اهداني القدر صديقاً طيباً مولع باكتشاف المطاعم الجديدة وارتياد القديم منها ولان شبيه الشيء منجذب اليه صرت ارافقه في جولاته الاستكشافية وخلال هذه الجولات في اغلب ان لم تكن كل مطاعم بغداد لاحظت شيئا مشتركا بين جميع المطاعم الراقية والبسيطة الغربية والشرقية منها فجميعها تشترك في شيء واحد هو انها مكتوب على باب مطابخها ممنوع الدخول للمطبخ …!!!
ولأن الممنوع مرغوب تسائلت بسذاجة العارف لماذا هذه المنطقة ((الخضراء )) من المطعم ممنوع الدخول اليها او استكشافها او التقاط الصور التذكاريه فيها فماذا تخبئ هذه الابواب خلفها مع العلم انها المكان الاجدر بنا رؤيته واستكشافه قبل تناول الطعام لماذا نحن ممنوعون من الدخول الى المكان الذي يعد فيه طعامنا المدفوع الثمن غير المجاني لماذا يحرم علينا مشاهدة الطريقة التي يتم فيها صناعة وتحضير طعامنا …
فكرت قليلاً ثم عدت الى رشدي وقلت هذا ليس شيئاً غريباً في بلادً كل الابواب موصدة فيها فهذه منطقة خضراء وهذه منطقة عسكريه وهذه ممنوع الدخول اليها الا لمن يحمل الهوية الزرقاء والصفراء ..
وعاودني التساؤل لماذا يعشعش في ذهن العقلية الشرقية مفهوم قدم افضل ما لديك بأستخدام اسوء ما لديك لماذا نحن ممنوعون من الاطلاع على طبخات القرارات السياسية والاقتصادية طالما نحن من نكتوي بنارها ونتجرع مرارتها لماذا لا نعرف كيف يعد المسؤول خطته لخدمة الشعب لماذا لا يمكننا الاطلاع على الية تفكيره حتى البيت الابيض يفتح في يوم معين للزوار للاطلاع على معالمه ومعرفة كيفية صنع القرار في المطبخ السياسي للدولة الاقوى في العالم..لماذا لا تفتح الابواب الموصدة التي يتكئ خلفها اصحاب العروش المتمنطقين الم نكتفي بالمشاهدة من خلف الشاشات متى يحين الوقت للذهاب الى الملعب لمشاهدة المباريات دون ان يتحكم مخرج ومعلق المباراة بما نراه والسؤال الاهم والاقسى الا يخزينا رفاه من حولنا ؟