18 ديسمبر، 2024 10:21 م

ليس من باب الصدفة أبدا تکرار الاشارة الى إنتفاضة 15 نوفمبر2019، والتي نقترب من ذکراها السنوية الاولى من جانب القادة والمسٶولون الايرانيون وکذلك من جانب وسائل إعلام النظام ذلك إن الطرف الذي يتحدث عن هذه الانتفاضة ومدى الخطورة التي مثلته يوما لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هم مسٶولوا النظام ووسائل إعلامه وليس منظمة مجاهدي خلق التي کانت تقود تلك الانتفاضة، وخصوصا وإنه قد تزامنت مع هذه التصريحات وکذلك مع ماقد ذکرته الصحافة بشأنها، نتائج المحاکمات الصورية التي جرت لمشارکين فيها والاحکام الجائرة بحقهم خصوصا وإن السلطة القضائية في إيران يرأسها حاليا ابراهيم رئيسي، والذي کان عضوا في لجنة الموت التي أصدرت أحکام الموت بعد محامکات لم تستغرق سوى دقائق بحق 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، ولذلك لايجب أبدا الاستغراب في أحکامه الصادرة بهذا الصدد لکونه معروفا بعدائه الاستثنائي لمجاهدي خلق وإن الاخيرة هي من قادت الانتفاضة المشار إليها آنفا.
تکرار الحديث عن هذه الانتفاضة وماکانت تشکله من خطر وتهديد على النظام من جانب قادة النظام ومسٶولوه والتحذير الملفت للنظر من جانبهم الى إحتمال أن تندلع مجددا والتهديدات الضمنية التي أصدروها ويصدرونها ضد کل من يقف بوجه النظام أو ينتفض ضده خصوصا وإنهم يعتقدون بأن الاحکام الجائرة الصادرة في محاکمهم ضد المشارکين وکذلك ماجرى في غياهب السجون من عمليات تعذيب قرووسطائية من أجل إنتزاع إعترافات باطلة بمثابة رسالة تهديد للشعب الايراني، في وقت إن الشعب الايراني بشکل خاص والمراقبين السياسيين المختصين بالشأن الايراني، بشکل عام، يرون العکس تماما، ذلك إن النظام هو من يعيش حالة من الذعر والهلع لکونه مقبلا على مناسبة مرعبة کادت أن تودي به وتمسحه من عالم الوجود.
خوف النظام الذي يتصاعد من هذه المناسبة المرعبة کلما إقترب موعدها أکثر يأتي لأنه وکما علمته الاحداث والتطورات فإن غضب الشعب يتزايد أکثر فأکثر عاما بعد عام ويتعاظم أکثر إنتفاضة بعد إنتفاضة خصوصا وإنه واجه في إنتفاضة 15 نوفمبر2019، إنتفاضة غير مسبوقة من حيث الغضب الذي رافقها بحيث إنها کانت أشد وطأة على النظام من إنتفاضة 28 ديسمبر2017، وبصورة خاصة السياق السياسي ـ الفکري الذي رافقها ومالمسه النظام بکل وضوح من عزم وإصرار غير مسبوق لدى الشعب على إسقاطه والانتقام من رموزه الفاسدين، ومن هنا فإن النظام يبدو وکمن يعد العد التنازلي لمحکوم عليه بالموت!