تسافر غداً أشواق ملايين الناس محملة بحقائب الحب والشكوى لتفتحها قرب ضريح الزعيم التاريخي للفقراء وقاموس الحق ، الإمام علي بن ابي طالب ، ستحل القلوب الملتاعة والعيون الدامعة في مرتع الضوء بحضرة سمندل الأفلاك .
الكل يغني بأوجاع الراهن ويحدق بصوت الريح .
عيد الغدير يأتي وسط مناحة لم يذق مرارتها العراقيون منذ احزان الطف في كربلاء ، ولات وقت دمع يامولاي ، بل مناجاة وإعتراف عن جرحنا الذي لم يندمل ، وسيف بن ملجم يهوي على أحلامنا في كل حين .
ياسيدي الأكرم من بايعوك ، باعوا البلاد والشرف ووزعوا الموت على المساجد والأطفال وغطوا ضوء القمر بعباءة الأشعري .. !
أبو ذر لم يزل يناغم غربته بالربذة ، وسليمان الفارسي في كل يوم يجتثه رجال القانون المتناسل في أحفاد الشمر الأول ، وبلال الحبشي يبحث في السفارات عن فيزة للهروب ،يطرق ابواب الأمم المتحدة فتوصد بوجهه سماء الطوائف ..!
ياسيدي.. يهود خيبر سرقوا الباب وصرنا فرجة للعالمين ..!
مولاي ابا الحسنين مازال الموالون في العراق يتذرعوا بالحر والبرد وطاعة الرايات الكاذبة .. يعطون رقابهم للسكين، يستبدلوا معاوية بيزيد العصر .
ايها النصير الروحي للمظلومين والمغدورين والمستضعفين ، اليوم تناجيك الأرواح الباحثة عن صلاة نقية وزمان ليس ملوثاً ..، لقد بلغ الكفر مراتب تستدعي النداء الرازح في سماء التحدي ؛ لافتى ألا علي …
صدقت نبوءتك ياياسيد البلغاء .. فقد اصبح دينهم “دولاراتهم ” وكعبتهم نساءهم ، وربهم فرعون المنطقة الخضراء …!
مازال نديمكم المذبوح ينادي .. ؛ قتلتنا الردّة ..!
ينتحلون صفة حب علي وهم على سفح الرذيلة يقيمون وللمنكر يصنعون يشيدون المقابر ويمنعون الماعون .
سلاما على روحك الطاهرة .. سلاما على مقامك العظيم في النفوس وفي السماء ، سنبقى بإنتظارك طالما بقي الليل والنهار .. والظلم والفقر والكفر
سنبقى نعطر القلب بذكراك ، ونعيد قراءة مجدك وننثر ضوءك كلما اشتد الظلام .
سلاما لليد التي رفعتك والنداء المجيد الذي يلخص الحكاية ؛
{.. من كنت مولاه ، فهذا علي مولاه .. }
[email protected]