بعد أن استحكم الفكر التكفيري المتطرف على سلوك وتصرفات من انخرط وانتمى له وبات يتحكم بهم ويدفعهم لإرتكاب ابشع واشنع الجرائم مما شكل خطراً يهدد وجود ووحدة كل مجتمع يكون هدفا له مما يستلزم التصدي له وردعه كي لا تنزلق الامور الى اسوء ما عليه, وكلنا يرى ويسمع كيف بات هذا الفكر المتطرف يستولي على عقول السذج والمغرر بهم بل يستغل كل وسيلة دنيئة للدفع بها وتسخيرها لتنفيذ مشروع التكفير الذي يسعى لتكريسه وترسيخه من أجل ضرب المشروع الإسلامي الأصيل!!. ويعد أبن تيمية اليوم الراعي والزعيم الروحي لهذا الفكر الذي صار مصدراً وحيداً للجماعات التكفيرية المتطرفة والتي يتزايد عددها وانتشارها على مساحات واسعة من العالم !! مما يعقد الامور ويصعب المهمة على حصرها واحتواها كون جذور واصول هذا الفكر مازالت محمية ومحصنة في بطون الكثير من التشريعات والمناهج التعليمية والقوانين الوضعية!! وبذلك تمثل التهديد المحدق بكل مجتمع وفي كل زمن لانها مصادر لتشريع القتل والتدمير والترويع بل نجدها تاخذ طابعا تصعيدياً اكثر وحشية وبشاعة وبطش بل تتبارى وتتباهى الجماعات التكفيرية في ذلك بين الحين والآخر!! ولذلك نجدها لا تتردد عن ارتكاب الجرائم البشعة والاعمال البربرية المروعة ولهذا نرى كيف دونت لنا الاحداث والوقائع ما تشيب له الولدان وتقشعر له الابدان, مما يدل على أن الارهاب الفكري الذي تبثه قنوات ابن تيمية عبر نوافذها الاعلامية مازلت تمد الارهاب بمصادر القوة والديمومة التي يحتاجها في تنفيذ الجرائم الإرهابية المستمرة والتي يذهب ضحيتها اليوم الابرياء ومن كل الاديان والطوائف بالتقتيل والتهجير والتخريب حتى فاقت هذه الجرائم كل ما يتصوره العقل أو يتوقعه !! فمن يطلع على التأريخ الاسود للارهاب التيمي سيجد كيف ان افكر المتطرف اليوم اباح الدماء وتكفير الجميع لمجرد الأختلاف بالرأي ومخالفة ما جاء به ابن تيمية وائمة الضلالة من اتباعه!! وخير ما نتمثل به اليوم هو (الإرهاب الداعشي) الذي يتبنى افكار ابن تيمية بالحرف الواحد وتمثل له دستوراً تشريعياً نافذا!! مما جعله يمنح نفسه الحصانة والمشروعية لكل فعل يفعله وعملاً يقوم به مما جعله يتمادى ولا يتوانى عنه وما حدث بالعراق عندما سقطت بعض المدن في قبضته شرع بارتكاب افدح الجرائم والمجازر في سبايكر وسبي الايزيديات واحتجاز المدنيين وتدمير مراقد الانبياء والصالحين وتحطيم المعالم الحضارية الخالدة في الحضر واشور ومتاحف الموصل!! كل ذلك سعى له تنظيم داعش لزرع الارهاب التكفيري الذي يتناه ويروج له,وامام هذا السجل الإجرامي والدموي والتدميري ارتكب اليوم ابشع جريمة بحق بيوت اله تعالى عندما نسف المئذنة الحدباء وجامع النوري هذين المعلمين التأريخيين وما يحملان من خصوصية لا يمكن تجاهلهما ابداً لارتباطهما بمعاني وعناوين كبيرة وجليلة, وتمثل جريمة نسفهما من قبل تنظيم داعش دليلاً يعزز قناعتنا ان هذا الفعل الشنيع هو بفعل فكر ونهج ابن تيمية الذي عشعش وترعرع في رؤوس الدواعش وبات يتحكم بهم ويحدد لهم نوع وشكل هذه الجرائم! ولا نستبعد مستقبلا ان يقدم هذا التنظيم على اقبح من هذه الافعال مما يستلزم منا موقف واضح ومحدد لاجتثاث هذا الفكر البربري الهمجي والعنجهي يعزز ما بادر به الاستاذ المحقق الصرخي الحسني من خلال ما اطلعنا عليه من محاضرات شخصت وبشكل دقيق مدى خطورة هذا الفكر التكفيري المتطرف من خلال نسف جذور واصول هذا الفكر وتجفيف منابع الإرهاب عندما كشف لنا ابعاد مخاطر الفكر التيمي وكشف جهله ودجله ُبسلسة محاضرات مهنية تنفع الباحثين والمتابعين الانتفاع منها في لجم وغلق قنوات ابن تيمية التي تبث افكار التكفير والكراهية والبغضاء وما تطاول الدواعش على اثارنا ومعالمنا ومقدساتنا سوى في العراق وخارج العراق إلا دليلاً يدفعنا للمبادرة في تطويق هذا الفكر والانقضاض عليه قبل ان نفقد ما بقي! وجريمة تدمير منارة الحدباء وجامع النوري لاد ان تكون حافزا قوياً للرد بالسلاح العلمي والعسكري في آن واحد ولا يمكن حسم المسالة عسكرياً من دون حسمها فكرياً .