23 ديسمبر، 2024 6:54 م

مليارات لصفقات الاسلحة والشعب فقير

مليارات لصفقات الاسلحة والشعب فقير

خلال زيارة السيد المالكي الى روسيا تم توقيع على عقود السلاح بقيمة ( 4, 2 ) مليار دولار
×× اعلنت الخارجية الامريكيه عن ابرام بغداد نحو ( 467 ) صفقة مبيعات بالاسلحة قيمتها ( 12,3) مليار دولار
يكون المجموع الكلي لمشتريات الاسلحة من ( روسيا و امريكيا ) حوالي ( 16,5 ) مليار دولار .. ان هذا الرقم الخيالي يوحي بان العراق مهدد , او على شفى حرب طاحنة ولهذا لابد من اخذ المستلزمات والاحتياطات الازمة والمتطلبة التي تبعد الدمار المرتقب , وحتى لايفاجئ بالضربة القاتلة , لابد ان يكون على اهبة الاستعداد لرد الصاع بصاعين ويلقن العدو درسا قاسيا من الرد الصاعق , ولكن السؤال المنطقي والذي يشغل بال كل مواطن . من هذا العدو المحتمل؟ هل هو عدو داخلي ام خارجي ام ماذا هذا الجنون؟
وهل هناك من يريد المساس بتربة وسيادة الوطن ؟ وهل هناك نوايا خفية من هذا الصرف الجنوني للسلاح ؟ في حين العراق يعاني من مشاكل حياتية جمة , والمواطن يشكو من جملة مشاكل ومعضلات وازمات خانقة تحول حياته الى جحيم حقيقي , مثل ازمة الكهرباء , الى ازمة البطالة الضاربة في اعماقها المجتمع العراقي وخاصة تنتشر بشكل واسع في صفوف الشباب الذي يعجز في ضمان مستقبله وتكوين عائلة لا تخاف من المصير المجهول . وكان الاجدر والانفع بتخصيص قسم من هذا الرقم الخيالي في مجالات حياتية تؤدي ثمارها في المجتمع العراقي , مثل توفير الماء الصالح للشرب , وفي مجال تقديم الخدمات العامة المتردية والمتهرئة والمخزية وخاصة في مجال الصحة والحالة التي يرثى لها مستشفيات الدولة . اما مجال التعليم فحدث ولاحرج من المدارس الطينية الى المدارس الاكواخ , كأنها مهجورة تشابه حالة القبور او العنابر يحشر بها البشر حشرا دون توفيرادنى المستلزمات المطلوبة . لو خصص قسم من هذا المبلغ الملياري في بناء المدارس ودعم قطاع التعليم المهمل والمأساوي , لاكتسبت الدولة والسلطة التنفيذية شعبية ومكانة محترمة . لو اقتطع جزء من هذا المبلغ الضخم في انقاذ المواطن من السكن العشوائي وبيوت الصفيح وتخليص المواطن من شبح ارتفاع الايجارات , لسكنت الدولة والسلطة التنفيذية في قلب  المواطن . لوعمدت الدول في حسم قسم من هذه المشتريات الباذخة في تأمين الضمان الاجتماعي وتوفير الرعاية الصحية , وزيادة رواتب ذوي الدخل المحدود من المتقاعدين لكسبت عطف وحماس هذه الفئات المسحوقة والمظلومة , . لو خصص قسم من هذا الاسرف الحربي في تعمير الطرق والشوارع ومد مجاري الصرف الصحي
وتنظيف المستنقعات والبرك المائية واهتمت برفع الانقاض والنفايات والازبال من الشوارع والاماكن العامة وحسنت المدن الكئيبة التي تشابه المدن المهجورة بفعل الدمار الحرب التدميرية نتيجة اهمالها وعدم الاهتمام بها , وعملت باقامة الحدائق وتشجيرها بالاشجار الكثيفة والاعتناء بالمتنزهات العامة واحاطة المدن باسوار خضراء , لكانت السلطة التنفيذية موقع اعتزازوفخر لكل مواطن , لو حاولت الدولة اعادة تشغيل المصانع والمعامل المعطلة ,لاكتسبت درع بشري مدافع عنها ..لكن هذا الاسراف الجنوني وغير المعقول والمنطقي  والذي يحمل في طياته العديد من التساؤلات والاستفسارات التي تحمل الكثير من الاحتمالات المعقولة وغير المعقولة  , ولكن تبقى دوافعها طي الكتمان , لسبب بسيط جدا يفهمه ابسط مواطن بان العراق بحاجة الى اعمار وتصفية مخلفات الماضي البغيض , ان هذا الهوس والجنون بشراء الباذخ للسلاح , يذكرنا بالحقبة المظلمة في جنونها في صرف عشرات المليارات الدولارات بحجة الدفاع عن الوطن وبناء سياج حديدي منيع للوطن , وبالتالي ضاعت هذه العشرات المليارات الدولارات في نزوات داخلية وخارجية  , وكان بمقدور هذه الارقام المالية الخيالية لو صرفت على الشعب العراقي لكان العراق اليوم يسمى سويسرا اسيا من حيث حجم الرفاه والرخاء والسعادة التي يتمتع بها الشعب العراقي , وليس الفقر والجوع والحرمان وتحويل العراق الى بلد فقير , كأنه عبارة عن ارض جرداء وصحراء قاحلة تنعدم فيه مقومات الحياة العامة , وليس العراق الذي يعيش فوق بحر من الذهب الاسود . لكن المصيبة في العقلية واسلوب التفكير في استخدام هذه الخيرات الوفيرة في غير موقعها ومحلها  ومكانها الصحيح , بل بتبذيرها دون وجع قلب في مجالات لا تدر نفعا او من شأنها ان تؤدي الى رفاه الشعب والتخلص من شرور العوز وضنك الحياة , او من شأنها ان ترفع من قيمة الانسان العراقي .. لذا على اصحاب الشأن والمقام العالي , ان يتخلوا عن عقلية وتفكير ماري اطوانيت ( ماكو خبز , ياكلون كيك ) الان تبدل هذا الشعار السامي الى ( ماكو خبز , ياكلون رصاص ) .