كفاكم امتهان وإذلال لكرامة المعتقلين العراقيين ظلماً وعدوانا , يا من تتشدقون وأسيادكم بالقانون والعدالة والحرية وحقوق الإنسان .
كعراقيين نناشد منظمات حقوق الإنسان في العالم الحر أن لا تسكت , أو تغض الطرف , أو تقف موقف المتفرج إزاء هذه الجرائم النكراء , وما يتعرض له أبناء شعبنا , وفي مقدمتهم القامات الوطنية المعتقلة ظلماً وتعسفاً , ونتسائل أيضاً … أين مبادئ وقيم وحقوق الإنسان التي نصت عليها المعاهدات والأعراف والمواثيق الدولية ومعاهدة جنيف وغيرها , وأين الزيارات الميدانية المباغته لتفقد أحوال السجناء وطبيعة وظروف أعتقالهم , وأين من يدعون الوقوف مع المظلوم أياً كان عرقه أوجنسه أو لون بشرته !!!؟
إن السؤال الذي يجب أن يُجيب عليه ما يسمى … بمجلس القضاء الأعلى ، ورئيسه المدعو فائق زيدان هو :
بالله عليكم .. إذا كنتم حقاً مسلمين !, و تؤمنون بالله واليوم الآخر ..!؟
ما ذنب هؤلاء الكهول القابعين بدون أي ذنب في سجن الفصل الطائفي العنصري , كما هو ( سجن الحوت سيء الصيت )، وما هي الجريمة التي إرتكبوها كي يقبعوا في السجن ما يقرب من عشرين عاما .. ؟؟؟، وقد بلغوا من العمر عتيا ، وأنتهت مدة محكوميتهم ، وحبسهم وتقييد حريتهم التعسفي .
إعلم يا فايق زيدان ومن تأتمر بأوامرهم , وتنفذ أجندتهم لإذلال وامتهان كرامة القامات الوطنية العراقية مع سبق الاصرار .. غدا أنت ومن هم على شاكلتك … ستحاكمون , وسوف لن تجدوا من سيدافع عنكم ، أو يرحمكم , أو حتى يترحم عليكم بعد موتكم …!, وتأكدوا تماما أن الدهر يومان …!، ولو دامت لغيركم ما وصلت إليكم .
فلماذا كل هذا الحقد الأسود على العراق , ورموزه وقادته بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والطائفية والمناطقية أو الحزبية ، أيها الجياع والعطشى لسفك دماء العراقيين .. متى تتوقفون عن سياسة الحقد والانتقام ؟, ومتى تشبعون من الدماء التي ولغتم بها حد الثمالة ؟، ومتى تشبعون من أموال السحت الحرام التي لا تعرفون كيف تهدرونها , وكيف تبددونها وتبذرونها على ملذاتكم ونزواتكم …!؟
للأسف .. تموت أسود الرافدين في معتقلات الفصل النازي العنصري – الصفوي – الصهيوني ، وهلوكوست العرب في جمجمة العرب العراق موت بطيء ، وفي الغربة ودول المهجر والشتات , بينما الدولة العراقية ورمز سيادتها القصر الجمهوري ، وقصورها الرئاسية , ومرافقها الحيوية يسكنها الغرباء والدخلاء والخونة والعملاء ، في حين هؤلاء الأسود ومن استشهد قبلهم في هذه الزنازين الرهيبة كالشهيد طارق عزيز ، وسلطان هاشم ورفاقهم الذين أفنوا أعمارهم في الدفاع عن العراق ، وشيدوا وبنوا الدولة العراقية الحديثة على أكتافهم ، ها هم من بقي منهم على قيد الحياة وعوائلهم يحرمون ويمنعون حتى من أبسط حقوقهم منذ عام النكبة وحتى يومنا هذا ، بل وصودرة بيوتهم وممتلكاتهم ، وقيّدة حريتهم وحركتهم ، وحرموا حتى من رواتبهم التقاعدية … بينما هذا الصعلوك والدعي أبن مشتت يتقاضى ما عدا الرواتب والامتيازات يوميا نثرية مليون ونصف المليون دولار , لا يسأل ولا يحاسب أين يصرفها أو يهربها !، وكذلك من سبقه من عصابة علي بابا والألف حرامي ، ناهيك عن الصعلوك الآخر كما هو صهر المدعو نوري المالكي … عبد صخيل الذي كان قبل عام النكبة يعمل قصاب أجير في حي السيدة في دمشق .. ها هو الآخر قبل أيام معدودة يشتري قصر منيف في ماخور دبي لغسيل الأموال المنهوبة والمهربة والمسروقة من أفواه جياع العراقيين والعرب والمسلمين بمبلغ (١٦ مليون دولار أي ٢٤ مليار دينار ) , من أموال خزينة وميزانية الدولة التي أمموا ثرواتها قبل نصف قرن بالضبط ، وانتزعوها من أنياب ومخالب الشركات الأجنبية الاحتكارية هؤلاء الأبطال المناضلين ورفاقهم من الرعيل الأول كعبد الكريم قاسم وعبد السلام وعبد الرحمن محمد عارف , وأحمد حسن البكر وصدام حسين رحمهم الله جميعا .
نعم … إنها نكبة القرن الواحد والعشرين , التي تفوقتم وأسيادكم بها على نكبة القرن الثاني عشر عندما تآمر أسلافكم العلاقمة وفتحوا أسوار بغداد للمغول كي يجتاحوها … وكما قال الشاعر :
بغداد رزؤك ما سمعنا بمثله ☆☆☆ لكنما محن الكبار شداد
الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر ، وليخسأ عبيد وذيول وأدوات الاحتلالين … وإن غداً لناظره بات قريب
شاهد صور هؤلاء الأسود في عرينهم ، كما هما معالي وزير الأوقاف السابق عبد الغني عبد الغفور العاني , والأستاذ سمير النجم فك الله أسرهما , وكيف اعتلى أجسادهم المرض , وبانت عليهم الشيخوخة والوهن من شدة وقساوة ظروف الاعتقال , والاهمال المتعمد ، وسوء المعاملة من قبل إدرة المعتقل , وما يضمرونه من حقد أعمى ومتجذر تجاه من قضوا نحبهم بالأمس , ومن ما زال ينتظر , وما بدلوا تبديلا … وحسبنا وحسبهم الله ونعم الوكيل .