18 ديسمبر، 2024 10:11 م

ممنوع ممنوع .. يا بلدي

ممنوع ممنوع .. يا بلدي

كثيرا ما نقرأ” ممنوع الاستيراد” في اللوائح الخاصة بالبضائع الداخلة الى البلاد، لكن جميع هذا الممنوع نراه يغزوا اسواقنا! بطريقة لا يعلمها الا الله والراسخون في الأمر.

من الواضح ان سبب المنع غالبا، لا يتعلق بسلامة المواطن، أو أمن البلد والنسيج المجتمعي فيه، انما لجعل استيراد هذه السلعة حصريا بيد اشخاص ” على راسهم ريشة” والتحكم بأسعارها.

السلاح يباع في العلن، وبالعدد والنوع الذي يريده الزبون، فيما الحشيشة والمخدرات، يمكنك ان تسأل أي شاب، وسيجيبك انها متداولة بكثرة في المقاهي” الكوفي شوب” التي أصبحت أقرب لاماكن الدعارة، وكسب الشباب.

سعر “الأر كيلة” في المقهى الفلاني، خمسة وعشرون ألف دينار!، في حين ان سعرها بمقهى أخر ربما خمسة الاف .. لماذا هذا التفاوت الكبير؟!

حتما المقهى الذي سعرها فيه، يعادل خمسة اضعاف” عن مقهى اخر بالمنطقة نفسها, انه يقدم خدمات اضافية للشباب، ويراهن على الخدمة التي يقدمها، تستطيع ان تجذب الشاب اليه.

فتيات بعمر الورد يلبسن ثياب قصيرة او ضيقة، يقمن بخدمة الزبائن في تلك المقاهي، المزدحمة بالشباب والمراهقين، يسمعن كلمات الغزل، ويرين نظرات الشباب الى مفاتنهن ,وهن مبتسمات ومجاملات لهذا الشاب الذي لا يستطع ان يخفي هيجانه الجنسي, و التي تعترض على مسكة اليد, او مجاملة الزبائن, مصيرها الطرد من العمل.

الغريب أن كثيرا من غير المدخنين يرتادون هذه المقاهي، بصورة مستمرة .. ترى ما السبب؟

صورة المشهد تذكرنا بأفلام السبعينيات المصرية، وكيف تدار الملاهي فيها، الاختلاف انها كانت تسمى ملهى والآن مقهى، و الفرق بين الكلمتين هي حرف واحد فقط.

ممنوعنا متوفر في الأسواق، مع شرط في عقد البيع” يتحمل المشتري فرق الرشوة التي يدفعها التاجر لدخول البضاعة” ما لم يدخل من الباب حتما الشباك موجود، وما يدخل من الشباك ربما أكثر مما يدخل من الباب.

نسمع أن فلان موظف يدفع الاف الدولارات من اجل ان ينقل الى الرصيف الفلاني، او أن الشرطي الفلاني في الجمارك قيمة سيارته يصل الى خمسين الف دولار، أو أن المخلص الجمركي اشترى بيت بمليون دولار، وراتبه الشهري أقل من الف دولار .. والرب والشيطان وحدهما يعلمان كيف!

المواطن العادي يتداول ما يحدث في الجمارك من فساد، وما أصبح عليه بعض موظفي هذه المواقع من غنى فاحش، لكن أجهزتنا الأمنية المساكين لا يعلمون بذلك، كيف! الرب والراسخون فقط من يعلمون ..

على ما يبدوا لا يوجد ممنوع في بلدي، ألا امر واحد هو السماح بتصدي المخلصون والأكفاء ..

فهذا ممنوع ممنوع .. يا بلدي.