23 ديسمبر، 2024 7:00 ص

مملكة المغرب تحت التهديد, من تنظيم داعش

مملكة المغرب تحت التهديد, من تنظيم داعش

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية, في عددها الأخير, تقرير خطير عن مملكة المغرب, بواسطة الصحفي روبرت لوني, بعنوان ( الوقت بدا ينفذ أمام المغرب),حول ظاهرة داعش وما تمثله من خطر على المملكة, أن بقيت من دون خطوات استباقية, فالمؤشرات تنذر بتهديد حقيقي للملكة, حيث يسير قطار الدواعش لتفتيت الدول, وتحويلها إلى ولايات متخاصمة, كما فعلت في العراق وسوريا وليبيا, الهدف نحو زعزعة استقرار المملكة النسبي, الذي طال أمده, على مر التقلبات الزمنية للمنطقة.
المؤشر الأهم للخطر, انه لا يمر أسبوع, إلا وتعلن أجهزة المملكة الأمنية, عن اعتقال عناصر, من خلايا مفترضة للتنظيم, بالإضافة لتزايد عدد المقاتلين المغاربة, المتواجدين في العراق وسوريا, ضمن تنظيم داعش الإرهابي, الرقم يتكلم عن إلف مقاتل مغربي في سوريا وحدها, مما يدلل على تواجد نشاط  كبير للدواعش, داخل المملكة المغربية, يقوم بعملية تهيئة وإرسال المقاتلين, وهذا يتطلب مؤسسة منظمة, وذات موارد متنوعة كي  تنجح بعملها.
المخاوف المغربية تنطلق اليوم, من احتمال عودة عشرات المقاتلين المغاربة, بعد أن كسبوا الخبرة, وتعمقت لديهم الإمكانية, للقيادة والتجنيد, مما يشكل خطر على مستقبل المملكة.
قد تكون دوافع تشكل خلايا التنظيم داخل المملكة, تعود لأربع أمور أساسية:
أولا: حالة السخط الجماهيري على النظام السياسي, نتيجة القمع السياسي للمعارضة السلمية, فالإصلاحات التي تلت الربيع العربي, كانت ضعيفة, ولم يتحقق شيء كبير.
ثانيا: يمثل ارتفاع معدلات الفقر, وانعدام المساواة, سبب أخر كبير لظهور التنظيمات الإرهابية, فالإصلاحات ضعيفة وغير مجدية لحد ألان.
ثالثا: معدلات البطالة المرتفعة, وغير مسبوقة في تاريخ المملكة, بل ارتفاع البطالة بين الخريجين الجدد, وارتفاع معدل الأمية, وغياب رؤية حكومية للحل, مما يؤسس بيئة صالحة للدواعش.
رابعا:اعتماد المغرب على خطة اقتصادية صينية للنمو, وهي خطة نجحت مع الصين, باعتماد النهج التدريجي البطيء للنمو, وهو نهج يناسب الصين, لكنه لا يناسب المغرب, لان الوقت بات غاليا, إمام تهديدات داعش.
بالمحصلة تدفع هذه الأمور, بعض الشباب للارتماء في أحضان تنظيم داعش,بعنوان الجهاد والسعي لإقامة الدولة الإسلامية, حيث يستغل شيوخ التكفير المراهقين لتجنيدهم, مستغلين عامل عدم الرضا على الدولة, بالإضافة لتوفر دعم خارجي وإقليمي, لأي توجهات داعشية, من دول باتت معروفة للجميع, لذا الزمن يسابق المملكة المغربية, فعلى الساسة المغاربة, القيام بدور اكبر, قبل وقوع الفأس بالتاج الملكي. 
تحتاج المغرب لثلاث أمور أساسية, للخروج من الأزمة وهي:
الأمر الأول: الحاجة لقرارات جريئة من الملك, تتميز بالإيثار, فهل يمكن لملك المغرب إن يتنازل عن بعض صلاحياته, في سبيل تحقيق المساواة والديمقراطية, التي يطالب بها الشعب المغربي.
الأمر الثاني: أنصاف الطبقة الفقيرة وخلق فرص للتوظيف, مع سعي حقيقي لإقرار قوانين تحقق العدل, وتفتيت الثروات, ومنع زيادة الشرخ بين الأغنياء والفقراء, عبر قوانين واليات اقتصادية فعالة.
الأمر الثالث: الضرورة القصوى للاهتمام بالجهد الأمني, في ملاحقة الخلايا السرية, التي تنشط في بعض مدن المملكة, قبل إن تستفحل وتصبح خطرا مميت.
رؤية للأشهر القادمة, أن إحداث خطيرة ستطفو على سطح المملكة, إذا لم تتخذ إجراءات حقيقية, لاستفحال الظاهرة الداعشية, في مجتمعات فقه أهل السنة.