19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

مناظرة (الخيسة).. من يحب الصدر أكثر؟!

مناظرة (الخيسة).. من يحب الصدر أكثر؟!

مناظرة انتظرناها، ليس لامكانية طرح الأفكار فيها؛ إنما توقعنا انها ستكشف بعض اسباب المآسي التي يعانيها السكان في مدينة (الصدر)، وإذا بنا نصدم بحجم التردي والانحطاط والخداع الذي تضمنته تلك المهاترة!

نجحت السيدة مها الدوري في قضيتين، وفشل السيد غالب الشابندر في قضيتين، وليس بين تلك القضايا الأربعة ما يكشف عن اسباب السوء والفقر الذي تعانيه مدينة (الصدر).

المدينة التي تنتمي لها أطياف كثيرة ومتعددة، سواء سياسية او عقائدية، استطاعت مها الدوري ان تصدّرها على أنها مدينة للصدريين حصرا، وان الدوري وتيارها هم من يتبنى هموم الناس فيها، وايضا نجحت نسبيا في الإبتعاد عن ذكر الأسباب المباشرة التي تقف وراء معاناة المدينة وبؤسها.

بالوقت ذاته وقعت السيدة الدوري في مغالطات كثيرة، اهمها تسويق نفسها كمرشحة فاعلة في دائرتها الانتخابية، حين قالت بالنص: (آني جاي اشتغل بالدسيم والحميدية…) ومعنى ذلك أنها قادرة على تقديم الخدمات للمناطق المذكورة، فلماذا كانت تلك المناطق مهملة من قبل الدوري وتيارها؟!.. والسؤال الثاني، في أي صفة تعمل السيدة مها الدوري على تقديم الخدمات وهي ليست مسؤولة تنفيذية ولا حتى تشريعية؟!

هذا يعني انها تستغل سلطة وسطوة تيارها للحصول على أصوات انتخابية عبر مقايضة الفقراء على تسوية شارع او توزيع وجبة غذائية ليوم واحد، ولهذا معنى آخر: مدينة (الصدر) سوف تبقى هكذا لأن التيار الذي يحاول فرض نفسه عليها يستثمر بعذابات فقراءها.

اما الشابندر، فقد فشل في ترسيخ وصفه (كمفكر) عندما تحولت (المهاترة) من السعي وراء كشف اسباب خراب المدينة، إلى التباري والتفاخر حول (من يحب الصدر اكثر). وأي مفكر هذا الذي يرتضي قيود الاغلال العائلية؟!

وكأن مشكلة مدينة (الصدر) مختزلة في مقدار الحب الذي يقدمه الناس للسيد الصدر. والغريب ان المتناظرين او بالأحرى المتهاترين، طلب أحدهم من الآخر تقديم الدليل على أن المقابل (يحب الصدر اكثر)!

وهذا هو الفشل الثاني الذي وقع به الشابندر، اذا جعلته مها الدوري يتنازل عن ذكر اسباب التردي الذي تعانيه المدينة، وتحويل الحوار إلى محاولة إثبات الولاء فقط، ومن خلال هذه المهارة استطاعت الدوري ان تتجاوز النقطة التي كادت ان تطيح بها، وهي التشويش على دعوة الشابندر لمناظرة علنية مع السيد الصدر بكتاب الأسس المنطقية للاستقراء.

َمن ذلك يتبين أنّ معاناة سكان المدينة لا تمثل أولوية تذكر في منهج السيدة مها الدوري، وانها على العكس من ذلك، تستغل تلك المعاناة لسرقة أصواتهم عبر المتاجرة بها واستثمار أموال ابناء تلك المناطق لتقديمها لهم كهبات وصدقات تمن عليهم بها، وكما يقول المثل العراقي: (من لحم ثوره واطعمه).