كثر الحديث عن التي اهواها ..الممرات الآمنة.. فهل هي حقيقة ام حلم ام استهلاك اعلامي ؟؟
انها حقيقة قديمة رافقت الحروب كلها تقريبا ..تتقاتل دولتان ويكون هناك سكان مدنيين فتتفق الدول المتحاربة على ان تجنب المدنيين اهوال حرب هم ليسوا طرفا بها وخصوصا اطفالهم فيصير الاتفاق بين المتحاربين الى تأشير ممرات آمنة يمنع التعرض لها من لدن المتحاربين ويكون ذلك برعاية طرف محايد او هيئة دولية..كل ذلك تم تنظيمه بموجب اتفاقيات جنيف الاربعة التي اقرت الاولى منها في القرن السابع عشر واستمرت حتى العام 2005 حيث بروتوكولها الاضافي الاخير ..
عليه الممر الآمن لا يمكن تحقيقه الا باتفاق طرفين يعترفان باتفاقيات جنيف التي وافقت عليها 190 دولة ،..وبما ان دولة الخلافة في العراق والشام لم تكن من بين تلك الدول المصادقة على الاتفاقية فأنها ليست ملزمة بالعمل بهالا عتب على دولة الخلافة فهي تمتلك قوانينها الخاصة بها كملك اليمين والجواري وغير ذلك مما اخذته من الفقه الشيعي والسني على حد سواء ؟؟ فالفقه السني السياسي غير المتجدد (الاخوان المسلمون) يؤمن بدولة الخلافة وليس غيرها مهما حاول ان يظهر بمظهر آخر نتيجة ضغوط الامريكان وديمقراطيتهم كشرط للمساهمة في مجلس الحكم وبالتالي النفوذ الى الكعكة العراقية الشهية…والفقه الشيعي الحالي ( احزاب الدين السياسي المنظوية تحت مظلة التحالف الوطني ) يؤمن ايضا بما يؤمن به الاخوان المسلمون وهي دولة الولاية التي هي الوجه الآخر للخلافة ، واضطر لدخول مجلس الحكم مثلهم تحت الراية الامريكية (الكافرة) وصولا الى الكعكة نفسها.
المهم ان (داعش) لا تؤمن بالاتفاقيات الدولية فأجيبوني بالله عليكم كيف يمكن تحقيق ممرات آمنة معها لحماية المدنيين وهي تريد ان تستخدمهم دروعا بشرية ؟؟
سيسألني الكثيرون: هل يعقل ان كل هذا الحديث عن الممرات الآمنة هو محض خيال ؟؟؟ فأجيبهم نعم ثم نعم لا وجود لممرات آمنة بوجود داعش كطرف على الاطلاق ، وقد اكد كلامي هذا السفير الايراني السابق في العراق حيث اكد عدم امكانية تحقيق الممرات الآمنة في معركة الموصل (وهذا لا يعد نفوذا او تدخلا في تفاصيل دقيقة لمعركة عراقية بحتة ) والتصريح طبعا حصل قبل اسبوعين
لمن يستغرب الامر انصحه بمراجعة الكثير من الطروحات والبرامج والاجندات منذ العام 2003 لحد الآن ( القضاء على الفساد ، محاسبة المفسدين ، محاكمة من باع الموصل ، مصالحة وطنية ، وحدة العراق ، شفافية ، اصلاح ، وآخرها التحقيق في مجازر الكرمة والرزازة ) اين هي؟؟ هل لمستم شيئا من ذلك؟؟
هكذا هي الممرات الآمنة ايتها الاخوات ايها الاخوة ..ان هذه كتلك ، فلنجد حلا واقعيا آخر لحماية اهلنا المدنيين بدلا من الامعان بالتخدير والاستهلاك الاعلامي …وما اكثر الحلول الصعبة وليست السهلة مثل ( ابقو في مساكنكم ) او (ابتعدوا عن مقرات داعش) او ارفعو الرايات البيض كي لا تستهدفكم قواتنا الامنية)…اما الحلول الصعبة والحقيقية فهي الالتزام بالقانون الدولي وتحريم النيران غير المباشرة ( مدفعية ، هاونات ، طائرات ) والتي هي محرمة دوليا في المناطق الآهلة بالسكان … هذا من الناحية القانونية ..اما من الناحية الدينية (وهي الاهم ) كون حكومتنا مشكلة من احزاب اسلامية في الغالب فلنتذكر ((من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا)) المائدة