23 ديسمبر، 2024 6:01 م

مناشدة إلى الحكومة العراقية التي أصبحت كفيفة البصر !

مناشدة إلى الحكومة العراقية التي أصبحت كفيفة البصر !

نموذجاً الفنان التشكيلي العراقي ” سلام القلعاوي ” الذي أدخل المستشفى     

إننا في كل يوم،  بل في كل لحظة،  نفتقد من مبدعينا الذين رفعوا راية العراق عالياً ، سوى بالكلمة ، أو الصورة ، الكثير الكثير سواء ٍ في داخل العراق أو خارجه،ومنهم أخيراً الفنان التشكيلي العراقي والمخرج التلفزيوني ” عماد عبد الهادي ” الذي وأفه الأجل في أميركا والأديب الأستاذ  ” عبد الستار ناصر ” الذي وأفه الأجل في كندا ، وغيرهم ،  نتيجة المرض أو العوز المادي الذي تشرب في أجسادهم الهزيلة والتي ما عادت تحملهم على هذه الأرض ، وهم يلعنون حظهم السيء من جراء ما يسمعون به من أحداث في وطنهم الأم ، ويصرون  وهم أموات  يحملون بلدهم في ذاكراتهم ، رغم خيباتهم المتكررة من جراء الحكومات  الفاسدة التي وضعت غشاوة على قلوبهم وعقولهم ، التي  تشققت  بفعل عوامل الزمن الكئيب، وهؤلاء هم من ننظر اليهم   كمبدعين ومعبرين عن هموم شعبنا الذي ظل يعاني من كل الأنظمة التي مارست الدكتارتورية بحقه ،تركوا أرثاً مشهودا ً من لوحات فنية ، وروايات ، وأفلام سينمائية وموسيقية جسدوها  بطبيعتهم البصرية والحوارية التي تركوها لنا عبر نسيج بصري، أو حواري،  وكما يقال ” لا ينظر لبريق الإناء وزهوره إنما يتطلع لقيمة ما بداخله ” نموذجاً من هؤلاء الذي أغنى المشهد العراقي الإغترابي والعربي بإعماله الواضحة عن حبه لعراقه الجميل الذي لا يغيب عن باله مهما أمتد به الزمن الرديء ، فلكي يظل في الرسم ، لا مفر للرسام أن يظل خارج العلاقات الاجتماعية ، خارج الصراع ، دون موقف ، أذن علينا جميعاً أن نقف موقف مشرف مع هذا الفنان الذي لا تزال ذاكرته عالجة بصور العر اق وألمه،وما يحدث  من تفجير،  وقتل يومي  إلى  أبناء شعبه ، والبصير من هذه الحكومة يستطيع التمييز بين الأمور دون أن تختلط عليه أو تتشابك مع بعضها ، وها هو يعالج سكرات الموت نتيجة أنتشار الأمراض المزمنة في أمعائه ، وهو طريح الفراش الان ، هذا  الفنان الذي تجول في أقاصي هذه الدنيا ، من ايران، الى سوريا ، ولبنان ، واميركا ” أنه  سلام القلعاوي ” الذي عمل مع المالكي الذي يعمل رئيس الورزاء العراقي ،  وبيان جبر الذي تسلم عدة مناصب في الدولة الجديدة ، وعلى محافظ ميسان الأستاذ ” علي داوي ” بمساعدته والوقوف بجانبه ، لأن القلعاوي هو أبن المحافظة وقدم لها الكثير من إنجازات في عالمه الإغترابي ،  وعلى  الذين أصبحوا يقودون دفة الحكم في العراق بعدما كانوا يشكون من العوز، والفاقه،  وهم الان يمتلكون المليارات،  نطالبهم أن ينتبهوا لهذا المبدع التشكيلي الذي  رسم  أهوار العراق ورسم  شماله وجنوبه ، ومزج الهم الحسيني من خلال جدارياته الشاخصة في قم، وسوريا ،ولبنان، وأميركا ،وخير دليل ” واقعة الطف ” تلك الواقعة الشهيرة وكان ذلك في عام 1991 ، وهو أول من رسم الشهيد الصدر ” محمد باقر الصدر ” وكذلك الشهيد الثائر ” محمد صادق الصدر ” عام 1996 ،وله لوحة حسينية كبيرة ، قياس 75 فيت ،أسمها ” العباس وملحمة القربى ” ، ولا ننسى دوره البطولي في تجسيد العديد من اللوحات عندما كان مقاتلاً في الأهوار ومشاركاته العدية في المعارض التي أقامها في الخارج،  ومنها معرضه الأخير في قاعة هنري فورد ،وهو  يحمل  العراق في قلبه وعقله ، وعند سؤالي له كيف تمكنت من تحقيق ذلك ! كان جوابه ” عراقنا يعطيك عندما يعطيه ” أليس المطلوب منا برغم  ظروفنا  الصعبة أن لا ننسى هويتنا  ! وطنك ، أهلك ، وتراثك، هم فرشاتي التي من خلالها أنطلق الى الفضاء الرحب ، ولكن علينا  أن   ننتمي  الى وطننا  العراق  الذي نحبه ،ان  نشارك في كل بقعة في هذا العالم حاملين رسومنا مزججة بحب العراق وشعبه ، وعندها سوف تشعر أنك قدمت خدمة للمجتمع  الذي أنطلقت منه منذ تعومة أظفارنا ، والقلعاوي وهو على سرير المرض يبتسم  ويروي    لي ” هذه  الحكايه ” يحكى أن رجل أعمى حمل شعلة نار ليلاً ، وهو يمشي،واذا  بجاره يصادفه،  فقال له ويحك انت أعمى،  فما حاجتك الى شعلة النار هذه ، فرد عليه  الأعمى  ،  حتى يراني أعمى قلب مثلك ، ولا يصدمني ، نسأل الله العلي العظيم أن ينير بصيرة الحكومة وأعضاء البرلمان ويرزقهم حسن البصر وهو السميع العليم ، وللتوضيح للجميع أن القلعاوي لا يملك التأمين الصحي ،ولا حتى أيجار شقته وهو في حالة صعبة جداً ، وستكون له عملية أستصال في الأمعاء نتيجة الأورام الخبيثة المنتشرة في جسده ، وعلى الشرفاء من غير الحكومة والحكومة مساعدة هذا الفنان العراقي وهو طريح الفراش في المستشفى ، وسيتحمل المركز الثقافي في واشنطن ، والسفارة العراقية في واشنطن ، والقنصلية موت هذا المبدع وهو ابن العراق .