ينشغل الاعلام العربي هذه الايام بالازمة الخليجية وقطع العلاقات وأواصر الوحدة بين اعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي متناسيا ان تاريخ الصراع بين السعودية الداعمة للحركات التكفيرية بكل قوة من خلال مدارسها ومنابرها وبرعاية من السلطات الحاكمة وبين دولة قطر وهي تتمادى فوق حجمها لتصبح مركزا واستقطابا عربيا وعالميا في السياسة الدولية مستخدمة قوة اجهزتها الاعلامية التي اثرت على سلوك المواطن العربي واحتظنت حركات تحريضية ومولتها , لماذا يستغرب العالم العربي قطع العلاقات بين دولتين يجمعها بساط ومصير وهدف واحد مذهبي حينما تتعرض السعودية او قطر الى طعن في اصل المقومات المذهبية ستجد تلك الدولتين يذوبان معا في جسم واحد , اما قطع العلاقات الدبلوماسية واتخاذ بعض الاجراءات التأديبية جاء بسبب انحراف سياسة دولة قطر وعدم مراعاتها لمصلحة السعودية التي تضن بان دولة قطر خرجت عن طوعها فيجب ان تقلم اظفارها , كما لاتنفي السعودية مزاعم اطلقها بعض الناشطين والسياسين وكبار رجال الفكر ان دولة قطر تعمل على تنظيم تظاهرات في شهر رمضان في عدة جوامع بعد صلاة التراويح تندد بسياسة السعودية لارباك المشهد السياسي وتحريض الشعب على مقاطعة العائلة الحاكمة ودعم جماعات داخل السعودية على زعزعة الوضوع الداخلي , اما تاريخ الصراع بين الدولتين يعود لسنة 1965 بالرغم من الاتفاق الحدودي الموقع بين قطر والسعودية ، ظلت الحدود غير مرسمة على الأرض بين الدولتين، وفي صفقة سابقة قامت السعودية بالتنازل عن أجزاء من الاراضي مما جعل دولة قطر ان تستغل ذلك ببناء 69 خيمة على الحدود في منطقة الخفوس التي تدعي السعودية انها من نصيبها طبقا لاتفاق سابق ,وجرت مشاكل وصراعات بين قوات غير نظامية من العشائر وابناء القبائل لاسترجاع الاراضي المتجاوزعليها مما يجعل الدولتين في حرب اعلامية بين فترة واخرى وتهديدات تنتهي بالسكوت دون اتخاذ اي موقف جريء , وذكر الإعلام السعودي، ومن بينه صحيفة «عكاظ»، أسباب قطع العلاقات مع قطر، حيث ذكرت أن الدوحة «تنقض العهود ولا تفي بالوعود، وتوافق على القرارات وتوقع عليها في العلن وترفض تنفيذها في السر، بعدما خرقت اتفاق الرياض، الذي قضى بالتزام تميم بالبنود السبعة الواردة في الاتفاقية ومن تلك البنود بحسب صحيفة عكاظ السعودية، على: «التوقف عن التدخل في شؤون دول الخليج الداخلية، وعدم تجنيس أي مواطن من دول مجلس التعاون، وإبعاد الإخوان المسلمين المطلوبين قضائيًا من أراضيها، ووقف التحريض في الإعلام القطري، والتوقف عن التحريض ضد مصر، وكذلك عدم السماح لرموز دينية في قطر باستخدام منابر المساجد ووسائل الإعلام القطرية في الهجوم على دول مجلس التعاون».وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن أسباب توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2013، يرجع إلى أن الدول الخليجية رأت أن قطر تخالف توجهها العام وخاصة العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين وقيادة مصر الجديدة بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة البلاد، علاوة على استقبال قطر لعدد من قيادات الإخوان المسلمين والنشاط الإعلامي على أراضيها، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، اللندنية. لم تبالي قطر بأي تهديد من الجانب السعودي بل تعتبره بمثابة وصايا وتركيع قطر لسياستها مما ادى على عدم تنفيذ اي شرط من تلك الشروط واستمرت السعودية بالتشاور مع حلفائها خصوصا بعد التقارب والتقاء قطر بمسؤولين وعسكريين ايرانيين فقد وجه الى قطر انذار بهذا الخصوص على تحذير من سنّ عقوبات صارمة على الدوحة ما لم تقم بتنفيذ أربعة شروط، هي: “قطع كافة العلاقات العسكرية والاستخباراتية مع إيران، فسخ كافة الاتفاقات مع طهران- وتحديدًا المتعلقة بالعراق وسوريا وليبيا، إلغاء جميع المساعدات وإجراءات اللجوء لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وترحيلهم فورا، قطع العلاقات القطرية مع حركة حماس ومنع مسؤوليها من السكن في الدوحة , رأت الدوحة ان تلك العقوبات هي تدخل في شؤونها وتغير سياستها الخارجية ورفضها الوصايا السعودية , لهذا قررت كل من السعودية ومصر والبحرين والامارات واليمن وليبيا والمالديف وموريشيوس, وانعكس ذلك القرار سلباَعلى حجم التبادل التجاري وحركة الطيران بين تلك الدول وقد الغيت من دبي الى الدوحة اكثر من 27 رحلة وقد احدث هذا القرار ارباكا لسكان الدوحة وجعلهم في حيرة واخذوا يتهافتون على الاسواق لشراء مايحتاجونه وبعضهم قرار مغادرة الدوحة , اما موقف العراق من تلك الازمة يجب ان يستثمرها في المجال الاقتصادي وحركة الطيران وتعزيز التعاون في كافة المجالات وخصوصا اثبت العراق انه بلد يشكل ثقلا استراتيجيا في المنطقة بعد ان خضع لحروب وتأمر لعدة سنين وخرج منها منتصرا واصبح له مركزا في القرار السياسي في العالم العربي وربما يكون له دورا رياديا في حلحلة الازمة من خلال توفير اجواء تصالحية على ارضه .