18 ديسمبر، 2024 8:51 م

في 5 سبتمبر / أيلول ، أطلت سيدة تدعى نادرة ناصيف، عبر مقطع فيديو لتعلن قيام مملكة عربية جديدة أسمتها “مملكة الجبل الأصفر”. وبحسب فيديو تعريفي رفع على حساب تابع للمملكة المزعومة على يوتيوب، فإن أراضي المملكة تصنف ضمن الأراضي المباحة التي لا تخضع لسيادة أي دولة، لافتا إلى أنها تقع بمنطقة “بئر الطويل”.

قبل الحديث عن هذه الجمهورية المزعومة يجب ان تعرف اولاً اين تقع هذه الجمهورية ،ولماذا يتبرأ السودان ومصر عمن هذه المنطقة التي تسمى منطقة (بئر طويل )الذي ستقوم عليها هذه المملكة المزعومة وهي على حدودهم . هناك خلاف معروف بين مصر والسودان حول مثلث (حلايب وشلاتين ) المصرين يَدَعٌون أن هناك أتلفاقية عام 1899 في ترسيم الحدود أكدت أن الحدود في خط عرض مستقيم ،وفي هذه الحال يكون بئر طويل سوداني ومثلث حلايب وشلاتين مصري .

اما السودان تقول أن هذا الكلام سليم ، لكن تم تعديله عام 1902 وفقا لقرار من وزير الداخلية المصري الناظر مصطفى باشا فهمي انتقل المثلث الى السودان ومنطقة بئر طويل لمصر .

المصرين يقولون فعلا تم التعديل ،ولكن لم يكن تعديل على الاتفاقية بل كان قرار اداري فقط لتنظيم الحياة والحركة للبادية .

وهنا كلا البلدين تبرئاه من منطقة بئر طويل لان اذا اعترفت مصر بها سوف تتنازل عن مثلث حلايب وشلاتين ،والسودان ايضا تبرأت من منطقة بئر طويل لأنها اذا اخذتها سوف تعترف باتفاق 1899 الذي ينص على ان حلايب وشلاتين لمصر.

هذا الفراغ أغرى الكثير من المغامرين في العالم ،كانوا يأتون ويضعون علما ويعلنوا أنفسهم ملوك وسلاطين على هذه الارض ،لكن معظم هؤلاء المغامرين كانوا يريدون اكتساب الاضواء والشهرة فقط ، لكن ما حصل مؤخرا أن سيدة مجهولة أسمِها (نادرة عواد نصيف )في 5/سبتمبر 2019 من أوكرانيا عن قيام مملكة ، أسمتها “الجبل الاصفر” وقالت أنها رئيسة وزراء هذه المملكة ،وأن ملكها اسمه عبد الاله ولم تكشف عن الملك أي معلومات ،وقالت جاء الاتفاق في مؤتمر في اوكرانيا ،من خلال عدد من المشاركين من العالم العربي وقالت ان هدف المشاركين ،هو حل قضية انسانية مهمه جدا وهي قضية اللاجئين من العرب والمسلمين على وجه التحديد ،وأن هذه المملكة سوف تستضيف اللاجئين من العرب والمسلمين في العالم ،ممن ليس لهم جنسية او بدون .

أن ما قالته هذه السيدة الغامضة فعلا مثير للقلق ، للدول التي ستكون في محيط هذه المملكة الغامضة اولاً ،وثانياً تثير القلق والشكوك حول الاهداف التي تتكلم عنها لكافة الدول ، فهل الهدف هو توطين الفلسطينيين وان الإسرائيليين والامريكان من يقفو وراء هذه القصة، ام الغاية هي اكتساب “عناصر داعش “وغيرهم من الارهابين والمتطرفين الذين اصبح بقائهم في مناطق الصراع شبه مستحيل ، مثل ما في العراق و سوريا وليبيا ،وبلدانهم ترفض ان تستعيدهم مرة اخرى ، فتكون هذه المملكة هي امارة في حقيقتها لهؤلاء العناصر المسلحة والمتطرفة .

ولئن ظل الإعلان عن قيام هذه المملكة المزعومة حبيس مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه أثار مخاوف وتساؤلات حول أهدافه وعلاقته بالأمن القومي لدول المنطقة.

ففي الوقت الذي قلل فيه مغردون من أهمية الإعلان وتناولوه بشيء من السخرية، دعا آخرون إلى التعامل معه بجدية. وكانت نظرية المؤامرة حاضرة بقوة في تفسيرات المغردين للحدث، إذ رأوا أنها خطوة جديدة تمهيدا صفقة القرن وإنشاء دولة جديدة لمهجرين الفلسطينيين واللاجئين في العالم العربي.

ونبهت البعض إلى خطورة “مملكة الجبل الأصفر”، إذ وصفتها بالخنجر في خاصرة العالم العربي ، والبعض الاخر اعتبرها “فكرة ذكية لتسليط الضوء على معاناة المهاجرين العرب.

تزامناً مع انطلاق تلك التحليلات نقلت صفحة على موقع “تويتر”، تقول إنها تابعة لـ”وزارة داخلية الجبل الأصفر”، عمن أسمته “رئيس الإدارة العامة للأحوال المدنية”، ناصر المطوع، قوله: “سوف نبدأ التوطين مع بدء شهر صفر القادم، بواقع 30000 شخص شهرياً، وتزيد تدريجياً، وذلك وفقاً لأحكام نظام الجنسية واللائحة التنفيذية لها، كما سننشر آلية التقديم خلال أيام، من خلال وسائل الإعلام الرسمية للدولة”.

اما من يقف خلف هذه المملكة المزعومة : قال الصحفي الفلسطيني محمد السكني: إن هذا الإعلان “يأتي في إطار عوامل وإحداثيات موجودة على الأرض، تدلل على وجود مؤامرة تحاك تجاه أهل غزة خاصة والفلسطينيين عامة، لتهجيرهم وترحيلهم لتصفية القضية الفلسطينية”. وتساءل في مقال له نشره بموقع “النهضة نيوز”، ومقره في بيروت، قائلاً: “تسلط الأنظار إلى مصير سكان قطاع غزة، هل سيهجرون إلى مملكة الجبل الأصفر الجديدة المدعومة من قبل محمد بن سلمان ولي عهد السعودية؟”.

ورداً على تساؤله قال: “أرى أن صفقة القرن التي يتكون حمضها النووي من بصمات أمريكية عربية إسرائيلية سترى النور قريباً، ومملكة الجبل الأصفر هي لتوطين أهل قطاع غزة، بعد شن عدوان إسرائيلي على القطاع لإخضاع المواطنين على الرحيل، والتي ستجبر الفلسطينيين على الخروج من غزة باتجاه شبه جزيرة سيناء ومن ثم إرسالهم إلى دولة الجبل الأصفر لتوطينهم بها”.

وفي مايو من عام 2017 كانت ناصيف واحدة من الشخصيات التي روجت لرؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030، وقالت يومها إنها تتوقع أن تسهم الرؤية “في تعزيز قدرات الأجيال السعودية المقبلة على اختيار التخصصات الأكاديمية الأنسب، وسد الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل”. ودعت يومها إلى نقل تجربة الرؤية إلى بعض الدول العربية، قائلة إنها ستعمل على رفع مستوى الاقتصاد والتعليم والإنتاج، وتسهم بتحديث البرامج وتنظيم الاستثمار في مجالي التعليم والبحث العلمي. وبات من اللافت أن الرياض وأبوظبي والمنامة أصبحت من داعمي ومؤيدي “صفقة القرن”، وهو ما يشير بوضوح لاحتمالية أن تكون العواصم الثلاث خلف تلك الخطة.

هل هناك حل او حالة مماثلة ؟ نعم هناك حل وحالة مماثلة الحل ان الدولتين ممكن ان يجدو حل لملاء هذا الفراغ بتقاسم هذه المنطقة ، الحالة المماثلة كانت هناك منطقة فراغ بين السعودية والكويت لا تتبع لاحد الطرفين ، ومنعاً لاستغلال هذه المنطقة من قبل ارهابين او دول ،اتفق الطرفين السعودي والكويتي على تقاسم ثروات هذه المنطقة وداراتها والسيطرة عليها وانتهى الجدال .

هذا في حال ان مصر والسودان ترغب في ذلك ولم تكون مع الجانب الذي يريد انشاء هذه المملكة علماً انه لم يصدر اي تصريح لا من مصر ولا السودان .