23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

مناجاة في ليل الوطن الموحش

مناجاة في ليل الوطن الموحش

هو  ليلك  كما عهدناه هادئاً لم يبدد صمته دوي انفجار هنا او مواجهة هناك , لا توجد اماكن اخرى للهو , لكنً هذا الصمت مكفول بسبات فقراءك المعدمين , وهل بقي على ارض من غير المعدمين ؟! … ليس لأن الارهاب يتعب , وليس للسلطان عسس شجعان يظهرون ليلا ويختفون نهارا , لكن اوصال حبيبتك (بغداد ) تُقطّع ليلاً , ويهجع السكان المتعبون من صراع الحياة المنهك …. وفي الصباح هناك موعدٌ اخر للجميع مع الجميع , يذهب الانسان ليستمر بالحياة على امل ان لا يختاره الموت بالطرق الحديثة , وينسحب عسس السلطان الى ثكناتهم ليفسحوا المجال لسفراء السلام  المتأسلم  فيختاروا من يشاؤون صيدا ثمينا دّفعت اثمانه مقدما …
ما سر حياتك الضنكة ؟؟ لما الحجاج لا زال يخطب متوعدا وهو متجلبب بجلباب الحسين وبعضٌ من ناسك ظنوه حسيناً جديد ؟؟ متى تذهب لعنة هاروت وماروت الجاثمة على صدرك الرحب , يا وطني ؟
وطني .. عراق .. يا صاحب القلب الكئيب منذ الطف , لماذا لم تقل كلمتك بعد ؟ انظر اليهم يقتسمون دماءنا , اشلاء الاطفال , ثروتك بددها الفاسدون ….
صعد خطيبهم مستهترا بدمائنا , اميرهم سلطان المربع الاخضر الذي اقتطعوه من جسدك الطاهر , تصورتك ستثور وتجعل الارض تموج بهم جميعا .
اسمعك تلومنا يا عراق .. نعم , نفس الرؤوس المترنحة طربا في حضيرة الرئيس ترنحت سابقا للطاغية , وذاتها تراقصت على اوصال الزعيم !!
نحن من يجب ان يلام , لكن يا وطني لا استطيع ان احبس دموعي ولا يمكن ان ابث هذه الشكوى الا لك , فوحدك انت من تعرف معنى الدمع , وهل لي ان ارى اوصال ذلك الطفل مقطعة وابقى صامتا ؟؟ او اشاهد تلك المرأة الجالسة على قارعة الطريق تستجدي عطف المارة وطفلتها تلميذة قذرة تكتب درسها بجد وبراءة ؟
الاسلام بسيط جدا  , يحاول السلطان تعقيده , لكن سيد الاسلام وقائده اختصر الامر (الناس صنفان اما اخ لك بالدين او نظير لك بالخلق ) و (الكافر العادل افضل من المسلم الظالم )  .
اريد ليلك ان يطول يا هذا الوطن المكلوم , ففجرك مرعب ولا يحمل الا الاخبار المزعجة , دعني ابكيك وابكي نفسي على امل افراغ شحنات الحزن المكتظة داخل اعماقي والمتزاحمة مع افكاري المتطرفة في مقت الساسة الكاذبون المتخمون من خبز الفقراء والذين اكملوا استعدادهم لإزاحة الستار عن صنمٍ جديد تقاسمه الهة اخرى  ,وسينتهي صراعهم بدماءٍ عظيمة من ابناءك النجباء .