التي يجترها بعض المترفين ممن يكتب بسذاجة ويكرر مقولاته بغباء، بحيث انه يكرر الالفاظ في كل مرة!!
ويزقزق في كل مرة!! هرباً من كل من يثير حوله استمزاجاته وتخيلاته المترفة عن واقع مرجعية السيد السيستاني!!
فنراه يكرر الفاظه فيقول عنه:
– (انه أصّلَ للمفاهيم السلمية في التعايش، وثبت أوتادا قوية لحقيقة الدين الإسلامي..
– وتمثلت في قيادته للجانب التوجيهي والإرشادي للعملية السياسية في العراق؛ بالإضافة إلى الجانب الواقعي المجتمعي، من خلال التداخل المباشر، مع مستجدات الفعل الشرعي في ممارسة المواطن العراقي..
– وكان سماحته ممثلا لجانب الحكمة والعقلانية، في الإتجاهات المرسومة لبناء الدولة العراقية الحديثة)…
فروق الوعي تتمظهر هنا، وتجتزء الإشكالية بفبركة حاول الكاتب في كل مرّة أن يختزنها إلى مقطوعة تمجيدية تخلو من اي عنصر واقعي، وأن يتوصف لذلك بإشكاليات بسيطة!!
وصديقنا العازف (ابو النواعير) بعد ان عرف ان سماحة السيد ليست له هذه الطروحات التي يمجدها، ولم يصدر شيئاً تعتاش به الناس من فكر او او عي أو أن ينطق بجملة واحدة يقدمها لنا، صار يتلفق لذلك ببعض المضحكات المبكيات..
حيث نراه يقول: (العمل بصمت، وفي كثير من الأحيان، يعد أسلوبا وإستراتيجيا ناجحة، في التصدي لموج وتيار عالي محطم؛ عادة ما يكون استجابة ظرفية لواقع تُفرض فيه متغيرات قوية، لا ينفع التعامل معها بالصوت العالي، والعواء الكاذب)..
هذه التبريرات التي يعتاش عليها مصطنعي القداسات .. وهي اثارة مضحكة في ان يصبح السكوت والعجز عن ابداء المواقف..
والاهمال تجاه وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر..
وعدم قابلية هذه المرجعية على ان تواكب التحديات التي تغمرها ..
صار ذلك وعياً .. وحكمة بالغة .. ومواقف رصينة!!
في الوقت الذي نقرأ فيه الحديث الشريف عن امير المؤمنين (عليه السلام) ان قال: (القول بالحق خيرٌ من العي والسكوت)..
وعنه (عليه السلام): (رُب كلامٍ أنفذ من سهام)..
وعندما سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) عن معنى كون الكلام أفضل من السكوت، قال: (لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت)..
هذه الحالة التبريرية التي يعتاشها صناع القداسات المزيفة، تشابه احد المتسلقين ممن يدعي انه قريب من الامام المهدي ع!! وانه مرجع .. واعلم!!
حيث قام بتقديم مرجعيته! الى ساحة كرة القدم ليقيم في المباراة ويسجل الهدف!!
وعندما ظهر ذلك على الفديو وتفاجأ الجميع بهذا الاستخفاف، قام مجموعة من الحمقى بالقول بأن مرجعنا (المقرب من الامام المهدي ع) قام باللعب ليظهر للعالم انفتاح الاسلام على المهام الانسانية!!
للأمانة التاريخية::
وللامانة التاريخية فإن المرجعية لم تؤبن اي من المراجع الآخرين الذين توفوا!!
السيد الصدر الثاني..
السيد فضل الله..
الشيخ الغروي..
الشيخ البروجردي..
بينما نطالع بيانات التعازي للبابا يوحنا بولس الثاني!!
والتعازي للأمين العام للامم المتحدة!!
الى الآن لا يملك احداً تسجيلاً لصوته!! ولا تصويراً فديوياً يقول فيه اي كلمة!!
لا اتذكر يوماً ان احد معتمديها قدم شيئاً معتداً به كحل سياسي او مناقشة للواقع، او حلولاً تنطلق من تحديد المسؤول عن الاخطاء في الواقع!!
بحيث ان الامة تواجه اكثر المشاكل السياسية او الامنية ايلاماً، ويكتفي صاحبنا بأن ينادي بصوته: ينبغي حل المشكلة!! ينبغي ان تحل الامور!!
هكذا الامور تطلق على عواهنها وبدون اي استيعاب، او مناقشة، او اشارة حازمة!!
بل نجد العكس: حيث الموقف الاخير من قانوني الاحوال والقضاء الجعفريين ..
القانونان يصححان الموقف الشرعي لملايين الشيعة في العراق، حينما انطلقت المرجعية (العليا) لرفضه بحجة المادة ٢٤٦ التي تنص على ان للفرد الشيعي ان يحاكم المسيحي او الاقليات الاخرى وفقاً لهذا القانون!
او ان المرجعية لا تلتقي بحامل القانون لأنه سياسي! والمرجعية لا تلتقي بالسياسيين!!
في الوقت الذي التقت فيه المرجعية بوزير الخارجية التركي..
وتركيا احدى الدول الرئيسية الداعمة للارهاب في العراق..
وعندما طالب البعض مستفهمين وناصحين بأن المرجعية في (البراگ) كان لها دوراً في تعطيل اقرار القانون او رفضه، قام البعض بالتهجم والانتقاص ..
مع ان اصل النصيحة مطلوب، ولا عيب على المرجعية ان يطالبها الناس بحق يرونه قد ضيع او آل الى الضياع.. وامير المؤمنين ع كان يقول ايها الناس حقي عليكم النصيحة في السر والعلانية!
فلماذا اذاً يصير السؤال واثارة المناقشة والنصيحة تهجماً واستفزازاً وطعناً في الخاصرة!
لماذا نكمم الافواه بدل الاجابة عن اثارات الناس لمعرفة مواقف مرجعياتها؟!
والواقع الذي حصل ان الوزراء الكرد وعدد من وزراء اهل السنة ووزراء الكتلة الصدرية ووزراء عدد من دولة القانون وغيرهم (حتى وزير مسيحي) كلهم كانوا مع اقراره، لولا الزوبعة التي اثارها البعض المتذرع بموقف المرجعية (العليا)!!!!..
مما ادى الى تزلزل مواقف الآخرين (الكرد والسنة) وانقسام الوزراء الشيعة، والنتيجة ان هذه الفرصة الذهبية لتطبيق الشريعة ذهبت سدى للاسف..
ثم لماذا لا تجيب مكاتب الدين والمعتمدين والوكلاء عن تبريرهم لموقف الرفض!
ولماذا هذا الاختفاء، الم يكن من الاجدر النقاش في الامور من دخالة العقل والحكمة والتعرف على الآخرين في مواقفهم، بدلاً من التراشق عن بعد، واثارة الامور بهذه الطريقة..
ثم اذا كان فقه اهل البيت ع يمس الاخرين ولا يتعاطى مع حقوقهم (وفق المادة ٢٤٦) كما تتفضل بطرحه، اذن لنترك فقه اهل البيت ع ونجامل الاقليات؟! ونرمي بالاسلام بعيداً لأنه يمس الآخرين؟!
المراهنة على اثارة التزييف::
صناع القداسة المزيفة لا تتلاقى مصالحهم مع الوعي والتفكير.. لأن هذا سيفلسهم من مواقعهم التي تسيدوها بالجهل والخداع!!
لذلك نلاحظ (صاحب الناعور) يحاول التلامس مع اي نقاش او حوار نصل فيه الى نقطة من التواصل، ومعرفة الحقائق!!
وبدل الاجابة عن واقعية هذه الابواق التمجيدية والانتفاخات المصطلحية نراه يتراشق مع بقية المراجع ممن يثير نقاط الوعي لدى الناس، او يحاول ان يقدم مشروعاً اصلاحياً يتعاطى مع واقع الامة ويعكس التمثيل الرشيد للحالة الاسلامية ونيابة المعصوم (عليه السلام)..
نراه يصيح عنهم بأنهم (متمرجعين)!!..
انا اعلم ان الموضوع الذي يطرحه خارج النقاش، واحببنا ان يكتب الكثير لنرى العقدة النفسية التي تربى عليها البعض ممن يواجه الامور من انني على حق وغيري على باطل..
انا لا اشك ان البعض يريد ان يهرب من الموضوع ليصنع ضجيجا مفلسا من الوعي ويحول الموضوع الى تراشق، وكان بودي ان اجد ما نقتات عليه من فكرة او تبرير واع او تعاطي مع المسألة من حمية الانتماء لمذهب اهل البيت (عليهم السلام)..
والحمد لله الجهل البادي في الكلمات وسوق المغالطات يجعلنا نثق بما نطرحه ويهرب البعض من الجواب عنه!
يبدو ان البعض بدأ يفقد توازنه في الدفاع وصار يتلفق الكلمات الساذجة ليجعلها سداً امام العقل ليغش بها الاخرين..
ولا يخفى ان هناك مراجع كثر افتوا باجتهاده،، الشيخ محمد علي الكرامي،، الصادقي الطهراني،، مفتي الشيعة،، والكثير من اهل الخبرة.. وهذه هي الشروط والمعايير..
وإلا ألا تتكلم معي حول معايير ان لا يظهر فلان للناس او نرى له بحثاً او كتباً او ثقافة او نصائح!! هل هذه هي المعايير؟!!
انا اتعجب حقيقة من البعض ممن يصر على شيء لا يعرفه..
شخص يحصل الاجتهاد من السيد الخوئي يفتي بأن الشيخ اليعقوبي (مجتهداً مطلعاً عميقاً عريقاً)…
هذا وصاحبنا يتعاطى مع المسألة من بساطة الوعي والسذاجة التي يجر الكلام اليها..
ولا ادري هل الافلاس من مقاييس المناقشة يصنع هذا بهم؟!
يبدو ان بعض الاخوة لا يملكون شيئا للاسف!!
كلمات الافلاس من الوعي والثقافة بادية في ما يكتبون، وفيما يتبجحون به!!
بقي ان اقول: لا نحتاج الكثير من العناء لتشخيص التعاطي مع مسألة القانون الجعفري من عقدة (اللف والدوران)..
بحيث يصر البعض على افلاسه في الجواب في ان يتكلم بهروب مدقع بالاستخفاف والتردي!!
تمنياتي ان نرتقي بالوعي والحكمة ان نتصارح حول تقصيراتنا في من تسبب في تعطيل احكام الشريعة!!
وتمنياتي على المعتمدين الكرام ان يثيروا المسألة انطلاقاً من العقل والحوار بدلاً من ان تقلب الصفحة التي لا يريد البعض ان نقرأها في تاريخهم!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..