تعد قضية الأخلاق من الإشكاليات البارزة التي تثيرها شبكة الانترنت خاصة في مجال العمل الإعلامي في العراق على وجه الخصوص, حيث إن الإعلام الالكتروني لا يحكمه قوانين ولا رقابة مباشرة في العراق، وصناع الرسالة الإعلامية الالكترونية هم الذين يتحكمون في إنتاج المادة الإعلامية وإتاحتها عبر الشبكة من غير استناد على معايير ثابتة تحكم عملهم, ولكن لكل عمل أخلاقيات تعبر في مضمونها عن العلاقات بين ممارسيه من ناحية, وبينهم وبين المجتمع من ناحية أخرى, وهذه الأخلاقيات قد تكون متعارف عليها, وقد تكون مبادئ ومعايير يضعها التنظيم المهني ذاته, وهي في جميع الحالات تطبيق للقيم الأخلاقية في المجتمع, ومن هنا فإن أخلاقيات الإعلام هي منظومة من القيم والمبادئ والمعايير التي تستهدف ترشيد أداء الإعلاميين خلال قيامهم بعملهم, بما يضمن الوفاء بحق الجمهور في المعرفة في ظل المسئولية الاجتماعية الواجبة على الإعلام.
وفي الآونة الأخيرة تعددت المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، وتعدد الجمهور الذي يتعرض لها, باختلاف دوافعها واتجاهاتها, ومنها المواقع الالكترونية للحركات الاحتجاجية، هذه الحركات التي ظهرت وانتشرت في العراق لعوامل عدة مرتبطة بشكل أساسي بتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وضعف النظام السياسي, مما حرك الركود العراقي, هذا بالإضافة إلى التحول الذي جرى في تغير منهجية عمل المجتمع المدني, الذي انتقل من الدور الخيري الخدمي إلى المنهج الحقوقي التمكيني الذى يهدف الى تمكين الشعوب من الدفاع عن حقوقها.
ولعل من أبرز التأثيرات التي أحدثتها الحركات الاحتجاجية في العراق خلال الاعوام الاخيرة، هو تحولها من حركات اجتماعية إلى حركات سياسية ذات مرتكزات اجتماعية، تؤثر على صناع القرار والنخب الحاكمة بصورة أقرب إلى جماعات الضغط، حيث تؤدي في بعض الحالات إلى وقوع تحولات في طبيعة السلطة السياسية ، وهذا ما حصل بالتحديد في التظاهرات في العراق التي دعت اليها التيارات المدنية والسيد مقتدى الصدر.