22 ديسمبر، 2024 2:20 م

مناشدات على صفحة وزارة التربية

مناشدات على صفحة وزارة التربية

قرب موعد الامتحانات النهائية للمراحل الدراسية كافة وبدأت المناشدات والاقتراحات الموجهة الى وزارة التربية بعضها معقول ويستق النظر فيه والبعض الاخر وهو الغالب لا يمكن ان يكون سوى انه محاولة لتخريب التعليم ويصب المياه في طاحونة تدهوره وتدني المستوى والاخطر بعضه يمتد تأثيره الى مراحل اخرى اذا ما اخذ به لن يبرأ متعللة لسنوات طويلة .. فعلى سبيل المثال احدى المناشدات المنشورة على صفحة الوزارة الرسمية في الفيس بوك تقترح تقليص او حذف المواد التالية من المنهج المقرر للصف الثالث المتوسط مواد الاحياء والفيزياء والاجتماعيات بدعوى انه من الصعب على الطالب يمتحن ب٨ مواد وتعتبر ان ذلك في مصلحة الطالب , وكذلك في اقتراح اخر اكثر من مادة من منهج الصف السادس الابتدائي .

لم يترك الا القول اجعلوا العام الدراسي الحالي عام ” زحف ” ولتذهب العملية التعليمية والتربوية الى الهاوية , ولنساوي من جد وتعب ودرس وبين من اهمل ولعب ولم يدرس , ايا كانت النتائج والتأثيرات على المراحل اللاحقة , فالطالب لا يحتاج هذه المواد لتكون اساسا في تعليمه الصفوف الاعلى .

الغريب ان تقوم صفحة الوزارة بنشر مثل هذه المقترحات وتثير ضغوطات تساعد على تدهور التعليم وتشجع على الاهمال والتسيب وتنتقص من سمعة التعليم في البلاد .

الواقع وجدت في هذا النشر تهيئة للأذهان لقبول الضغوطات في تعميق التدهور وانحدار التعليم بسمعته الى الحضيض ان بقى له من سمعة , بدلا من العمل على رفع مستوى العملية التربوية وانتشالها من واقعها المرير واستعادة مكانتها ودورها السابق .ان هذا النشر قد يشي بقرارات لا تصب في المحصلة بتحسين التعليم , لاسيما اننا لا نجد في الصفحة ما يخدم التقدم والنهوض والتأكيد على اكمال المناهج وتطوير التجربة والانتقاد البناء لبعض جوانبها السلبية التي تتضح اثناء التطبيق .

لا مبررات الحذف للمواد او الغائها تتسق مع وعود الوزارة في العمل على تحسين وتعزيز وتطوير التعليم والانتقال به الى مرتبة اعلى واستعادة موقعه بين مصاف الدول التي يشار اليها في المنطقة ولا نقول في العالم . اذا حذفت هذه المواد من المناهج فماذا يتبقى ؟ وماذا يتعلم الطالب ؟

واخيرا ندعو وزارة التربية الى قليل من الاشراف على صفحتها وايلاء الاهتمام بالتثقيف وزيادة الوعي وحب التعلم وحث الطلبة على الدراسة الجادة ونشر مواد التربية الحديثة التي تنمي امكانات المعلمين والمدرسين في التدريس وليس التركيز على الفعاليات الدعائية لكبار المسؤولين فيها .