23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

مناقشة في مسوّغات التدخّل التركي !

مناقشة في مسوّغات التدخّل التركي !

لابدّ أن نسجّل اولاً أنَّ كافة الدول التي تشارك في ضربِ وقصف داعش في العراق , فأنّ لها اهداف مزدوجة وبعيدة المدى وتتجاوز مسألة داعش .!
وقبل الولوج الى أروقة المناقشة هذه , فتجدر الإشارة الى أنّ هنالك بعض المزاعم والإدّعاءات تكونُ قابلة للتصديق ولو نسبياً ! , وقد يضحى ذلك جرّاءَ فن صياغتها او عدم ارتفاع نسبة التضخّم في المبالغةِ فيها , أمّا فيما تعرضهُ وتقدّمهُ الحكومة التركيّة من مبرراتٍ لا تُسوّغ , ومسوّغاتٍ لا تُبرّر , فأنها تبدو مثيرة للسخرية وفقَ المنطق العسكري والسياسي والإعلامي  ” على الأقلّ ” , فعدا أنّ العديد من دول الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة قد زجّت ضبّاطاً وخبراءً ومستشارين في كردستان وبرفقة كميات هائلة من السلاح بما يفوق قُدُرات البيشمركه على استيعابها , وما مقصودٌ من هذا الكلِم أنَّ البيشمركة هي قوّات على درجة عالية من التدريب ومنذ سنينٍ طوال , وهذا ما يدحض الإدّعاءات التركيّة بأنّ وحداتها العسكرية انما دخلت الى الأراضي العراقية لغرض التدريب .!
والى ذلك , فأنّ وجود 20 دبّابة ضمن القوة التركية التي توغّلت < إنْ لمْ يكن العدد اكثر من ذلك وفي اماكن متفرّقة اخرى او جرى اخفاءها بالتنسيق مع بيشمركة السيد مسعود البرزاني > , فذلك يوضح بشكلٍ جليّ أنّ المسألةَ اوسع من أن تكون للتدريب .!
ومن المزاعم التركية الأخرى هو قولهم أنّ وحداتهم العسكرية التي دخلت الى شمال العراق , هي لغرض استبدال وحدات اخرى سابقة , فهل الإستبدال يكون للدبابات والمدفعية أمْ للجنود فقط .!!
أمّا عن التدريب ” المفترض ” , وبغضّ النظر الى ما أشرنا اليه عن وجود خبراء عسكريين من مختلف دول العالم المتطورة , وإذ أنّ سلاح الجيش التركي هو امريكي الصنع , فالعراق يعجّ ويضجّ بأصناف الأسلحة الأمريكية فضلاً عن الخبراء الأمريكان , فلماذا تأتي وحدات عسكرية تركيّة ” بعد كلّ هذه السنين ” لغرض التدريب .!
تعداد القوات التركية المقيمة حاليا في شمال البلاد في ناحية ” بعشيقة ” وقرب الموصل , يبلغ ثلاثة افواج , ثمّ أنّ وجود دبابات ومدفعية ومصفحات ضمن هذه القوة يوصف عسكريا بأنه ” جحفل معركة ” , ومع كلّ ذلك فلا يزال الإعلام التركي , وإعلام حزب السيد البرزاني يسميّه او يعتبره لأغراض التدريب .!
   كان على القادة الترك أن يكونوا اكثر ذكاءً وأن يهيّئوا مبرراتٍ او مسوغاتٍ ” اكثر مقبولية ” ومن قبل دخول وحداتهم العسكرية الى الأراضي العراقية .