حملة الاقالات والتغييرات في أجهزة أمنية إيرانية بالغة الحساسية، ليست مجرد حملة عادية کما يجري في أي مجال آخر في مٶسسات النظام الايراني، ذلك إن حسين طائب، رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري، قد شغل هذا المنصب منذ تأسيسه لأکثر من 12 عاما، ولأن الاجهزة الامنية التي طالتها هذه الحملة هي ضمن جهاز الحرس الثوري وضمن النطاق الامني لبيت المرشد الاعلى، فإن ذلك يعني بأن هناك أکثر من أمر غير طبيعي ولکن ومع کل ذلك فإنه يعتبر علامة ومٶشر سلبي في الجدار الامني للنظام.
ماقد أفادت به وسائل إعلام تابعة للنظام الايراني يوم الاحد الماضي من إن المرشد علي خامنئي القائد العام للقوات المسلحة، عين اللواء مجيد خادمي بمنصب رئيس وحدة حماية المعلومات التابعة لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري الإيراني. ومنظمة حماية المعلومات هي وكالة استخبارات إيرانية ضمن الحرس الثوري وجزء من مجلس تنسيق المخابرات، وانفصلت هذه الوحدة عن جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني في عام 1984، وكانت في الأساس وحدة استخبارات عسكرية. وهذا الجهاز وکما هو واضح من إسمه ونطاق عمله، مهم وحساس للغاية ولکن السٶال الذي يطرح نفسه؛ هل کان أيام رئيسه السابق کاظمي الذي صار رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري، قد کان في مستوى المسٶولية ولم يکن مقصرا؟ بکلام آخر فإن طائب لم يکن لوحده حلقة الضعف في الاجهزة الامنية التابعة للحرس الثوري، بل إن الجميع في هذه الاجهزة مشارکون بصورة وأخرى في الخلل والضعف الذي تعاني منه الاجهزة الامنية للحرس الثوري.
قادة الحرس الثوري ومسٶولون في النظام الايراني کانوا الى الامس القريب يطلقون تصريحات نارية بکل الاتجاهات ومن خلال ذلك کانوا يحرصون على الاشارة الى مناعة أمنهم ومن إنهم يقفون بالمرصد للأعداء، ولکن الذي حدث وجرى خلال العام الذي مضى على تولية ابراهيم رئيسي لمنصب رئيس الجمهورية، هو إن الکثير من عمليات الاختراق الفاضحة للجدار الامني للنظام والذي تشکل أجهزة الحرس الثوري جانبا مهما منه، وهو مايعني إن المشکلة أکبر وأوسع من مشکلة الاجهزة الامنية في الحرس الثوري وإنها مشکلة النظام الامنية التي يظهر واضحا بأنها قد باتت عويصة.
سيطرة المعارضة الايرانية النشيطة سيبرانيا على مراکز وزارات ومٶسسات حساسة للنظام وتسريب معلومات في غاية الدقة والاهمية من الجهاز القضائي وشن هجمات على مراکز حساسة من جانب وحدات المقاومة وعدم تمکن الاجهزة الامنية من التنبأ بذلك والحيلولة دونه، أثبت وبصورة أکثر من واضحة بأن مناعة الجدار الامني قد إنتهت وهذه هي الحقيقة المرة التي يتهرب النظام الايراني من الاعتراف بها.