23 ديسمبر، 2024 4:18 م

مملكة النفط … وعكاظ … والخط الواحد

مملكة النفط … وعكاظ … والخط الواحد

هناك نظام معمول به في مملكة آل سعود ،وهي مملكة يقودها عائلة منحدرة من سلالة واحدة ، ورغم خلافهم الكبير في إدارة الحكم ، إلا أنهم يتفقون في شيء واحد هو الولاء والعداء ، ولا أريد الخوض كثيراً في الولاء والعداء ، لان ولائهم معلوم ، وعدائهم لمن معلوم ايضاً ، المهم في هذه العائلة أنهم قسموا أمرهم بين الدين والحكم ، فكان لهم الحكم ، وترك الدين بيد المؤسسة الوهابية .
أن عدد الوظائف الدينية أو التي تخضع لإشراف رجال الدين في المؤسسة الرسمية أكثر من ربع مليون وظيفة، أي نحو 25 بالمائة من إجمالي الوظائف الحكومية في 2008 وعينت وزارة الأوقاف 140 ألف مؤذن وإمام مسجد كموظفين متفرغين سنة 2010 ويصل عدد المساجد إلى 72 ألفاً وتدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 470 مكتباً في أنحاء البلاد يشغلها نحو 4400 موظف.
ان هذا الحشد من الوظائف والموظفين في المجال الديني يجعل المؤسسة الدينية الرسمية التي انبثقت 1961 شريكا للعائلة الحاكمة في تدبير الدولة وتوجيهها إلا أن المؤسسة الدينية ومؤسسة الدولة غفلت عن التحولات التي مرت بها البلاد والمنطقة وظنت أن جوهر المشكلة يكمن في ‘أشخاص’ المديرين وأصحاب القرار، بتمسكها بإدارة تعليم البنات مثلاً قامت على تصور تقليدي يعتبر المرأة فتنة، تقتضي الضرورة إيكالها إلى جهة ‘أمينة’ كي لا تتسبب في الفساد. كذلك الحال مع الجهاز القضائي، الذي بدلاً من العمل الجاد لتطويره وجعله أكثر تحقيقاً للعدالة، تمحورت جهود رجال الدين في الاحتفاظ به تحت سيطرتهم. 
جاء دور الإعلام في التسييس للدائرة الوهابية ، ولكي يكون مسخر كلياً للحفاظ على دولة الإرهاب ومكوناتها وشخوصها .
جاءت المقالة التي تغرد خارج السرب ، لتكمل مسلسل الأهداف لهذه الدولة ، مقالة هزيلة ، لشخص مغمور يخوى التربح والظهور لينال من شخصيات وطنية ذات تأثير ايجابي على العملية السياسية في العراق ، عمار الحكيم تلك الشخصية التي يقر لها الجميع بالعلم والدراية والحنكة والبديهية ، والحرص أشد الحرص على مصالح الشعب العراقي العليا ، وتعدي المسارات الخاطئة في العملية السياسية ، كما يبدو انه خفى على الكاتب المغمور أن السيد عمار الحكيم يتمتع بعلاقات جيدة ومتوازنة مع المحيط العربي والإقليمي ومن ضمنها ملوكهم ، يبدو أن الكاتب استهويته هذه المغامرة التي زج بها نفسه من حيث لايعلم ، إما أن كان غبياً أو تغابى عن مدى التأثير الذي يمكن أن يولده الإساءة للسيد الحكيم .
أن اتهام صحيفة “عكاظ” بتهريب السلاح والمتفجرات هو مشروع لإثارة الفتنة بين الشعبين , وتعميق الشرخ الذي صنعته الدولة والمؤسسة الوهابية مع الجارة العراق ، وهو لأهداف سياسية وطائفية محضة ،وأن تبني مثل هذا الخطاب بهذا الوقت يشير إلى تفاقم الوضع الداخلي للسعودية ومحاولة تصديره إلى الخارج بإذكاء الفتن الطائفية”.
أن السعودية بدأت تستخدم الخطاب السياسي تزامنا مع موسم الحج ، والتي تكون الأضواء فيها مسلطة على رجال الدين وعلى ما يحدث من أخبار سياسية متعلقة بالدين والسياسة، خاصة ان خطاب السيد الحكيم أصبح مؤثراً داخلياً وأقليمياً
هذه التصريحات أرادت ان تفتت وحده الصف الوطني الذي حاول إيقاف منبع الإرهاب الذي كان ينبع ويدخل من هذه المنطقة عبر الحدود العراقية “.
على السلطات السعودية ان يصلحوا أخطائهم وعليهم أن يعلموا  أن العراق جار مسلم , وهو صادق في إقامة علاقات حسن الجوار مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية ،وبالتالي نحتاج إلى جار يحترم مبدأ حسن الجوار ، وعدم الإساءة لرموزه وشخصياته الوطنية .