11 أبريل، 2024 12:53 م
Search
Close this search box.

مناصب و مذاهب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

يؤسفني ايّما أسفٍ التطرّق لمفرداتٍ مذهبيةٍ جرى تجييرها وتوظيفها لأهدافٍ طائفية ومحاصصيّة بين ابناءِ شعب واحد , ومن المفارقات الكبرى أنْ لا أحدَ من ابناء هذا الشعب او سواه من الشعوب الأخريات قد اختار ايّ مذهبٍ لنفسه من بينِ بقية المذاهب , إنما كان ذلك وما برح كتحصيل حاصلٍ بالولادة .!

وإذ امسى تداول مفردتي ” شيعة و سنّة ” كأنه أمر واقع لا مفرّ منه .! سنتحدث هنا من احدى الزوايا المتعلقة بالحكم وطريقة توزيع المواقع العليا والأدنى في الدولة .

هنالك بالطبع عدد من احزاب الأسلام السياسي الشيعية , ولا يمكن القول أنّ أيّ حزبٍ من تلكم الأحزاب يمثّل كافة شيعة العراق , وخصوصاً المستقلين منهم , لكنه لكلِّ حزبٍ من تلكُنّ الأحزاب له جمهوره واتباعه ومريديه , وصار كأمرٍ واقع في ظلّ هذا الواقع تخصيص مناصبٍ قيادية ورئاسية ووزارية لتلك الأحزاب , وهذا أمر اضحى اعتياديا او تقليدياً للطرف الشيعي , وغير قابل للمناقشة , ولسنا هنا بصددِ نقده او تأييده .. لكنّ بيتَ القصيد من هذا الطرح هو الطرف الآخر أي ” السُنّة ” .!

ما هو الأساس الموضوعي وغير الموضوعي في تنصيب السيد سليم الجبوري – رئيس مجلس النواب كتمثيلٍ لسنّة العراق ! ومَن هم هؤلاء السنّة غير المعروفين الذين من المفترض اختيارهم له .! , فسليم الجبوري عضوٌ في الحزب الأسلامي ونائب الأمين العام لهذا الحزب , والذي هو فرع من حركة الأخوان المسلمين والتي غدت منبوذه في عموم الوطن العربي , وكثير من تشكيلاتها واجنحتها متهمة بالأرهاب , كما أنّ السيد الجبوري او حزبه الخاص لايمثل عُشر معشارٍ من عُشر ال % 1 من سُنّة العراق , فأين حصّة السنّة من كعكة الحكم وفق مفاهيم ومبادئ المحاصصة التي تخلو من المبادئ , ثمّ وفقاً لما سبق تداولته العديد من المصادر والمواقع الإخبارية فأنّ الجبوري يحمل الجنسية القطرية , وهذه الجنسية تحديداً لا تشرّف العراقيين بما قامت به قطر من دعم الأرهابيين من القاعدة والدواعش لوجستياً وتسليحياً وماليّاً , وهل يليق برئيس برلمانٍ يمثّل الشعب بحمل جنسيةَ شعبٍ آخر .!

والى ذلك فأنّ الزيارات المتكررة لرئيس مجلس النواب العراقي الى تركيا وقطر تصطدم بشدّة بعلائم الإبهام والأستفهام .! , ويتذكّر المتابعون للأحداث أنّ تسنّم منصب رئاسة البرلمان للجبوري قد كان وفقاً لتحالفاتٍ خاصة مع المالكي وفق ما انتشر من اخبارٍ حينها .

وعلى الرغم من أنّ جماهير شعبنا مغلوبة على امرها , لكنها لابد أن تتساءل مع انفسها : مالنا ومال الحزب الأسلامي ! ومَن يمثّل هذا الحزب .! , وباتَ أن تؤخذ هذه القضية بنظر الأعتبار ” وبحرارةٍ عالية ” في الأنتخابات المقبلة , ولعلّ على الجميع قراءة ” سورة الأحزاب ” .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب