منذ فترة وانا غائب , الحمد لله ان مرتبي لم ينقطع فانا في اجازة مرضيه
شغلني رعب الموت عن الرئاسة فعزرائيل لابد هابط لقبض روحي
لكنهم لايعلنون عن هذا خوفا على تصدع الوحدة الوطنية
ترى ماذا قال عبد العزيز الحكيم عن اللحمة الوطنية والعملية السياسية قبل ان يفارق الحياة!
قال عمار ان اباه ابتسم وهو ينازع زفرات الموت عندما أخبره عن التآم شمل الائتلاف الوطني
لايهم نوري المالكي عدد الارواح التي تزهق بقدر مايهمه الحفاظ على العملية السياسية
لكن ان زهقت روحي أنا فهذا سيضر بالوحدة الوطنية اذن فعليهم الحفاظ علي حياتي
وعندما عجزوا قرروا ان لايعلنوا موتي
يالهي !!! كم هو مخيف ان ترى عزائيل جاثما على صدرك ويسحب روحك من ابهامك كما تقول الاساطير
يقولون انه مخيف, راسه في السماء ورجليه في الارض
لعل الرعب من من منظره وحده كفيل بطيران روح ابن آدم الى السماء
لطالما تفاديت الموت وكنت حذرا مراوغا طوال سبعة عقود خلت
رغم ان قيادة الثوار في الجبال يجعلك تسير بمحاذاة ملك الموت
وبينما كان رفاقي يتساقطون واحدا بعد الآخر فيما يعتقدونه دفاعا عن القضية الكردية
كنت أنا من الناجين دائما
ليس لانني جبان او غير مؤمن بالقضية
بل لاني كنت اريد مواصلة المشوار وتعويض القائد ,مثلما تعرفون, ليس بسهولة تعويض الجندي
عندما يستقر غبار المعارك, كنت احزن كثيرا على شهداء البيشمركة
وانشد بيتا لعلى بن ابي طالب كرم الله وجهه ” اليك اشكو عجري وبجري شفيت نفسي وقتلت معشري”
الآخرة؟ هل يعقل انني ساموت؟ كيف؟ طبعا ساموت مات الكثيرون قبلي فآلت الي
على الكورد ان لاينسوا انني من اوصل صوتهم الى ابعد اصقاع الارض
فأنا الذي اعطى بعدا دوليا لكردستان العراق وليس العكس
كنت اريد ان اخذ قسطا من الراحة لكني كنت خائفا ان تتحول الاضواء والشهرة نحو رئيس جديد
ولعله يقدم افضل ماقدمت, وعندئذ كان سيقضي على تاريخي النضالي الطويل
لدي أمل في ان تكمل زوجتي هيرو الطريق بعد مماتي وتترأس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والجمهورية العراقية
لا ليست وراثة لكنها كفوءة بشهادة الجميع
ليس من العدل ان تزاح عائلة الطالباني من المراكز القيادية
وجود افراد عائلتي بالمواقع القيادية هو السبيل الوحيد لمنع الناس من شتمي خوفا او تملقا
تبا لكم لو اني اعرف ان العراقيين يكنون نفس الاحترام للذين يتركون السلطة لتركتها
لكنهم يعتبرون “الطايح رايح”
لو انني اعرف ان المال سيغدق على عائلتي بعد تركي المنصب كما يغدق وانا فيه لتركته
قاتل الله المالكي والكوليسترول فقد قتلاني
آه لو قدر الله لي ان اعيش مئة سنة أخرى لعمرت العراق ولتبرعت براتبي للفقراء
كنت ساجعل من السليمانية دبي أخرى أو باريس الشرق الاوسط واجعل الكورد كشعب الله المختار
طوال سنوات عمري كنت مشغولا بالقتال في الجبال تارة وبادراة شؤون الرعية تارة أخرى
وانتم تعرفون لايمكن تحقيق شيء في سبعين سنه, لعل الله يمن علي بمائة سنة اخرى فاريكم ماسافعله
الشيوعيون لايؤمنون ان هناك حياة أخرى
ياالهي لاادري ماهو اكثر رعبا ان تكون هناك حياة اخرى وتقف صاغرا بين يدي منكر ونكير
أو لايكون هناك بعث للروح!!
لكن صحتي تتحسن وساعود الى الحياة هذا مايقوله الاطباء
حتى لو عدت فكم سامكث فيها؟ لايبدو انني ساعيش طويلا هذا اذا شفيت تماما
كيف سيكون العالم والعراق وكردستان وسليمانية من بعدي؟
ترى كم من الرؤساء والمشاهير سيشيع جنازتي؟
اذامت فما فائدة حضور المشيعين؟ انه لاريب هذيان
سيبقى يتحدث الناس لسنوات بعد موتي عن نضالاتي وانجازاتي ومغامراتي وتسامحي وصداقاتي
لكن غيري حتما سيملا الفراغ وينزوي قرص ذكراي وسط اقراص ذكريات كثيرة على رف شباك قديم بنت عليه العناكب بيوتا
كما سينزوي جسدي المنتفخ تحت نفايات مقبرة ما وما اكثر النفايات التي تملا مقابرنا
تامبا/فلوريدا/الولايات المتحدة
[email protected]