15 نوفمبر، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

مناضلون ، أم  مرتزقة ؟!

مناضلون ، أم  مرتزقة ؟!

أحد عشر عاما من التغيير نحو الأسوأ ، وبفضل سياسيون جعلوا البلد يدخل موسوعة (غينيس)  في كل ما هو سيء ومخزي ، مرّغوا سمعته في التراب ، شوّهوا صورته الى حد التلاشي أمام الخلق ، مسحوا تاريخه فأنسوا العالم  حضاراته وانجازاته ونتاجاته الأنسانية . 
جاءوا كالجراد النهم فجعلوا أقتصادنا كالعصف المأكول ، وصار تصدير النفط مصدر دخلنا شبه الوحيد ، فصرنا نرزح تحت رحمة سعر برميله  ، مثل قبيلة بدائية تنتظر المطر لترعى الكلأ مع دوابهم ، بثوا الشلل التام في الأنتاج فتوقفت عجلته الى درجة الصدأ ، فمصانع الأسمنت ، والبتروكيمياويات والحديد والصلب ومعامل الصناعات الكهربائية  ، والأطارات والصناعات الألكترونية وغيرها من الصناعات التي كانت فخرا للبلد ، والتي كانت تدل على الجودة على مستوى الشرق الأوسط ، قد توقفت تماما ، رغم أنها ميدان للأستثمار الهائل ، الذي يجعل من النفط موردا ثانويا ، وأهملوا الزراعة ، فبعد أن كانت التمور ، علامة مسجلة عالميا بأسم العراق ، صرنا نستورده ، وخدمات عامة ما بين مختفية أو عرجاء أو مرقعة ، وقطاع طاقة في أقصى درجات التدهور ، أما صناعات القطاع الخاص التي كان من الممكن أن توظف جيوش من العاطلين ، قد انقرضت بسبب غياب تشجيع واسناد هذه الصناعات من جهة ، وضعف الرقابة على الأستيراد من جهة أخرى فأختفت روح التنافس كل ذلك جعل صناعاتنا تذوي وتصبح أثرا بعد عين ، حوّلوا البلد الى مايشبه مزرعة للدواجن ، لا تنتج ، أنما تنتظر الذبح ، لأنهم جاءوا لا ليبنوا ، أنما لينهبوا ثم يفروا الى بلدهم البديل الآمن ، فتشيح عنهم العدالة الدولية ، بسبب ضعف سياستنا الخارجية وقلة حيلتها وانعدام سطوتها أمام المحفل الدولي المستخف بها أصلا ! .
للمواطن العراقي حساسية مزمنة تجاه كلمة (النضال) ، فقد أفرغت من محتواها الحقيقي منذ زمن بعيد ، فهو يعلم جيدا منذ ان ابصرت عيناه النور ، أن الأضواء لا تسلط على المناضل ، وأن المناضل الحقيقي يعمل في الظل كالجندي المجهول ، وأن كلمة (مناضل) تُطلق على كل مدّعٍ ومستفيد ومتسلق للأكتاف وطالب للأثراء السريع ، فيسرق الأضواء من المناضل الحقيقي ، بكبرياءه الذي جعله ينسلّ تاركا البلد أو الحياة بأكملها ، بعد أن ساخت به الأرض فضاقت به مع هؤلاء ، وهو يرى البلد وقد صار ملعبا لكل مَن هب ودب ، لكل مَن همه أما النهب ، أو الأنتقام ، أو العمالة ، فصار البلد يُدار مثل شركة متعددة الجنسيات يعمها الفساد وتسودها الفوضى ، أما مناضلنا فتراه منهمكا متهافتا ليقبض ثمن نضاله ، لا لأجل قضية ، لا لأجل مبدأ  ، بل لأجل جيبه  ! ، وها نحن ندخل أعتاب العام الثاني عشر من التغيير ، فهل يضع  نهاية لمسلسل سوريالي قبيح وكئيب ؟ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات