في يوم حزيراني هز العراق والعالم وبلمح من البصر غزت الموصل الاشباح الملتفة بالسواد وحطت الركاب فيها والاعين والعقول مشدوه لهذا الخبر المفزع وهي تري جحافل من الجيش والشرطة تنسحب بكل برود من ساحة المعركة تاركة خلفها السلاح والعتاد والذخيرة والاليات الامريكية من دبابات ومدرعات وعجلات الي هذه الغربان السود وبكل سهولة بعد ان كانت تجوب شوارع الموصل وتضع السيطرات والحواجز الكونكرتية وتسبب اختناقات خانقة للمواطن تبحث عن الارهابيين والدواعش لعلها تحضي باحد منهم للتباهي امام الاعلام بنشاط امني يسجل للوحدة العسكرية وهاهو العدو الذي تبحث عنه يظهر امامها مقنعا بطوله وعرضه مؤزر بالسلاح والعتاد وهو يظهر الي السطح بعد ان كان متخفيا ولكن بدلا ان تواجه المقنع هاهي تلوذ بالفرار وتبحث عن مكان امن تبحث عنه بل تفر من المدينه مشيا علي الاقدام مرتديا الدشدادة بعدان خلع شرف العسكر البدلة والرتبه في الطرقات وهو يقول في داخله ياروحي مابعدك روح وهذا الذي جري كان بالتاكيد لم يحصل لو كان الثبات والرد الشجاع والحاسم علي مجموعة لم يتجاوز عددها اكثر من الفان بالكاد ولم يخطر في بال المقنعين الذي كان هدفهم تحرير بعض السجناء من عصابتهم من سجن بادوش انتقاما لمقتل احد قادتهم قبل ايام وتحول الهدف الي احتلال المدينة مباشرة بعد ان شاهدوا با أم اعينهم هذا الهوان والضعف والهروب وترك الوحدات والنقاط قبل اطلاق الرصاص وهكذا الذي حصل برمشة عين واجاز لهم ان يعلنوا دولتهم ويرفعوا اللثام عن وجوههم الملتحية المغبرة من السراديب والكهوف والوديان التي يتسترون بها ويتنعموا بقصور المواطنين والدولة والحكومة المحلية الذين كانوا اول الفارين وتركوا الشعب اذهب انت وربك فقاتلا ان ههنا قاعدون ولايلام المقاتل ابدا في هذه الانتكاسة عندما يري قادته وهم يولون الدبر ولايلام المواطن البسيط بموقفه المتفرج عندما كان يري ويسمع ان ادارته التي تدير شوؤن مدينته منشغلا في عالم اخر عالم السرقات وتكنيز الاموال وجني ثمار الحصاد لوحده وعائلته المستقرة في اسطنبول وعمان وبيروت وفي الحد الادني اربيل تاركا هذا الشعب يموت ويتضور جوعا ومدينة بلا خدمات لاطرق معبدة ولا كهرباء ولاماء ولا عمل ولا وظيفة رغم التخصيصات الخيالية التي وفرتها وتوفرها الحكومة المركزية للمدينة وتذهب معظمها الي جيوب النكرات الذين اصبحوا مابين ليلة وضحاها معرفة يوشر عليهم بالمسئول وحمايات وقصور وترف بل وصلت الحالة الي معظمهم انه يقضي فترة الدوام لكي لايفوته من حصة النهب والسلب ويلم ماجمعه في حقيبة مستوردة يظن من يشاهدهم انها حقيبة هموم المواطنين واوجاعهم وبرامج ودراسات المشاريع التي يسعي لتنفيذها من اجل مدينته ولايعلم الاخر انها وسادته التي يتوسد عليها للحاضر والمستقبل وما ان تنقضي مهمته الا وشد الرحال الي اربيل حيث الاستقرار والامان واللهو والسهر والتباحث والسمر ليلا علي موائد الخمور مع البطانة والمرتزقة ويتصور نفسه انه الوحيد في العالم ولولاه ليتوقف العالم من كثرة مايسمع من اطراء ومدح من المنافقين وهذا طبعنا بصناعة ماكو غيرك هكذا ذهبت نينوي التاريخ والحضارة بسبب المصالح والمنافع والفوضي وعدم الاستقرار والتهاون واحتضان الارهاب وعدم الاهتمام بالشرارة الصغيرة الت اضرمت النار واحرقت اليابس والاخضر بالاضافة الي الصراعات علي المناصب وحماية بعض الشيوخ لابناءها المسئولين من اجل الانتفاع ولم يكن هناك جدية وتضامن من اجل بتر العناصر الشاذه في المدينة والناحية والقرية وفي العشيرة التي هي الاساس في بنية المجتمع العراقي ولو ان ذلك قد حصل من الجميع وبجدية لما وصلت الحالة الي هذه النكبة لاهل الموصل الطيبين وماتعرضوا له من ويل وثبور وتهجير ونزوح جماعي فظيع وتدمير للمدينه الموغلة في عمق التاريخ ولما تجراء علي احتلالها وتحطيم اثارها ومعالمها التاريخية الشاهد علي اصالتها واخرها منارة الحدباء وجامع النوري الذي يحكي قصة التاريخ والي جوارها كنيسة الساعة وكلها رموز وشواهد لشعب نينوي المتاخي عبر الزمن ولايحتاج الي شاهد اثبات والهلال والصليب يتعانقان يوميا وهن يطلان علي دجلة الخير وهكذا كما بدات الحكاية من جامع النوري عندما اعلنت دولة مايسمي الخلافة الاسلامية زورا وبهتانا من مئذنة الحدباء انطفئت وانتهت بااستردادها واعادتها الي حاضنتها شعب الموصل ونينوي مدينة النبي يونس والنبي شيت بعد ان غفت ولم تنم طيلة 1089 يوما بفضل قواتنا البطلة من جيش وشرطة ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي البطل الذي هب وانتخي لنداء الواجب وقادة ميدانيين تعجز الكلمات بوصفهم سطروا لنا مجدا سيبقي خالدا وعلا وتفاخر ان العراق من المستحيل ان يبقي وينام علي ضيم بوركت الايدي التي تطلق الرصاص والقذيفة علي زمر الظلال وادعياء الدين والف تحية وتحية وهم يعيدون البسمة علي وجوه الاطفال ويحتظونهم بحب والرحمة للشهداء والشفاء للجرحي وقل موتوا بغيظكم ايها المنتحرون ومن دفعهم من خونة ومتصيدين بالماء العكر من المنافقين واكلت السحت الحرام المتسولين واستجدوا المال من اجل ضرب ابنا ء جلدتهم اين المفر من عقاب الشعب وويل لكل همزة لمزة الذي جمع ماله وعدده يحسب ان ماله اخلده كلا لينبذن في الحطمة وماادراك مالحطمة نار الله الموقدة التي تطلع علي الافئدة انها عليهم مؤ صدة في عمد ممدة صدق الله العظيم .